أكدت الأمم المتحدة أن هناك أسبابا للتفاؤل في ما يتعلق بالأزمة السورية، على خلفية إعلان الهدنة في البلاد وإجراء مفاوضات أستانا بين الحكومة والمعارضة المسلحة.
وقال نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، ستيفن أوبراين، الخميس 26 يناير/كانون الثاني، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي: "لقد بدأنا العمل بالعام 2017، ومهما كان من صعوبة تصور ذلك، فإن هناك زيادة في الأسباب التي تبعث على الأمل، حيث يصمد نظام وقف إطلاق النار في سائر البلاد (سوريا)، منذ 30 ديسمبر(كانون الأول الماضي)، على الرغم من وجود بعض الخروقات".
كما أشار أوبراين إلى وجود تقدم في مجال التسوية السياسية للأزمة السورية بعد إجراء المفاوضات في العاصمة الكازاخستانية أستانا يومي 23 و24 من الشهر الجاري، قائلا في هذا السياق: "شاهدنا هذا الأسبوع أن الناس، بصرف النظر عن سنوات المواجهة، كانوا مستعدين لوضع الخلافات بينهم جانبا والجلوس أمام بعضهم البعض في أستانا".
وأكد أوبراين دعم الأمم المتحدة لنتائج اجتماع أستانا، معربا عن أمله في أن يسهم تعزيز الهدنة في سوريا في "تهيئة ظروف ملائمة لاستئناف المفاوضات بين أطراف الأزمة السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة".
وكانت العاصمة الكازاخستانية أستانا استضافت، خلال يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، المفاوضات غير المباشرة بين وفد الحكومة السورية، الذي ترأسه بشار الجعفري، مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، ووفد مشترك للفصائل السورية المسلحة المناهضة لدمشق، الذي ترأسه محمد علوش، زعيم تنظيم "جيش الإسلام"، أحد أكبر القوى المناهضة للحكومة السورية.
وركزت المفاوضات، التي أطلقت بمبادرة من روسيا وتركيا وإيران، وجرت بمشاركة وفد من الأمم المتحدة برئاسة ستيفان دي ميستورا، المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ركزت على بحث آليات تثبيت نظام وقف الأعمال القتالية في سوريا.
وقال بيان ختامي لهذا الاجتماع صدر عن روسيا وتركيا وإيران إن هذه الدول توصلت إلى اتفاق حول إنشاء آلية ثلاثية لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار في سوريا ومنع انتهاكاته.
وأعربت الدول الثلاث عن دعمها لمشاركة المعارضة السورية، بما في ذلك المسلحة، في مفاوضات جنيف القادمة، مؤكدة أنها ستنطلق في 8 فبراير/شباط القادم.
وجاء ذلك بعد أن أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عن توصل الحكومة السورية والقوات المعارضة إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في كافة أراضي سوريا، واستعداد الأطراف المتنازعة لبدء مفاوضات السلام.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة، 29 إلى 30 ديسمبر/كانون الأول.
وأوضح بوتين في حينها، خلال اجتماع مع وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، أنه تم التوقيع على 3 اتفاقيات، الأولى منها هي اتفاقية وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة. أما الاتفاقية الثانية، فتنص على حزمة إجراءات لمراقبة نظام وقف إطلاق النار، فيما تمثل الوثيقة الثالثة بيانا حول استعداد الأطراف لبدء مفاوضات السلام حول التسوية السورية.
https://telegram.me/buratha