سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان يحتاج إلى مؤتمر تأسيسي ومِقَص..!


 

د. إسماعيل النجار ||

 

أُحَييِّكُم اليوم كما كل يوم وَودَدت توضيح مسألة هامَّة يتم تداولها بين الناس في لبنان من قِبَل بعض السياسيين،

وفي بعض وسائل الإعلام المرئيَة والمسموعة والمكتوبة،

وعلى لسان إعلاميين يُفتَرَض أنهم جهابذة،

كانَ لزاماً عليهم عدم الوقوع في فخ التصريحات الغير مدروسة إلَّا إذا كانت مقصودة؟،

لأن المستمع إليهم  في لبنان وخارجه هُم أناس لديهم العقل القادر على تحليل الأمور وتحديد المنطقي من غير المنطقي.

فمنذ مدة يجري تسويق إعلامي بأن سوريا بقيادة الرئيس بشار الأسد تسير سراً نحو التطبيع برعاية إماراتية ودعمٍ روسي مع الكيان الصهيوني المُحتَل وهذا أمر مُستَهجَن!

وقيل أن عودة العرب إلى دمشق مرتبطة بهذا الأمر،

وسيكون لبنان هدية هذا التطبيع لسوريا ستقدمهُ أميركا وجامعة الدُوَل العربية بعد أن تعود دمشق للحضن العربي!

والبعض قال أن عملية تهجير ل 400 ألف لبناني إلى خارج البلاد ستتم قريباً!

وأن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل يسير عكس ما يريده حزب الله منه، وأن عملية إحتواء عربية غربية تجري له ولفريقهُ من أجل تعرية الحزب لبنانياً من حلفاؤهُ وسحب الغطاء المسيحي عنه ومحاصرتهُ وإضعافهُ.

في الواقع هذا الكلام السخيف جداً مُضحِك ولا يَمُت للحقيقة والواقع بِصِلَة،وغير مقبول من أي عقل أو عاقل،

 في السياسة يا ساداتي ليسَ هكذا تورِد الإبل؟!

أما بالنسبة لسوريا والرئيس بشار الأسد بشكلٍ خاص،

ألجميع يعرف كَم كانت معاناتهم كبيرة من الأحداث الدامية التي شهدتها سوريا، جرَّاء خيانة العرب لعاصمة الياسمين.

وخلال عشر سنوات من تصدي الرئيس الأسد وجيشه البطل للهجمة الكونية الإرهابية عليهم،

كانت السعودية وقطر والإمارات يشكلون رأس حربة إلى جانب الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وتركيا وإسرائيل في هذه المعركة،

وكان النصر حليف الرئيس الأسد الذي ساندته. قِوَىَ صديقة مثل روسيا وإيران وحزب الله والعراق وقوَىََ أخرىَ،

وحُسِمَت المعركة لصالحهم.

وعندما لم يكن هناك من بصيصِ أملٍ لإسقاط النظام في دمشق،

هروَلَ المتآمرون إلى إليها معتذرين عن ما فعلوا مُطَئطِئِي الرؤوس أذِلَّاء يتسابقون لشَم أريج الياسمين على سُفح جبل قاسيون.

فكيف تبيَّنَ مع هؤلاء الجهابذة أن سوريا تُطبِّعُ سراً مع إسرائيل وهي التي خاضت حرباً لعشر سنوات لأنها رفضت التسليم لواشنطن وهي تتعرَّض كل يوم إلى هجوم إسرائيلي وحشي بالطائرات والصواريخ من البحر ومن سماء لبنان!

هذا بالنسبة لسوريا.

أما فيما يخص تهجير اللبنانيين، الامر ليسَ بجديد،

فالأزمة الشديدة والحصار الخانق وإنهيار العملة الوطنية مقابل الدولار والبطالة، كانوا عاملاً أساسياً بتهجير اللبنانيين من دون أن يكون هناك غُرَف مغلقة لتنفيذ ذلك الإجراء.

أما بالنسبة للبنان فأنه ذاهبٌ للوصاية السورية مجدداً بعد تأمين عودته للحضن العربي!؟

الأمر غريب للغاية فلبنان لا يحتاج إلى أي وصاية جديدة سورية كانت أو غير سورية، إنما يحتاج إلى رفع الوصاية الأميركية عنه ووقف التدخل الإسرائيلي السعودي بشؤونه الداخلية فيصبح بألف خير،

وبوجود قوَّة المقاومَة فيه لا يستطيع أحد أن يأخذه إلى أي مكان مجهول مهما بلغت قوته،

بدليل أن أميركا لم تستطِع تطويع حزب الله فيه رغم كل ما فعلته.

نحنُ نعلَم تماماً أن بعض حلفاء المقاومة في الداخل اللبناني لديهم مُيول أيديولوجية إتجاه إسرائيل فهُم لا يصنفونها بخانة الأعداء إلَّا بالتصريحات السياسية،

وصَرَّحوا بها إعلامياََ وقالوها علناً وفي مناسباتٍ عِدَّة،

أنهم ليسوا على خلاف ايديولوجي عميق مع الكيان الصهيوني الغاصب،

أمَّا نحنُ بِدَورِنا لا يمكننا محاربة كُل مَن يعارضنا أيديولوجياً وهوَ مسالمٌ معنا، حتى لو كان في باطنه يضمُر لنا الكيد ويحلم بعقد صلح مع الكيان الصهيوني،

لكننا.... نستطيع منعه من تحقيق أحلامه وإسقاطها، وهناك سابقة تشكل دليلاً على ما يمكن أن نفعله أو نقوم بهِ هيَ إسقاط إتفاق 17 أيار عام 1984 الذي وقعه أمين الجميِّل مع حكومة الإحتلال،

وبالدَم.....؟

هذا هُوَ لبنان...

لِمَن يريد أن يفهم،

أو لا يريد؟.

لا يمكن لأحد أخذه بإتجاه إسرائيل،

كما لم يستطيع حزب الله أخذه بإتجاه إيران،

ومَن يريد ذلك يجب أن يمتلك القوَّة؟

ومَن يمتلكها اليوم في لبنان لا يريد حكم البلَد بواسطتها، لأن ثقافة التعايش لديه طاغية على ثقافة السيطرة بقوَة السلاح.

الحل الوحيد للبنان من أجل قتل المرض المتفشي فيه، هوَ بالذهاب نحو عقد مؤتمر وطني تأسيسي له برعاية دولية،

يتم من خلاله تحديد الأحجام من خلال تعداد سكاني شَفَّاف،

وليأخذ كل طرف من الأطراف حجمه الطبيعي من خلال ممثليه حسب نسبة تعداد أبناء طائفته،

 لأن الأمل مفقود من قيام دولة علمانية سقفها الهوية الوطنية بوجود هكذا ساسة يحكمون البلاد، نهبوا كل شيء حتى السيادة باعوها لماكرون وبن سلمان،

فجميعهم مأجورون للخارج.

وحينها فليحكم لبنان فريق ويعارضه فريق الأقلية الآخر حيث تكون الساحة الإنتخابية والقوة البرلمانية هي الحَكَم وليذهب لبنان حيث تريد الأكثرية وبذلك نقطع الشك باليقين.

 

بيروت في....

            7/12/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك