سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان / رئاسة الجمهورية وعشاقها ..!


 

د, علي حكمت شعيب ||

 

حب الرئاسة والتسيّد ابتغاءً للعلو على الناس واستئثاراً بالموارد العامة للدولة، التي هي ملك لهم، من خلال سوء استخدام سلطات الموقع الرئاسي، كل ذلك أمر مذموم عند الإنسان الحرّ الرشيد الذي يطيع عقله، ويكبح جماح نفسه، ولا يحكّم هواه، فيكون همّه صناعة الخير للناس والمحبة لهم واللطف بهم والسعي الى تخفيف معاناتهم ومساعدتهم على تأمين حاجاتهم المعنوية والمادية.

لقد اعتاد أناسنا في الشرق من الكثير من زعمائهم  على حب الشرف والزعامة، فسيطر هذا الإتجاه السيء على الغالبية، منهم لذلك تراهم يتنازعون ويتقاتلون على عشيقتهم "الرئاسة" محاولين خطبتها في كل عملية انتخابية، سواء على المستوى العائلي أو البلدي أو النيابي أو الوزاري أو الرئاسي... وتُصرف في سبيل ذلك الأموال وتُغلى مراجل الأحقاد وتستثار العصبيات وتضطرب الأمور وتُقطّع الأرحام وتنتشر الخصومات وتخاض المعارك وتسفك الدماء ... والغاية إشباع هوى نفس بجلوس على كرسي رئاسة زائلة لبضع سنوات، والتلبس بآثامها مدى الدهر.

فالموضوع له ارتباط بالتنشئة الاجتماعية، وما يهمنا من هذه المقدمة هو بدء هذا الحراك الرئاسي نحو موقع رئيس الجمهورية في لبنان، وما سيولده من تداعيات وانقسامات على الواقع اللبناني المأزوم صحياً واجتماعياً واقتصادياً.

البعض بدأ بالتسويق لمرشحين محددين لأنهم بنظره خشبة الخلاص من هذه الأزمات، والبعض الآخر يحاول استغلال ما تبقى له من قواعد شعبية لقطع الطرقات، والضغط على العهد لعدم التجديد له من أجل أن يحلّ هو مكانه، والبعض يشن حرباً نفسية على الفقراء لاستغلالهم في معركته عبر وسائل إعلام مدفوعة الأجر من السفارات و...

أهواء وأحلام تتقاطع وتستبد بأصحابها الى درجة من الشراسة لا يتورّعون معها عن إفقار الناس وتجويعهم وإذلالهم وسفك دمائهم على الطرقات ومنعهم من الاستشفاء والارتزاق.

وكأن من يريد الرئاسة لا يصلها إلا على سلّم مصنوعة درجاته من دماء الناس وكراماتهم وآلامهم ليدوس عليها فيحقق أمنيّته.

إنه أمر يدعو الى المقت وتُستشَم منه رائحة النتن والعفن من تلك القذارة النفسية التي سيتلقاها الشرفاء من بعض أولئك  الطامحين، الذين سيتجاوزون صلاحيات مواقعهم، ويهملون أداء مهامهم، ويسلّمون للأجنبي بما يملي عليهم متمحورين حول ذواتهم غير عابئين بالصالح العام.

فقليل من الرأفة بأهل الوطن يا عابدي الرئاسة الوثن

فالأجنبي لن ينفعكم والشعب المريد للحياة الحرة الكريمة لن يرحمكم

والوطن لن ينهار طالما فيه أحرار

 والمستبدون والفاسدون والمفسدون والعملاء والنرجسيّون والانتهازيّون ... والأشرار لن يكون لهم فيه قرار

   * أستاذ جامعي / الجامعة اللبنانية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك