وصف ريكس تيلرسون المرشح لتولي حقيبة الخارجية في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب نشاطات روسيا في سوريا بـ"السلوك غير المقبول".
جاء ذلك في معرض رد تيلرسون على الأسئلة في جلسة استماع عقدتها لجنة مجلس الشيوخ للشؤون الخارجية بشأن ترشيحه لتولي المنصب.
وعند سؤاله عن هل يمكن اعتبار تصرفات روسيا في سوريا بمثابة "جريمة حرب"، قال إنها تهمة "جدية وخطيرة" وتتطلب "إثباتات جدية" ولا يمكنه أن يطرح مثل هذه التهمة بدون تقديم الدليل الدامغ. وأضاف أنه لا يجوز الاعتماد فقط على المعلومات العلنية المتوفرة، بل يجب الحصول من الهيئات الأمنية والدفاعية المختصة على أدلة دامغة.
وتطرق تيلرسون إلى موضوع التعاون مع روسيا، وقال إنه "يجب على واشنطن أن تسعى للتعاون معها حيث أمكن ذلك".
وشدد على التنافس بين الدولتين سيبقى ولكنه لا يجوز أن يعيق التعاون بين الطرفين. وشدد على ضرورة استمرار تعاون الدولتين في مجال مراقبة السلاح النووي بما في ذلك في مجال تنفيذ الالتزامات ضمن معاهدة "ستارت -3".
وأكد على أنه لم يبحث بعد مع الرئيس المنتخب نهج التعاون مع روسيا.
وذكر أنه ينبغي أن يشمل هذا النهج في العلاقات مع موسكو ليس فقط ممارسة الضغط، ولكن أيضا التشجيع والتحفيز.
وقال: "أعتقد أنه من المهم أن نستمر في الحفاظ على التوازن القائم مع تطوير مسلكنا الذي يجب أن يتضمن التحفيز مع مواصلة ممارسة الضغط بشكل أكبر على روسيا".
وأشار إلى أن عقوبات واشنطن تضر بالمصالح الأمريكية نفسها.
وقال إن العقوبات تعتبر أداة قوية فعلا ولذلك يجب صياغتها بشكل جيد وتوجيهها واستخدامها بشكل مشترك مع الدول الاخرى وليس بشكل منفرد. وشدد على أن العقوبات السيئة تبدو ضارة أكثر من عدم وجودها.
وقال:" نحن نحتاج لحوار صريح ونزيه مع روسيا حول طموحاتها لكي نعرف كيف يجب علينا أن نخطط منهجنا الذاتي الخاص بنا". ونوه بأن موسكو وضعت نصب عينيها هدف استعادة دورها على الساحة الدولية الذي تراجع وضعف بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وقال:" أعتقد أن الروس يفكرون وإلى حد كبير بشكل استراتيجي ويبرعون في التكتيك كثيرا ولديهم من حيث المبدأ خطة دقيقة جدا. وهم يرون أنهم يستحقون دورا متميزا وهاما في النظام العالمي الشامل لأنهم دولة نووية. ويجب على الولايات المتحدة أن تتحقق في هذه اللحظة من هل ترغب روسيا البقاء بمثابة الخصم للولايات المتحدة لاحقا أم أنها تأمل في تغيير شكل العلاقات بين موسكو وواشنطن". وأضاف تيلرسون القول:" من المستبعد أن نصبح بمثابة الأصدقاء في أي وقت. أعتقد أنه يوجد اختلاف ملموس جدي بين نظم القيم لدينا ولديهم".
وشدد على أن الناتو يقدر وبشكل واع مدى الخطورة القادمة من روسيا. وقال:" لا شك في أن حلفائنا على حق عندما يخشون نمو النشاط الروسي. ولكن كل ذلك جرى في غياب القيادة الأمريكية". ونوه بأن الولايات المتحدة تراجعت عن التزاماتها التي أعطتها لشركائها. وقال:" أرسلنا إشارات ضعيفة أو مضحكة حمراء اللون سرعان ما تحول لونها إلى أخضر".
https://telegram.me/buratha