حسين المير ||
سورية قلب العروبة الجريح بسيف الخيانة والغدر ومؤامرات الأشقاء وحصار الأعداء الذين تكالبوا عليها منذ عشر سنوات لتمزيقها وتقسيمها وتدميرها ونهب خيراتها وقتل شعبها وجنود جيشها .
دمشق التي وقفت مع كل الدول العربية ولم تبخل عليهم حتى بالدماء لم ترى أحد يقف إلى جانبها ويساعدها في محنتها ويرد عنها الأعداء والطامعين الذين يحاصرونها من الشرق والشمال ويسرقون خيراتها وينهبون ثرواتها ويحتلون أراضيها .
يتساءل البعض لماذا كل هذا الجفاء العربي تجاه سورية وهي التي وقفت مع اشقاءها في كل ما حدث لهم من أزمات وحروب .
سورية التي دعمت لبنان وانهت الحرب الأهلية فيه ووقفت بوجه الإحتلال الصهيوني أثناء عدوانه على لبنان وقدمت الشهداء .
وسورية التي وقفت إلى جانب العراق الشقيق عندما هاجمته امريكا ودول التحالف ورفضت الحرب والعدوان عليه وتعرضت للتهديد والعقوبات الأمريكية لموقفها الذي لم يتغير .
ومنذ عشرِ سنوات وسورية تعاني ويلات الحرب والمؤامرات والحصار والشعب السوري يكاد يموت جوعاً وأرزاقه يسرقها المحتل الأمريكي في شرق سورية وينقل القمح والنفط إلى الأراضي العراقية ولم نسمع إدانة من الحكومة العراقية أو إصدار قرار بمنع إدخال لهذه المواد المسروقة إلى العراق .!!.
إن النظام التركي المعادي للدولة السورية وكان الداعم الأكبر للمجموعات الإرهابية المسلحة التي كانت تستهدف المواطنين وقوات الجيش العربي السوري ومنذ بداية العدوان على سورية ومخططاته وأطماعه في السيطرة على مناطق في سورية لم تتوقف وإزدادت عندما تمكن من الدخول إلى سورية والسيطرة على محافظة إدلب من خلال إتفاق روسي تركي بحجة مراقبة الهدنة وإتفاق وقف إطلاق النار.
لكن هذا النظام صاحب النظرة التوسعية والذي يريد أن يرجع إلى الماضي وزمن السلطنة العثمانية وإحتلال الدول يحاول ومنذ مدة ويعلن عن نيته إطلاق عملية عسكرية واسعة في الشمال السوري يسيطر فيها على عمق ثلاثون كيلو متر داخل الأراضي السورية وعلى طول الحدود مع تركيا بحجة إبعاد ميليشيات قسد الكردية عن الحدود مع تركيا .
وعلى الرغم من إعلان اردوغان عن هذه العملية والتي تعتبر عدواناُ خطيراُ على سيادة الجمهورية العربية السورية وإحتلال جديد وتعطيل لأي حل سياسي للازمة السورية وتنفيذ للمخطط الصهيو أمريكي في سورية المراد منه إبقاء سورية في حالة فوضى وضياع وضعف وضغط كبير على الدولة السورية في محاولة لتغيير مواقفها .
كل ما هو حاصل في سورية وما هو خطير على الأمن القومي في حال نفذ اردوغان تهديده ومشروعه العدواني سيكون له تأثير كبير في المنطقة حيث سيصل الصهيوني إلى الشمال السوري بسهولة ويعتبر ذلك بمثابة هدية من اردوغان إلى سيده الأمريكي والصهيوني .
كل ما يحصل ومايفعله المحتل العثماني في الشمال ورغم خطورة الموضوع إلا أننا لم نشاهد أو نسمع بأي تحرك عربي أو إجتماع أو تنديد من جامعة الدول العربية أو حتى تظاهرة شعبية صغيرة داعمة لسورية .
وفي الحقيقة وكشعب عربي نظهر عتبنا الكبير وخصوصاً على من نحب عتبنا اليوم على الجزائر الشقيقة والتي تتمتع بعلاقات طيبة واخوية مع سورية ولم نسمع من قادتها اي تنديد أو موقف صارم من العدوان التركي الذي يستهدف الشمال السوري .
مع العلم ان الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قام بزيارة لمدة ثلاثة أيام إلى تركيا وإلتقى الرئيس اردوغان .
وعتبنا عليه نحن كسوريين أنه زار تركيا التي تناصب العداء لسورية منذ عشر سنوات وساهمت بتدميرها وسرقة معاملها الصناعية من حلب ونقلتها إلى الداخل التركي ودمرت الآثار والكنائس .
بينما الرئيس الجزائري لحد الآن لم يقم بزيارة دمشق التي هي بأمس الحاجة لمساعدة الأشقاء والأخوة العرب .
حتى الرئيس التونسي قيس سعيد ومنذ إستلامه الرئاسة في تونس لم يقم حتى بإتصال هاتفي مع الرئيس الأسد ولا حتى إعادة فتح السفارات في دمشق وتونس وفي هذا الوقت الذي تتعرض فيه سورية إلى إعتداء سافر وخطير ولا نعلم ما المانع من ذلك وماهي المعوقات التي حالت للتواصل مع دمشق لحد الآن .
فمن يدّعي محبته لفلسطين والقدس يجب عليه أن يقف مع سورية وهذا الكلام موجه للرئيس سعيد !!!
لأن كل ما جرى في سورية ويجري الآن تعود اسبابه لموقفها الثابت من القضية الفلسطينية والقدس الذي لا يمكن أن يتغير او يتزحزح قيد أنملة.
لكن سورية بقوتها وإرادتها الصلبة وثبات جيشها ووفاء حلفاءها لن تقف مكتوفة الأيدي حيال ما يفعله المحتل التركي والأمريكي في الشمال والشرق السوري .
وستتصدى بكل ما تملكه من وسائل وإمكانيات وعزم وبمساعدة حلفاءها الأوفياء للمشروع الصهيوني التركي حتى لو سكت العالم العربي كله وبقي صامتاً على ما يقوم به نظام اردوغان الحاقد المهووس بسفك الدماء وإحتلال الأراضي والعمالة لأسياده.
ـــــــ
https://telegram.me/buratha