ذكرت مصادر إعلامية ومحلية أن الجيش السوري أوقف يوم 1 مايو في محافظة الحسكة شمال سوريا 20 سيارة عسكرية كانت تقل من 60 إلى 70 عنصرا من القوات الخاصة الفرنسية.
وأوضحت قناة "WarGonzo" في تطبيق "تلغرام" المختصة في مراقبة التطورات في النقاط الساخنة من العالم أن قافلة كبيرة كانت تضم 20 سيارة عسكرية دفع رباعي من نوع "Toyota Land Cruiser 200" باللون الأبيض وصلت إلى الأراضي السورية قادمة من العراق عبر طريق تسيطر عليه قوات كردية.
وقالت القناة إن السيارات نقلت 60 عسكريا فرنسيا، وتحركت في البداية برفقة عناصر من "قوات سوريا الديمقراطية"، لكنهم سرعان ما تركوا الفرنسيين "لأسباب مجهولة" في مدينة المالكية قرب الحدود مع العراق والخاضعة لسيطرة الأكراد، فواصلت القافلة طريقها بنفسها.
وبينت قناة "WarGonzo"، نقلا عن مصادرها في المنطقة، أن القافلة كانت متجهة إلى مدينة القامشلي، المقسمة حاليا لمنطقتين تخضع الأولى لسيطرة الوحدات الكردية من "قوات سوريا الديمقراطية" وأخرى لسيطرة الجيش السوري.
وكان من المتوقع أن تدخل القافلة إلى المدينة عبر نقطة تفتيش تابعة للأكراد، لكنها وصلت "عن طريق الخطأ" إلى نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري وهي الوحيدة من نوعها في هذه المنطقة باستثناء مواقع القوات الحكومية في مطار القامشلي.
وأوقفت القوات الحكومية السيارات وعند قيام عناصر الجيش السوري بتفتيشها وجدوا في صناديقها بنادق قناصة وأجهزة تتبع حرارية وتلفزيونية ومعدات عسكرية أخرى.
ولم تحاول القوات الفرنسية، حسب القناة، التصدي للجيش السوري، الذي وثق عناصره أرقام السيارات ونسخ جوازات سفر العسكريين الفرنسيين.
وقال قائد المجموعة السورية خلال استجوابه إن العسكريين الفرنسيين كانوا متجهين إلى دير الزور لمساعدة القوات الكردية المحلية في القتال ضد الخلايا الباقية لتنظيم "داعش"الارهابي
وبعد مرور حوالي ساعتين من توقيف الفرنسيين علمت القوات الكردية بالحادث وخاضت مفاوضات "متوترة" مع الجيش السوري لإخلاء سبيل المقاتلين الأجانب.
وأسفرت المفاوضات عن سماح الجيش السوري للفرنسيين بمواصلة طريقهم إلى دير الزور، الأمر الذي أسهمت فيه، حسب القناة، علاقات تعاون غير رسمية بين دمشق والأكراد في ما يخص محاربة "داعش".
وشددت "WarGonzo" على أن هذا الحادث أسفر عن أول حالة توثيق وجود القوات الخاصة الفرنسية في أراضي سوريا.
وأكدت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، نقلا عن مصادر في سوريا، وقوع هذا الحادث، إلا أنها قالت إن عدد العسكريين الفرنسيين بلغ 70 عنصرا.
وأضافت أن السيارات كانت تحمل بالإضافة إلى الجنود، مناظير ليلية، وبنادق قنص حديثة ومتطورة، يعتقد أن الجنود الفرنسيين سيستخدمونها في المعارك التي تخوضها قوات التحالف الدولي وحلفاؤهم الأكراد ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في محافظة دير الزور.
وأعلنت "قوات سوريا الديمقراطية" مطلع مايو الجاري استئناف ما يسمى عملية "عاصفة الجزيرة" للسيطرة على محافظة دير الزور، بعد أشهر من التوقف إثر إطلاق تركيا عملية غصن الزيتون في يناير الماضي بمنطقة عفرين شمال غرب سوريا.
وشهدت مناطق سيطرة الأكراد في الآونة الأخيرة زيادة كبيرة في عدد القوات الفرنسية التي دخلت من العراق، حيث تم رصد عشرات المصفحات تحمل جنودا فرنسيين، وتقوم بجولات في مدينة منبج شرقي محافظة حلب ومحافظتي دير الزور والحسكة ومدن وبلدات تسيطر عليها القوات الكردية.
https://telegram.me/buratha