سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان ونصائح الاتحاد الأوروبي


 

أ.د.علي حكمت شعيب *||  

 

 لا يخفى على أي باحث في الشأن الاقتصادي والسياسي مهتم بالواقع اللبناني من أن الأزمة الاقتصادية في لبنان ساهم فيها عامل النزوح السوري الذي أرهق الخزينة اللبنانية بعشرات المليارات من الدولارات استهلاكاً للبنى التحتية من مرافق عامة ومياه وكهرباء.

ويأتي بين الحين والآخر ممثلون عن الاتحاد الأوروبي الى لبنان يثنون علينا لحسن الضيافة والكرم الذي نعامل فيه إخواننا من النازحين السوريين، واعدين الدولة اللبنانية بمزيد من المساعدات لإبقائهم عندنا، في محاولة لإغرائنا بالمال ونحن بما عليه من شدة في الأزمة الاقتصادية.

لهؤلاء نقول:

  النازحون عامل أساسي لتفاقم الأزمة الاقتصادية في لبنان وإذا كنتم تحاولون ابتزاز سوريا من خلالهم، فلقد فشلتم عندما انتخب في شهر أيار ٢٠٢١م المنصرم الرئيس بشار الأسد رئيساً لها لولاية تمتد لسبع سنوات.

فليكف الاتحاد الأوروبي عن النفاق وليعمل إن كان صادقاً فيما يدعيه من حرص على علاج الأزمة الاقتصادية في لبنان على:

١- إعادة النازحين الى سوريا فلا داع لإبقائهم في لبنان ذي الخمسة ملايين لبناني، الذي  تعصف فيه بشدة رياح أزمة اقتصادية خانقة مدارة أمريكياً، وهم مليون نازح في الوقت الذي لم يستطع الاتحاد الأوروبي بعدد سكانه المليار نسمة استقبال بضع مئات الآلاف منهم.

فإن كان الأوروبيون حقاً حريصين عليهم فليأخذوهم اليهم ولا حاجة لنا بمساعداتهم الملغومة.

ونحن بدورنا سنملأ صفحات جرائدنا ووسائط تواصلنا الاجتماعي مديحاً للاتحاد الأوروبي لحسن ضيافته وكرمه وتخليه عن ثوبه الاستعماري الاستعلائي في التعاطي مع شعوب منطقتنا وكفه عن حياكة المؤامرات عليهم.

٢-إعادة الأموال التي هرّبها من لبنان السياسيون اللبنانيون المتحالفون مع الاتحاد الأوروبي والمقدرة بعشرات مليارات الدولارات.

هذان أمران إن تحققا كفيلان بتقديم جرعة علاج قوية للأزمة الاقتصادية التي أغرقت لبنان فيها أمريكا سيدة الاتحاد الأوروبي مع حرصنا على مديح وفاء الأوروبيين وحسن خدمتهم وطاعتهم كجنود مجندة في الأحلاف والحروب الأمريكية على امتداد العالم.

 

أستاذ جامعي / الجامعة اللبنانية ـ بيروت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك