سوريا - لبنان - فلسطين

وجوه الخيارات السياسية في لبنان لفريقين متباعدين وآفاق المرحلة


د. إسماعيل النجار ||

 

منذ إستقلال لبنان الكبيرعام ١٩٤٣ حتى بلوغهُ العام ١٩٧٥ وحُكَّامه الموارنة ومَن والآهُم من باقي الطوائف ينتهجون سياسة التِبَعيَة إلى الخارج،

وقد حَوَّلوا لبنان ضِمناً من دولة مستقلة إلى مقاطعة أميركية أو فرنسية لكن بوجهٍ لبناني،بمقابل السماح لسلطتهم ألعيش أمداً أطوَل حيث سَنُّوا القوانين التي تخدُم مصالحهم المادية  وشَرَّعوها واستمدوا منها قوَّة نفوذهم وسيطرتهم على مُقَدرات البلاد، حتى استطاعوا السيطرة على مفاصل الدولة والحُكم من دون أيَّة معارضة داخلية وازنة، بإستثناء ما قامَ بهِ الشهيد الزعيم أنطون سعادة من ثورة حقيقية وأُعدِمَ بسببها ظُلماً وعدواناً لكي لا تقوم لأي أحد من بعده قائمة بعد ذلك.

بعد نشوب الحرب الأهلية تبدَلَت الأمور كثيراً، وعاشَ لبنان مرحلة الإنتقال من المارونية السياسية إلى الشراكة الوطنية جَرَّاء مؤتمر لوزان ١٩٨٤، التي تبعها توقيع إتفاق الطائف في 22 اكتوبر 1989 وتم التصديق عليه في 4 نوفمبر 1989، وثم خسارة رئيس الحكومة الإنتقالية آنذاك ميشيل عون للمعركة ونفيِهِ إلى فرنسا، والبدء بتوحيد الجيش اللبناني ومؤسسات الدولة تحت قيادة الرئيس الهراوي، وحكومة الرئيس الوطني سليم الحص التي مَهدَت لعصر الحريرية السياسية عام ١٩٩٢،تلك المرحلة الإنتقالية التاريخية في حياة لبنان والتي أسسَ لها الرئيس الراحل الياس الهراوي مغارة علي بابا والأربعمئة حرامي وكانت السبب الرئيس بوصول لبنان إلى ما هو عليه الآن من مصائب وإنهيارات،

الطبقة السياسية التي حكمت لبنان منذ العام ١٩٩٢ لغاية اليوم تصنيفها كالتالي :

فريق مقاوم،

وفريق مقاوم للمقاوم والمقاومة،

وفريق عدو للمقاوم والمقاومة،

الفريقين الآخرين كانآ هُمآ الخطر الأكبر على مقاومة لبنان ألتي لمعَ نجمها الساطع في سمائه منذ العام ١٩٨٢ لغاية اليوم،

فإتَبع البعض معها سياسة المداهنة وضربة على الحافر وضربة أخرى على المسمار؟

والبعض الآخر إتبَعَ سياسة المواجهة وإعلان العداء العلني لها وطالبَ بتجريدها من سلاحها متماهياً مع الطلبات الصهيونية الأميركية السعودية،

اليوم يعيش لبنان دوَّامة الصراع العربي الإسرائيلي من داخله، حيث يجهَد فريق يحمل الهوية اللبنانية موالي لعوكر لكي يحصل على الأغلبية البرلمانية لتشكيل حكومة من دون حزب الله للمطالبة بتجريده من سلاحه، وتسليم أميركا كل ثروات البلاد والعباد حفاظاً على إمتيازاتهم ومصالحهم الشخصية وأموالهم وتوريث أبناؤهم المقاعد البرلمانية،

وفريق آخر مقاوم حَرَّرَ الأرض وحَمَىَ العِرض ومنع الغرب وإسرائيل من سرقة مياهه وثرواته، يسعى لكي يكون لبنان وطناً حراً سيداً مستقلاً لهُ ما  لهُ وعليه ما عليه نِدَّاً ب نَد مع الدُوَل العربية من دون أي تمييز،

هذا الفريق المقاوم يخوض معركة بقاء لبنان، بينما فريق عوكر يخوض معركة بقاء السلطة والإمتيازات بأيديهم،

لذلك لن تقوم للبنان قيامة في ظل استئثار مستوردي الإستعمار الحديث في السلطة، ولن يكون وجه لبنان إلَّا مقاوم مهما بلغت التضحيات.

 

بيروت في...

             13/4/2022

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك