أحيا الامين العام لحزب الله اللبناني السيد "حسن نصر الله" الذكرى الثانية عشرة لانتصارِ الالهي على العدوانِ الصهيوني عام 2006 باحتفالٍ مركزيٍ أقامه في ساحةِ "عاشوراء"َ في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت.
وقال السيد "نصر الله" في كلمته: "مبارك لكم هذا اليوم.. يوم انتصاركم التاريخي والإلهي الذي منّ الله تعالى عليكم به وعلى شعوبنا ومنطقتنا, والشكر والتحية لكل الناس الطيبيين في لبنان وعلى امتداد العالمين العربي والإسلامي والشكر الخاص إلى إيران وسوريا في وقفتهما التاريخية إلى جانبنا".
وأصّر السيد "نصر الله" على الاحتفال بذكرى الانتصار في آب 2006, بالإضافة إلى الاحتفال بذكرى الانتصار على الارهاب بعد أيام في مدينة الهرمل, مضيفاً: "عندما نصر على هذا الاحتفال لتكريم من صنع الإنجاز وترسيخ هذا الانتصار في الوجدان والثقافة والوعي ولاعطاء الامل المتجدد في مواجهة موجة التيئيس".
وأضاف السيد "نصر الله": "كما خرجنا من حرب تموز منتصرين سنخرج قريبا من هذه الحرب على محور المنطقة منتصرين لنحتفل بالانتصار الجديد قريبا جداً.
وأشار "نصر الله" إلى أن أهداف الحرب في 2006 كانت تحقيق المشروع الأميركي الذي كان يقوده "جورج بوش" بعد احتلال أفغانستان والعراق والوصول إلى الحدود السورية والحدود العراقية وبفشل الحرب على لبنان فشل ذلك المشروع.
وأردف "السيد نصر الله" قائلاً: "كان الهدف في حرب تموز 2006 سحق المقاومة اما عسكرياً أو بتسليم سلاحها, وهذا ما طلب منا أول الحرب, ولو سقط لبنان في 2006 كان المشروع يفترض اكمال المشروع على سوريا وغزة وعزل ايران لضربها وانهاء هذا المحور".
ورأى السيد "نصر الله" أن ما يجري منذ 7 سنوات في سوريا إلى اليوم هو حرب تموز أخرى وتهدف إلى الغايات نفسها، فـ "إسرائيل" شاركت في الحرب على سوريا وصولاً إلى تقديم الدعم للجماعات المسلحة، وتابع بالقول: "الكل يعرف أن المعارك التي خيضت في سوريا تحتاج إلى أدمغة كبيرة وقدرات هائلة".
كما أوضح السيد "نصر الله" أن إسرائيل بنت آمالاً على الحرب على سوريا من تدمير الجيش السوري وصولاً إلى حكومة تتخلى عن الجولان, كاشفاً أنه خلف الكواليس هناك ضغوط هائلة على الحكومة اللبنانية لتسوية الحدود البرية والبحرية لمصلحة إسرائيل.
وأكد السيد "نصر الله" أن معركة التسول التي يخوضها نتنياهو الآن في سوريا هي لإخراج إيران وحزب الله من هناك.
وحول الوضع في غزة، قال سماحة السيد " نصر الله": إن "أميركا وإسرائيل توقعتا أن تخضع غزة بالحرب والحصار لكنها لم تخضع رغم تخاذل العالم أجمع". مشيراً إلى أن "إسرائيل تقف اليوم حائرة أما صمود غزة التي كرست معادلة القصف بالقصف".
واعتبر "نصر الله" أن "صفقة القرن" التي تضمن القدس كاملة عاصمة لإسرائيل" هي أكثر ما "يحلم به" الاحتلال"، وتابع "نصر الله" : إلا أن "صفقة القرن التي أتى بها ترامب تواجه مشاكل كبيرة وقد تسقط".
ونوّه السيد "نصر الله" إلى أنه لا يوجد أي فصيل أو مسؤول فلسطيني قادر أو موافق على تحمل مسؤولية التوقيع على صفقة القرن.
وفي سياق أخر وجّه السيد "نصر الله" رسالة إلى أهالي شهداء مجزرة "ضحيان" التي ارتكبها التحالف السعودي في صعدة باليمن، قائلاً: "إن من سفك دماء الأطفال في اليمن هو نفسه من سفك دماء اللبنانيين"، وإن" اللجوء إلى ارتكاب المجازر في اليمن هو دليل على فشل المحور السعودي في هذه الحرب".
ولفت السيد "نصر الله" إلى أن السعودية تواجه سلسلة أزمات كبيرة مع العديد من الدول والجهات في العالم, معتبراً أن صورة السعودية هي اليوم صورة من أرسل الإرهابيين إلى سوريا وارتكب المجازر في اليمن وتخلى عن فلسطين.
وفي الموضوع الإيراني أوضح السيد "نصر الله" أن "الحرب على إيران أخذت وجهة إقتصادية وهدفها إثارة اضطرابات داخلية لأن مواجهتها المباشرة لن تنجح"، مؤكداً أن الرهان المتبقي عند الأميركي والإسرائيلي هو الرهان على العقوبات ضد إيران.
وشدّد "نصر الله" على أن إيران اليوم هي أقوى من أي زمن مضى وهي الأقوى في المنطقة ونظامها قوي ومستحكم وثابت"، منوّهاً إلى أن كل ما قاموا به ضد إيران جعلها أقوى والعقوبات لن تمس عزيمتها وقوتها وثباتها.
ووصف "نصر الله" العقوبات الأميركية على إيران وحزب الله "بالمؤثرة", مؤكداً أنها لن تمس من قوتهما وتأثيرهما".
وعلى الصعيد اللبناني، أعرب "نصر الله" عن أمله أن يؤدي الحوار والتواصل بين القيادات السياسية إلى تشكيل حكومة جديدة، معتبراً أن "انتظار حصول متغيرات إقليمية لتشكيل الحكومة لا يخدم مصلحة المراهنين على ذلك".
وفي قضية الفساد في لبنان، قال "نصر الله": "هدفنا تخفيف أو إلغاء الفساد في لبنان ولدينا منهج ورؤية واضحة لتحقيق ذلك ولا نستهدف أحداً, وإن الصراعات السياسية والشتائم والاتهامات لا تحقق الإنماء والخدمات في لبنان".
كما حذّر "نصر الله" من تواجد جيوش إلكترونية تدخل على خط المطالبة بالخدمات, وتشعل مواقع التواصل الاجتماعي وتخلف أجواء سلبية, مؤكداً أن حزب الله وحركة أمل اتخذا قراراً تاريخياً بالصمود والتصدي للمشاكل معاً.
وختم نصر الله كلمته بالإشارة إلى أن التعاون والتكامل هو ما يمكن أن يوصل اللبنانيين إلى حل المشكلات وتحقيق الإنماء الإقتصادي.
يذكر أن السيد "نصر الله" سيلقي كلمة في 22 آب الجاري في ذكرى "عيد المقاومة والتحرير" الثاني بتحرير جرود السلسلة الشرقية للبنان من الإرهاب.
https://telegram.me/buratha