اكدت الخارجية الأمريكية أنها لم تتلق بعد الدعوة الرسمية للمشاركة في مفاوضات أستانا المخطط إجراؤها في 23 يناير/كانون الثاني بين أطراف الأزمة السورية.
وردا على سؤال حول هذا الشأن، قال المتحدث باسم الوزارة، مارك تونير، خلال مؤتمر صحفي عقده الجمعة، 13 يناير/كانون الثاني: "لم نحصل حتى الآن، حسب علمي، على الدعوة الرسمية للمشاركة في اجتماع أستانا، لكن العملية الخاصة بتنفيذ هذه المبادرة مستمرة، ونتواصل حولها مع كل من تركيا وروسيا".
وأضاف تونير أنه ينصح الإدارة الأمريكية المقبلة بمواصلة العمل حول سوريا مع هاتين الدولتين.
كما شدد المسؤول الأمريكي على أن الولايات المتحدة ترحب بكل المحاولات لتنظيم مفاوضات خاصة بتسوية الأزمة السورية من شأنها الإسهام في نجاح مفاوضات جنيف.
وكانت وزارة الخارجية الروسية أكدت، أمس الخميس، على لسان المتحدثة باسمها، ماريا زاخاروفا، أن مفاوضات أستانا من المتوقع أن تجري في 23 يناير/كانون الثاني، وذلك بعد الإعلان عن ذلك من قبل وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو.
وتجدر الإشارة إلى أن إجراء مفاوضات السلام في العاصمة الكازاخستانية أستانا بين ممثلين عن الحكومة السورية وفصائل المعارضة السورية المسلحة يعد أول مبادرة واسعة حول تسوية الأزمة في سوريا تجري من دون مشاركة الولايات المتحدة.
واعتبر عديد من المتابعين إطلاق هذه العملية مؤشرا على تراجع النفوذ الأمريكي في سوريا، فيما قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، بهذا الصدد، إن روسيا تمكنت، ولا سيما بعد إعلانها للهدنة في سوريا، من "تهميش الولايات المتحدة بصورة فعالة... واحتلال موقع القوة الدولية المهيمنة" في البلاد.
يذكر أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أعلن، في 29 ديسمبر/كانون الأول، عن توصل الحكومة السورية والقوات المعارضة لها إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار في كافة أراضي سوريا، واستعداد الأطراف المتنازعة لبدء مفاوضات السلام.
ودخلت الهدنة حيز التنفيذ في منتصف ليلة الخميس إلى الجمعة، 29 إلى 30 ديسمبر/كانون الأول.
وأوضح بوتين، خلال اجتماع مع وزيري الخارجية والدفاع، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو، أنه تم التوقيع على 3 اتفاقيات، الأولى منها هي اتفاقية وقف إطلاق النار بين الحكومة السورية والمعارضة المسلحة. أما الاتفاقية الثانية، فتنص على حزمة إجراءات لمراقبة نظام وقف إطلاق النار، فيما تمثل الوثيقة الثالثة بيانا حول استعداد الأطراف لبدء مفاوضات السلام حول التسوية السورية.
وبحسب الاتفاق، يجب أن تبدأ المفاوضات في العاصمة الكازاخية أستانا في خلال شهر من تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وأعلنت عدة أطراف تحديد يوم 23 يناير/كانون الثاني لإجراء المفاوضات.
وبين بوتين أن روسيا وتركيا وإيران أخذت على عاتقها الالتزامات بالرقابة على تنفيذ الهدنة ولعب دور الضامنين لعملية التسوية السورية.
وصادق مجلس الأمن الدولي بالإجماع، في 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، على مشروع قرار أعدته روسيا بالتعاون مع الوفد التركي لدعم الاتفاقات.
وشدد أعضاء المجلس في القرار على أنهم يتوقعون إجراء الاجتماع في العاصمة الكازاخستانية ويعتبرونها خطوة مهمة في إطار تمهيد الاستئناف الرسمي للعملية التفاوضية بين أطراف الأزمة السورية في جنيف براعية الأمم المتحدة.
وجاءت هذه التطورات على خلفية إجراء كل من روسيا وتركيا وإيران، في 20 ديسمبر/كانون الأول، مشاورات ثلاثية في موسكو بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيريه، الإيراني محمد جواد ظريف والتركي مولود جاويش أوغلو، بمشاركة وزراء دفاع الدول الـ3.
وأكد الوزراء، في بيان مشترك صدر نتيجة المشاورات، استعداد دولهم للعمل على وضع اتفاق بين الحكومة السورية والمعارضة وضمان تطبيقه لاحقا.
https://telegram.me/buratha