سوريا - لبنان - فلسطين

هل انتهى لبنان الذي نعرفه وتحول لكوريا الشمالية

2188 2021-11-16

  ناجي امهز ||   منذ عاميين انتقدني أحد رجال الدولة على مقالي كتبته عن لبنان الذي يتحول الى كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية. بالأمس كان هناك حديثا بيني وبينه، وتحدث عن المعاشات التي لا تغني عن حاجة، ولا تسد رمق، وكيف أصبح اللبناني يقتصد بكل شيء، وحمل هما فوق همومه، فاليوم المواطن يفكر كيف سيسدد فاتورة الاشتراك، وباي طريقة ويرسل أولاده الى المدارس حتى المجانية منها، بسبب الارتفاع الجنوني للنقل وغياب النقل العام. وختم بصوت مخنوق كيف سيعيش الموظف الذي ليس له الا معاشه او تقاعده. منذ أسبوع أخبرني أحد الأصدقاء قصة لا يصدقها عقل، ان قريبه توفى، فأرسل رسالة الى ابن قريبه قال فيها، ابن .... لا اعرف ماذا أقول لك، لكن مشاركتي بالعزاء قد تكلفني فقط تنقلات ما يقارب مليوني ليرة ذهابا وايابا بسيارتي، فقررت ان احول لك المبلغ قد يساعدك بالعزاء واعذرني. وتشير التقارير انه بسبب ارتفاع أسعار المحروقات خفض الاستهلاك بنسبة أربعين بالمائة على مادة البنزين، وأيضا أسعار قطع غيار الاليات ارتفعت بشكل جنوني مما ينذر بحالة كساد للسيارات التي ستتعطل، وتركن على ارصفة الطرقات. ونشرت صحيفة الاخبار تقريرا حول كل تلك الأسباب أوصلت إلى الخلاصة التالية: 40% من الأسرّة في المستشفيات باتت شاغرة، بعدما خفّ الطلب على الاستشفاء أخيراً. وقد دفع هذا الشغور بعددٍ من المستشفيات إلى إقفال بعض الأقسام التي باتت فارغة كلياً تخفيفاً للتكاليف. تتمة هذه الخلاصة، هو أن الخدمة الاستشفائية تستحيل شيئاً فشيئاً لتصبح للأغنياء فقط. إذ لم يعُد في متناول «الطبقات» الأخرى تحصيل الحق في الطبابة، بعدما أصبحت فروقات الفاتورة الاستشفائية بالملايين. وهو ما يعيد التذكير بتصريح نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة، سليمان هارون، قبل أشهر عندما قال إن المستشفيات لاحقاً لن يدخلها سوى الأغنياء. وها قد أتى «لاحقاً» الذي بات فيه الفقراء يصلون إلى المستشفى «على آخر نفس»، وبعد أن يستنفدوا الطاقة على تحمل الأوجاع. اما أسعار الدواء " سلام قولًا من رب رحيم "   حتى عمليات البيع والشراء بواسطة "الديليفري" أصبحت تخضع لشروط تسعيرة التوصيل، مما يعني زيادة على الفاتورة الغذائية التي أصبح المواطن عاجزا أساسا عن دفعها.  حتى الدجاج والاسماك واللحوم التي أصبحت من الذكريات الجميلة، وان كان هناك من كنز وادخر لشراء نصف كيلو، فانه سيجد صاحب "الملحمة" قد عاد به الزمن الى مكنة فرم اللحمة التي تعمل على اليد، تخفيفا لأعباء استهلاك الكهرباء. حتى على مستوى الانترنت فان الشعب اللبناني انخفض استخدامه للأنترنت بنسبة عالية، اما بسبب انقطاع الكهرباء او بيع اجهزته (كومبيوتر ) وهواتفه، او ربما تقاسم الوقت مع أولاده الذين يتابعون الدروس (اونلاين).  اما الأطفال والذي حلمهم الصغير هو على عائلتهم كبير، زجاجة حليب، ثلاث مرات يوميا، بظل أسعار ارتفاع قاتل لأسعار مجامع الحليب، حتى حليب الابقار الطازج أصبح متعذر.  من المفارقات الجميلة، ان شاب أخبرني انه ترك خطيبته، فسألته لماذا: قال بحال تزوجنا هل معنا ان نشتري الحليب وان ندفع ثمن اللقاحات، او ان نعلمه ونطببه ونكسيه. حقيقة مؤلمة.  للأسف لبنان ينقرض شعبا، وينهار على كافة المستويات، والسياسيين مختلفين على جنس الملائكة السياسية. وللأسف اننا في بداية الازمات والقادم مرعب ومظلم وظالم. والشعب في سبات عميق.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك