عدنان علامه*||
* / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*تتحمل الحكومة وحدها مسؤولية العتمة الشاملة وعدم تامين الطحين بشكل كافٍ وعدم تأمين المحروقات. وأما إستعمال الدولة لأموال قانون السحب الخاص RSD لتسديد ثمن الطحين مطلع هذا الشهر لا يبشر بالخير ويؤكد إفلاس كل من الدولة والمصرف المركزي.*
*ولذا لا بد من جولة أفق لمعرفة أسباب الأزمة الإقتصادية اللبنانية وعجز لبنان عن تسديد ديونه وإقتراحات عملية للإستغناء عن خدمات صندوق النقد الدولي التي لا تبشر بالخير. وآمل الإطلاع على مصير البلدان التي تدخل فيها صندوق النقد الدولي بحيث اصبحت كافة موارد تلك الدول بأيدي الشركات الأجنبية.*
*وعد كل من بومبيو وجيفري فيلتمان لبنان "بالفقر الدائم أو الإزدهار المحتمل" ، وآمل التدقيق في كل كلمة قالها فيلتمان في شهادته أمام الكونغرس بتاريخ 20 نوفمبر / تشرين الثاني201؛ وقد أخترت فقرة واضحة لا لبس فيها وغير قابلة لإساءة فهمها وتعتبر بمثابة الأوامر التي يتوجب على المسؤولين السياسيين في لبنان إطاعتها وتطبيقها.*
*"فأمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الاميركي ناقش السفير الأميركي السابق في لبنان جيفري فيلتمان الوضع اللبناني. مما جاء في مداخلته: "لبنان محبط ومحتاج ومعقد، نحن بحاجة إلى أن نلعب لعبة طويلة وألّا نسمح لإيران أو سوريا أو الصين أو روسيا بإستغلال غيابنا".*
*وأضاف: لا نريد أن نرى إنهيار لبنان ماليًا أو سياسيًا ولكن قدرتنا على حشد الدعم الإقتصادي يعتمد على قرارات يتخذها اللبنانيون أنفسهم، بما في ذلك تشكيل الحكومة القادمة في لبنان وسياساتها".*
*ونتيجة لإنبطاح السياسيين في لبنان أمام الضغوط الخارجية لم يتم ترميم المرفأ أو البحث عن بديل لأهراءات القمح أو إعادة بنائه بالرغم من مرور حوالي السنة و9 أشهر على الكارثة الوطنية. وتم حتى الآن رفض عدة عروض وتحديدًا عرض سخي جدًا من روسيا بإنشاء مصفاة لتكرير البترول دون ان يدفع لبنان أي قرش. وبدلًا من الذهاب إلى التفاوض مع روسيا حول تفاصيل العرض؛ تفرّد وزير الخارجية اللبنانية بإصدار بيان دون موافقة ثلثي مجلس الوزراء يدين العملية الروسية في أوكرانيا. متناسيًا أن روسيا تصوت مع لبنان في مجلس الأمن وأمريكا تستعمل الفيتو عند إدانة إعتداءت العدو الصهيوني. تناسى أيضًا أن روسيا تمثل المصدر الثاني للقمح والزيوت بعد اوكرانيا.َ*
*ولم ينسَ اللبنانيون تطبيل وتزمير شيا وأذنابها بتأمين الغاز من مصر إلى الأردن، ومن ثم جر الغاز والكهرباء إلى لبنان عبر سوريا ؛ وقد أبلغت السفيرة شيا بتاريخ الخميس 19 آب 2021 الرئيس عون قرار الإدارة الأميركية بمساعدة لبنان لاستجرار الطاقة الكهربائية من الأردن عبر سوريا عن طريق الغاز المصري.*
*والنتيجة أن أمريكا كانت تكذب ولا تزال ولا تفي بعهودها. فطلبت شيا الشهر الماضي من اللبنانيين الإنتظار لأن الأمر معقّد جدًا. وأبلغنا صندوق النقد الدولي بأنه لم يوافق على تمويل الصفقة؛ فقد كانت شيا تكذب علينا طوال تلك المدة ولا تزال.*
*وخلال مناقشة مشروع القانون المتعلق بال Capital Control في مجلس النواب؛ كشفت اللجنة المختصة في مجلس النواب عن وجود بند حول تشكيل لجنة لمراقبة الحسابات تضم الحاكم بأمره المسؤول عن الإنهيار المالي والإقتصادي والرئيس ميقاتي المستفيد من قرض سكني مقدم من حاكم مصرف لبنان، وهو الملياردير الذي بغنى عن مثل هذا المبلغ؛ وبالتالي فقد وضع الرئيس ميقاتي نفسه موضع الشبهة.*
*فقد رفض الرئيس ميقاتي كل العروض المقدمة من روسيا، الصين، إيران بالرغم َمن العروض السخية جدًا جدًا والتي لا تكلف لبنان أي دين إضافي ولا تضع لبنان تحت مقصلة صندوق النقد الدولي.*
*وقد إتصلت الحكومة اللبنانية بالدولة السورية على مستوى وزراء الطاقة بعدما سمحت أمريكا بذلك. لتوقيع العقود على إستجرار الغاز ومن مصر والكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سوريا وقد عقد وزراء الطاقة عدة إجتماعات رباعية ( مصر +الاردن + سوريا+ لبنان) ووقعوا عدة إتفاقات؛لتثبت الأيام بأن أمريكا كذبت في شأن تأمين الكهرباء من الاردن عبر سوريا مستثنية بذلك قانون قيصر. وأثبتت الأيام بأن شيا كانت تبيع الأوهام للبنانين جميعًا دون إستثناء، علمًا بأن سراب إستجرار الكهرباء من الأردن إلى لبنان عبر سوريا سيزيد التغذية ساعتين فقط لا غير في حال تم ذلك المشروع الوهمي الأمريكي. وهنا لا بد من الإشارة بأنه لو تم قبول العروضات بتأمين محطات توليد الكهرباء ومصافي تكرير البترول وترميم المرافئ لما وصلنا إلى خروج كافة محطات توليد الَكهرباء عن الخدمة منذ أكثر من 10 أيام الامر الذى أدى إلى تراجع خدمات الخلوي قبل التوقف الكلي؛ وتوقف محطات ضخ المياه الأمر الذي دعا إلى تدخل سماحة السيد حسن نصر الله العاجل لتأمين المازوت إلى مضخات المياه على حسابه الخاص.
ولم تتحرك الحكومة حتى الآن لتأمين مادة المازوت تلافيًا لإنفجار الوضع الإجتماعي بشكل لا يمكن السيطرة عليه.*
*للعلم إن الرئيس ميقاتي رجل أعمال ناجح جدًا في الشركات الخاصة التابعة له. وهو يحمل ماجيستير في إدارة الأعمال من أهم الجامعات الفرنسية والأمريكية ولكنه فشل فشلًا ذريعًا في إدارة الدولة بسبب الضغوطات الخارجية الهائلة، والفساد المستشري في كافة مفاصل الدولة. فعلى سبيل المثال لا الحصر انتهت صلاحية شركة سوليدير في العام 2019، وعقد المعاينة الميكانيكية، وعقدي تلزيم الخلوي ولكن الدولة العميقة امرت المسؤولين اللبنانيين بعدم إجراد عمليات التسلّم والتسليم؛ وأصروا على إعادة التلزيم والتشغيل لغاية في نفس يعقوب. وقد نجحوا في إيجاد المخارج القانونية لذلك. واستعانوا ببعض القضاة الذين إجتهدوا لتثبيت إحتلال شركة سوليدير لوسط بيروت ونجحوا في ذلك.*
*وبالرغم من سوداوية المشهد؛ إلا هناك بصيص أمل بلبنان كوطن متماسك موحَّد بسلطة مركزية واحدة؛ ولكنه بحاجة إلى إرادات صلبة جدًا لإحداث تغيير جذري في العقلية والمنهجية لوضع مصلحة لبنان فوق كل إعتبار؛ ولا ترضخ للشروط والإملاءات آلأجنبية بالرغَم من ضخامة تلك الضغوط الَمفروضة والتي ستفرض حتمًا في المستقبل. فقد فرضت أمريكا شروط قاسية جدًا عبّر عنها كل من فيلتمان، بومبيو وسفيرة امريكا. وكان هناك الضغوط الخليجية كالإصرار على إقالة الوزير قرداحي وإلّا الويل والثبور وعظائم الأمور. وللخروج من الأزمة الإقتصادية الضاغطة ودون الحاجة إلى صندوق النقد الدولى أقترح التالي :
*1- التوجه شرقًا لتنفيذ كافة المشاريع (مصافي نفط + ترميم كافةالمرافئ+ َحطات توليد كهرباء+ ألخ) بنظام ال B.O.T بدون الحاجة إلى صندوق الوقد الدولي.*
*2- عدم إعطاء الثقة مستقبلً لأي رئيس للحكومة أو أي وزير يحمل جنسية أخرى وتحديدًا الأمريكية لأن قسم الولاء الضروري لأخذ الجنسية الأمريكية ينص على الولاء لأمريكا فقط :-*
*"َأعلن بموجب هذا القسم ، أنني أتخلى بشكل مطلق وكامل عن كل ولاء وإخلاص لأي حاكم أجنبي ، أو دولة ، أو سيادة أجنبية كنت من رعاياها ؛ وسأدعم دستور وقوانين الولايات المتحدة الأمريكية وأدافع عنها ضد كل الأعداء ، في الخارج والداخل ؛ سأحمل الإيمان الحقيقي والولاء لها".*
*3- إعادة جدولة الديون.*
*4- دراسة ملف التجديد لسوليدير للطعن فيه.*
*5- إ رجاع كافة الأِموال الموهوبة والمنهوبة وخاصة القروض.*
*6- وقف دفع إيجار مبنى الأسكوا وإيجاد البدائل لمباني الوزارات في سوليدير.*
*7- تعديل دستوري لحل تسويات الإعتداءات البحرية ليتم بقاء المنشآت وإعادة طرح إستثمار كل منشأة بالمزاد العلني.*
*8- عدم تجديد إستثمار أرض الغولف التي َيمكن الإستفادة منها للمصلحة العامة َوبالتعاون مع بلدية الغبيري.*
*9- السلطة القضائية بحاجة إلى إعادة هيكلة لفتح ملفات الفساد وإعادة الأموال وضمان اموال المودعين وتكريم القضاة الذين يحاربون الفساد والمفسدين.*
*10- ضرورة تعديل الدستور لمحاكمة الوزراء والرؤساء امام المحاكم العادية في حال عدم تشكيل المحكمة الخاصة بمحاكمتهم.*
*وفي المحصلة فقد أضاع رئيس الحكومة عروضات ذهبية دون ان تكلف لبنان قرشًا واحدًا؛ ولكنه أصرً ان يضع لبنان أمام براثن صندوق البنك استجابة للإملاءات الأمريكية ضاربًا بعرض الحائط مصلحة لبنان والتي هي فوق كل إعتبار.*
*فهذه المؤامرة لن تمر دون حساب أقله الإنفجار العام نتيجة الإرتفاع الجنوني للسلع الضرورية وخدمات الهاتف وإشتراك الكهرباء في ظل تدني الحد الأدنى للأجور وثباته منذ مدة طويلة جدًا.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*29/04/2022*
ــــ
https://telegram.me/buratha
