في خطوة وصفتها الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بـ"طلقة في ظهر" جون كيري، اعترف البنتاغون بأنه لا يملك حقائق تؤكد ضلوع موسكو في استهداف قافلة المساعدات الإنسانية بحلب.
وقال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، الجنرال جوزيف دانفورد، في كلمة ألقاها الخميس، 22 سبتمبر/أيلول، أمام أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي: "لا تتوفر لدي حقائق، نعلم أن طائرتين روسيتين كانتا بالقرب من تلك المنطقة، كما نعلم أن طائرات تابعة للنظام السوري كانت أيضا هناك، ليس بإمكاني أن أقول إن روسيا فعلت ذلك".
ورغم اعترافه بأن الاتهامات الأمريكية الموجهة إلى روسيا لا تستند إلى معلومات مؤكدة، حمل دانفورد الجانب الروسي المسؤولية عن استهداف القافلة.
الدفاع الروسية: نحن نقدم حقائق وبراهين وهم يقدمون آراء شخصية
وعلى خلفية هذه التصريحات، أكدت وزارة الدفاع الروسية، في وقت لاحق من الخميس، أن بحوزتها معلومات مؤكدة تدل بوضوح على وجود طائرة أمريكية من دون طيار في منطقة الهجوم على القافلة.
وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، اللواء إيغور كوناشينكوف: "خلافا لرئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية، تتوفر لدينا حقائق، أي بيانات أجهزة مراقبة الوضع في المجال الجوي فوق حلب يوم 19 سبتمبر/أيلول، تؤكد بكل وضوح وجود طائرة أمريكية ضاربة دون طيار من طراز Predator في منطقة مرابطة قافلة المساعدات الإنسانية قرب بلدة أورم الكبرى وصلت هناك بعد إقلاعها من قاعدة إنجرليك".
وأضاف المسؤول العسكري الروسي: "كل ما يمتلكه رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الأمريكية، وكذلك، كما تبين الآن للجميع، وزير الدفاع الأمريكي (أشتون كارتر)، هو اعتقاداتهما الشخصية والمخاوف على المسؤولية عن خطأ جديد أو استفزاز متعمد".
وتساءل كوناشينكوف: "هل يجب الاندهاش من حالات الفشل والأخطاء المستمرة للجيش الأمريكي، والتي تودي بحياة مئات الأشخاص الأبرياء في جميع أنحاء العالم، علما بأن الجيش الأمريكي يمارس هذا المبدأ، أي الاعتماد على الاعتقادات الشخصية بدلا من المعطيات الاستخباراتية المؤكدة، خلال وضع خطط العمليات العسكرية وتقديم التقارير لرئيس الولايات المتحدة؟".
عدم اتساق المواقف الأمريكي من قضية الحافلة الأممية، أشارت إليه أيضا المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي قالت في مدونة نشرتها على حسابها في موقع "فيسبوك"، مساء الخميس: "لماذا تعاملون وزير خارجيتكم هكذا!!! كان هو يوم أمس يحاول في قاعة مجلس الأمن الأممي إقناع الجميع بأن روسيا هي من تقف وراء استهداف القافلة في حلب (بينما أنتم تقولون إن لا أدلة)".
وأشارت زاخاروفا إلى أن البنتاغون وجه، من خلال اعترافه بأنه لا تتوفر لديه أدلة تؤكد اتهاماتهم لروسيا، "طلقة في ظهر" وزير الخارجية الأمريكي جون كيري.
يذكر أن قافلة مساعدات إنسانية تابعة لمنظمات الأمم المتحدة وجمعية الهلال الأحمر السوري تعرضت، مساء الاثنين 19 سبتمبر/أيلول، لهجوم أثناء توجهها إلى بلدة أورم الكبرى غرب مدينة حلب، لإيصال المساعدات إلى 78 ألف شخص في هذه البلدة التي يصعب الوصول إليها.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الحادث أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 20 مدنيا فضلا عن موظف واحد في جمعية الهلال الأحمر السوري، مؤكدة أن الهجوم دمر 18 من أصل 31 شاحنة كانت تضمها القافلة، بالإضافة إلى مستودع للهلال الأحمر السوري في أورم الكبرى.
وكانت هذه القافلة متوجهة إلى بلدة أورم الكبرى في إطار عمليات إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق السورية المنكوبة وفقا للخطة الروسية الأمريكية حول وقف الأعمال القتالية وبسط الاستقرار في البلاد.
وأعلنت كل من دمشق وفصائل المعارضة، التي تسيطر على البلدة، عن موافقتهما مسبقا على دخول القافلة إلى المدينة.
https://telegram.me/buratha