أحمد صلاح
بدأت في جنوب غرب سورية عملية واسعة النطاق لتحرير محافظتي القنيطرة ودرعا من مختلف التنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة وقد نقلت القيادة السورية جنودها والمعدات العسكرية إلى هذه المنطقة من جميع أنحاء البلاد.
وفقا لمصدر من الجيش السوري بدأت، يوم 21 يونيو، القوات الحكومية بدعم من الطيران الحربي أعمال قتالية ضد إرهابيي هيئة التحرير الشام قرب حران ومليحة العطش. فتكبد الإرهابيون خسائر فادحة في الأفراد والعتاد الحربي والآليات.
وتخطط القوات الحكومية السورية ،حسب المصدر ذاته، حصار القرى الأخرى ما يسمح للجيش السوري بإنشاء جيب معزول عن باقي المناطق التي يسيطر المتطرفون عليها. سيؤدي ذلك إلى تدمير المسلحين مع الأخذ في الاعتبار قطع إمدادات الأسلحة والدعم من الخارج.
من الجدير بالذكر أن مروحيات الجيش السوري ألقت عشرات الآلاف من المنشورات لاتي تدعو الإرهابيين لاستسلام وإجلاء إلى محافظة إدلب.
يعتقد المحللون السياسيون أن هزيمة الإرهابيين هي أمر حتمي وذلك بسبب الصراعات العديدة بين القبائل والمجموعات في الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات الإرهابية المختلفة. على سبيل المثال، بالإضافة إلى مقاتلي هيئة التحرير الشام توجد في جنوب سورية قرب حدود الأردن وإسرائيل المجموعة الأخرى فيما بينها كتائب شهداء الأقصى التي لا تزال اشتباكاتها مع تشكيلات صغيرة في المنطقة.
على الرغم من التقدم الناجح للقوات السورية في المنطقة تواصل إسرائيل تحقيق خططها الخاصة. تعترف إسرائيل بالتفوق العسكري للجيش السوري على المتطرفين ولذلك تزود تل أبيب المجموعات المسلحة المتطرفة بالدعم الذي يشمل إمدادات أسلحة ومعالجة المقاتلين في مستشفيات عسكرية في هضبة الجولان المحتلة. ومن المعروف أيضا أن القوات الإسرائيلية الخاصة تسلل إلى سورية من أجل إجلاء القادة الميدانيين المصابين. هذا وتحاول إسرائيل التدخل في سير الأزمة السورية.
فيؤكد إسقاط الطائرة الإسرائيلية المسيرة من نوع "سكاي لارك" يوم 19 يونيو في محافظة القنيطرة أن إسرائيل ما زالت أنشطتها التخريبية في أراضي دولة ذات سيادة.
وحاول الجنود الإسرائيليون باستخدام هذه الطائرة توضيح عدد القوات السورية التي تشارك في العملية العسكرية.
في الواقع، تهدد العملية العسكرية السورية التي شنتها القوات الحكومية مصالح تل أبيب التي أنفقت ملايين الدولارات على دعم للمجموعات الإرهابية وزعزعة استقرار الوضع في المنطقة.
من المحتمل أن تحاول إسرائيل إنقاذ أموالها بأي ثمن ولذلك تكثف القصفات المدفعية والغارات الجوية أثناء تقدم الجيش السوري.
إن وجود وحدات حزب الله اللبنانية والميليشيات الشيعية الموالية لإيران في صفوف المهاجمين لن يؤدي إلا إلى زيادة استياء الإسرائيليين. نفذت قوات الكيان الصهيوني مراراً وتكراراً هجمات صاروخية على الجمهورية العربية السورية تحت ذريعة الرد على تصرفات إيران في بلاد الشام.
على الرغم من إخفاء نجاحات الجيش السوري في الحرب ضد الإرهاب وتدخل إسرائيل في الشؤون السورية من قبل وسائل الإعلام الدولية فإن القوات الحكومية قادرة على طرد الإرهابيين من جنوب البلاد وإعادة السلام والاستقرار إلى المنطقة.
أحمد صلاح
https://telegram.me/buratha