سوريا - لبنان - فلسطين

العالم يتجاهل انتصار الأسد الاستراتيجي الجديد


سلطت صحيفة "فزغلياد" الضوء على الانتصارين الاستراتيجيين، اللذين أحرزتهما القوات الحكومية السورية في الأيام الأخيرة، مشيرة إلى أن هدف دمشق المقبل هو محافظة إدلب.

 جاء في المقال:

خلال الأسبوع الماضي، وبشكل غير ملحوظ لكل العالم، أحرزت قوات سوريا الحكومية انتصارين كبيرين، يمكن مقارنتهما استراتيجيا باستعادة تدمر. ويسمح تكوين شكل الجبهة الجديد بتسمية هدف دمشق التالي الكبير وهو محافظة إدلب، التي كانت مسرحا للفضيحة الكيميائية. لكن أسباب البهجة لا تقف عند هذا الحد.

فقد بدأ كل شيء في الجنوب-الغربي على الحدود مع لبنان، حيث وعلى مدى عدة سنوات، أحكمت مجموعات "جهادية" مختلفة سيطرتها على مساحة كبيرة جدا بالمعايير المحلية من الأرض. أما الآن فتحولت بعد اتفاق محدد إلى سيطرة دمشق. وبهذا، يكون قسم كبير من المسلحين قد غادر المنطقة من دمشق إلى مرتفعات الجولان والحدود اللبنانية إلى إدلب، كما جرت عليه العادة.

 وبقيت في هذا الاتجاه نقطتان سكنيتان غير كبيرتين على مقربة من الحدود، لم تتمكن السلطات السورية من الاتفاق بشأنهما. هاتان البلدتان قاومتا الحصار، وحولهما كان يعلو صخب المنظمات الدولية. لكن الجبهة الجنوبية-الغربية قد انتهى وجودها بصورة عامة، رغم أن الخطر على هذا الاتجاه بقي مخيما فقط على مدينة درعا وعدد من القرى الشركسية الواقعة في مرتفعات الجولان.

وهذه العملية، التي انتهت من دون إطلاق نار تقريبا، لم تجذب اهتمام المجتمع الدولي. أما العملية في شمال محافظة حماة، فأثارت من جديد موجة من السخط في وسائل الإعلام، التي اعتمدت المبدأ المعروف "الأسد يقصف المستشفيات"، ولكن الأمر جرى كالتالي:

تمكن خط جبهة "الجهاديين"، الذي جعل من بلدة اللطامنة الكبيرة نسبيا ركيزة أساسية له، من الصمود أمام كل محاولات الاختراق على مدى فترة طويلة من الزمن. وتبرز أهمية هذا المقطع من جبهات القتال في السهول، التي تقع شمال مدينة حماة، حيث تنفتح عبرها الطريق إلى إدلب، متجاوزة بذلك المناطق الجبلية الصعبة غربَ محافظة اللاذقية؛ ما يسهل ويسرع في تقدم القوات الحكومية إلى محافظة إدلب.

وهكذا، في يوم الجمعة الماضي 20/04/ 2017، وبوتيرة سريعة قطعت القوات الحكومية الجزء الأبرز من "نتوء خط جبهة" المسلحين، وحتى يوم الاثنين أصبحت طلائع قوات الجيش السوري على بعد كيلومترين من بلدة اللطامنة، ونجم عن ذلك انهيار فوري في خطوط دفاعات المسلحين، التي كانت قادرة على الصمود في وجه كل الاختراقات على مدى السنوات الثلاث الأخيرة. وتجدر الإشارة إلى أن مسلحي "جبهة النصرة" وأحرار الشام" أظهروا شيئا من الانضباط، وتمكن قادتهم العسكريون من رؤية الكارثة المحدقة، فسحبوا مقاتليهم إلى عمق نتوء خط بلدة اللطامنة لتجنب الوقوع في طوق حصار قوات الجيش السوري.

وأيا كان الأمر، فإن المسلحين في الوقت الراهن يعانون نقصا في القوى البشرية، واضطروا إلى التراجع مجبرين من أجل إنقاذ ما تبقى لديهم، ومحاولة إنشاء جبهة جديدة في اللطامنة، والانتقال إلى الدفاع الثابت. ولكن، ما دام الجيش السوري متفوقا في هذا القطاع من الجبهة في كل الجوانب - بدءا من العديد وانتهاء بالعدة - فان استحداث المسلحين خطا قتاليا جديدا، لن  يؤدي إلا إلى تعريض رؤوسهم لمطرقة الجيش من جديد.

هذا، وعلى الرغم من أن المجموعات المسلحة تبذل جل ما في وسعها وعلى وجه السرعة لتشكيل وحدات جديدة من الاحتياط في محافظة إدلب، للزج بها في المعركة شمالَ حماة، فإن الواقع يعكس حقيقة أن الاحتياطيات الممكنة لـ "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" قد تلاشت بعد سحقها في غارات الطيران الحربي السوري والروسي خلال شهر أبريل/نيسان الجاري. ولهذا يمكن الاستنتاج بأن الفرص، التي بقيت متاحة أمام المسلحين على هذا الاتجاه، ضئيلة جدا أيضا. 

وفي ظل هذا الترتيب لشكل الجبهة، فان كل ما يسمى الجبهة الجنوبية "للجهاديين" و "المعتدلين" قد ينهار في مساحة أوسع مما هو عليه فقط في "جيب اللطامنة"، ليشمل على سبيل المثال بلدة معان المسيحية وغيرها. وبأي حال من الأحوال، يعني ذلك عسكريا أن الجيش الحكومي السوري أوجد خطرا حقيقيا يهدد المعقل الرئيس للمسلحين - إدلب. وبتعبير آخر، حدث الشيء، الذي تحدث عنه الكثيرون بعد تحرير حلب. وهو - هل ستصبح إدلب الهدف الرئيس لهجوم الجيش الرسمي السوري؟ والإجابة عليه من أرض الواقع تقول – نعم. والطريق باتت شبه مفتوحة أمامه إلى هناك.

وبطبيعة الحال، هذه التطورات كان من الصعب أن تمضي من دون إثارة زوبعة عاطفية جديدة لدى المعارضين الغربيين للرئيس الأسد أيا كانوا، ولا سيما أنه أصبح الآن ممكنا، وبواسطة العين المجردة، معاينة الهزيمة الاستراتيجية لمسلحي المعارضة بوضوح كامل. وباعتبار أنها لا تبدو جلية كما كانت لدى تحرير حلب، فإنهم عادوا هنا إلى تكرار المقولة الرتيبة حول أن "الأسد يقصف المستشفيات" رغم عدم وجودها هناك بالمرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك