سوريا - لبنان - فلسطين

إرحموا وَطَن أنهكتهُ المؤامرات والتسويات


 

✍️ *د.إسماعيل النجار ||

 

🔰 أما كفَىَ هذا الوطن الصغير بجغرافيته، الكبير بتاريخه، عذاباً وتمزيقاً وتآمر وتناتش ومحاصصَة؟

[ أما كفَاهُ إهانات؟] على أيديكم وأنتم أدنىَ منه مقام وأقل قيمَة!

**الوطن أُم وشَرف وهويَة وقيمة معنوية ذاتية ينتمي إليه الإنسان يحملهُ بكل ثقلهُ ودنائتهُ على ظهرهِ ويحتضن سَوئتَهُ بعد مماته، فلا يستحق منكم كل تلك الحقارة والإحتقار، لقد إختلفتم على تقاسمهِ فيما بينكم وهوَ ثابتٌ صلبٌ لا يتجزَّء ولا يتزحزح، أنتم مَن تتزحزحون عن مواقفكم وتغيرون مواقعكم وتنقلون بندقيتكم من كَتفٍ إلى كَتف.

🔰 بالأمس القريب وقَّعَ ميشال عون ورقة تفاهم مع حزب الله في كنيسة مار مخايل، وبعد 15 عام أراد جبران باسيل تعديله فأطلقَ خمسة من نوابه العِنان لأبواقهم مطالبين حزب الله بتسليم سلاحه! ثُمَ طالبَ هوَ شخصياً بتعديل الإتفاق رغبةً منه لأن يُقرِن إسمهُ وتوقيعه مع إسم وتوقيع رجل المقاومة الأول شخصية العصر الحديث، حديث الأُمَم طمعاً بالفخر الذي سيناله إذا ما حصل الأمر،

**فجبران باسيل يريد أن  يدخل التاريخ نِدَّاً مع أحد واليوم جائتهُ فرصة لكي يقرن إسمه إلى جانب إسم مَن أبكى أمريكا وبني صهيون وآل سعود وإرهابهم لكي يدخل التاريخ من بابه الواسع!

**جبران باسيل إلى جانب حسن نصرالله!

**فعلاً أنها معجزة قد تحقق له ما لم يكُن بالحسبان،

🔰 بعد جولة إتصالات أجراها رئيس التيار الوطني الحُر مع القوات والكتائب وبعض القُوَىَ المسيحية سِراً والإعلان عنها صحفياً ثم نفيها؟ خَرَج جبران على شاشات التلفزة بالأمس في كلمة للبنانيين شَرَّحَ فيها أسباب تأخير تشكيل الحكومة مبرراً رفضه لطروحات الرئيس المكلف سعد الحريري، موزعاً الرسائل المكتوبة بالعسل نحو زغرتا وحارة حريك، مما يشير إلى أن رئيس التيار شخصياً أراد أن يتموضع مجدداً في مارمخايل بعد إن عجزَ أن يحجز سويت مشترك له مع الكتائب والقوات في ظل هجوم أَمَلي كبير عليه،

**جبران باسيل الذي صادرَ أغلبية القرارات المسيحية لردهة من الزمن ترك خلفه وعلى جوانبه مساحات كبيرة فارغة من أنصاره السابقين اللذين سكنوا الحياد بعيداً عنه وعن تياره حتى أن بعضهم إلتحق بشامل روكز على الضفة الكسروانية الأخرى وبدأوا بلملمة صفوفهم المبعثرة، بعدما جَرَت اتصالات مع معارضين كبار سابقين له كانوا قد خرجوا أو أُخرِجوا من التيار بعدما تحول الى التيار الباسيلي الحر.

🔰 هيَ قراءة سياسية جديدة مُعَمَّقَة للواقع السياسي للتيار في ظل ظروف سياسية معقدة تواجهها المنطقة؟

**أم هو إعادة تموضع بعد فشل الإتصالات مع القوات والكتائب لتأمين غطاء أميركي؟

**أم إنه وجَدَ نفسه وحيداً محاصراً من كل الإتجاهات داخلياً وخارجياً فكان القرار بعودته الى صالون مارمخايل لتقطيع مرحلة يَعي حزب الله تماماً خلفياتها ومتيقظ جداً لها.

🔰 ربما يظن البعض أن ما أدليت بهِ هوَ من باب الخيال الواسع، لكنني أؤكد بأن خارطة تحالفات القوَى على الساحة الداخلية ل 8 آذار ستتغير بنسبة عالية وكبيرة جداً على وَقع المصالح والأجندات والتهديدات بالعقوبات ما سيبقى ثابتاً هي المقاومة التي ستبقى ركيزة العمل المسلح ضد الكيان الصهيوني والدرع الحامي للبنان ومصالحه القومية، وأن كل خطوات إستدراج الغرب الى الساحة الداخلية اللبنانية هيَ محاولات فاشلة سلفاً لعجز الأوروبيين وتحديداً الفرنسيين عن فعل أي شيء فكانت لعبة التنسيق وتبادل الأدوار بينهم وبين برلين، وفي ظل تغيُر المعطيات العسكرية في اليمن لصالح الحوثيين، وإقتراب لحظة الحسم الأميركي لقرارها فيما يخص الملف النووي الذي أصبَحَ بين قوسَي إسبوع على الأبعد، وتحت وطاءة التهديدات الكبيرة التي أطلقها السيد نصرالله للكيان الصهيوني بأنكم ستشهدون وضعاً لم تشاهدوه منذ إنشاء كيانكم الغاصب والذي أحدثَ زلزالاً داخل المجتمع الإسرائيلي.

**من هنا نستطيع القول بأن باسيل أدرَك ولو متأخراً بأن السفينة ستُبحِر مع وصول الطوفان فمَن ركبَ فيها نجا ومَن بقيَ خارجها هَلَكَ وفَنَىَ.

** هل خطاب باسيل سيعطي الضوء الأخضر لإيجاد حلحلة في الملف الحكومي ممكن، ولكن تبقى العقدة الأساسية العالقة في منشار التأليف سعودية لرفضها بشكل قاطع شخص سعد الحريري الذي تعمل على التحريض عليه قِوَى أساسية ب 14 آذار وأغلبيتها سُنيَة يتقدمها فؤاد السنيورة ونهاد المشنوق؟

 

♦️ جبران باسيل أن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً، اهلاً وسهلاً بك على بساط المقاومة حليفاً عزيزاً صديقاً صدوقاً.

 

✍️ *د.إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك