سوريا - لبنان - فلسطين

الجيش السوري يمهد لإعادة طريق إمداد حلب الجنوبي

1208 2016-09-09

يعطي الجيش السوري الأولوية في عملياته العسكرية لمعركة حلب، باعتبارها المعركة التي ستحدد مصير الأزمة السورية قاطبة.

ويزداد الزخم الذي يرافق عمليات الجيش السوري في حلب في ظل تقدم لافت حققه الجيش وحلفاؤه على الجبهة الجنوبية الغربية لحلب، حيث استعاد بلدة الراموسة الاستراتيجية بعدما كان قد استعاد في وقت سابق معمل الغاز والدباغات والبلدية عقب اشتباكات مع "جيش الفتح"، إضافة الى استعادة "التلة الصفراء" شرق معراتة وسط اشتباكات مع المجموعات المسلحة بمحيط رحبة والمستودعات القريبة من التلة.

التقدم الجديد في منطقة الراموسة التي شهدت قصفا مدفعيا يمهد للسيطرة على ما تبقى من نقاط بقيت بيد المجموعات المسلحة، كمنطقة الكراجات ومنطقة الفرن. وهو ما يعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل إطلاق المسلحين ما يسمى بـ"ملحمة حلب" حيث سيعاد فتح طريق الراموسة – خناصر – أثريا، وهو طريق إمداد حلب من المنطقة الجنوبية.

إذا، شهر وثلاثة أيام على بدء "ملحمة حلب الكبرى" التي شارك فيها 27 فصيلا من أقوى الفصائل المسلحة، والتي انضوت تحت راية "جبهة النصرة" بعد اندماج صوري، انتهت إلى فشل ذريع للفصائل.

الخبير العسكري كمال الجفا، المتابع لمجريات المعارك في حلب أولا بأول، يعيدنا إلى نقطة البداية في هذه المعارك المستمرة منذ 33 يوما، يقول" كان الهدف من (ملحمة حلب) فك الحصار عن الأحياء الشرقية من المدينة، والذهاب إلى ماهو أبعد من ذلك: حصار قوات الجيش  السوري في الأحياء الشرقية، لكن الأمور سارت بما لا يشتهي المسلحون".

ويضيف "حدث ماحدث، سقطت الكليات وانتقلت أفواج من النصرة إلى الأحياء الشرقية وبدأت قوافل الإمداد بالذخيره والعتاد والرجال تتدفق الى الأحياء الشرقية، ترافق ذلك مع نكسة مشروع الـ1070".

ويضيف "لكن الجيش والحلفاء قرروا أنه لا يمكن ترك الأوضاع على حالها في الكليات والراموسة، فمعادلة طريق مقابل طريق غير مقبولة، شهر وثلاثة أيام من العمليات المتواصلة ليل نهار تخللها كثير من الإخفاقات وكثير من النجاحات وكثير من الشهداء والجرحى من رجال الجيش العربي السوري والحلفاء، ولأن المعركة مصيرية، فقد كانت معركة الكليات هي الأشرس والأضخم والأغلى ثمنا على الجميع".

وبعد دخول القوات الى الكليات العسكرية من ثلاث جهات وتأمينها طرق التلاقي والتواصل، بقيت الراموسة وهي أراض تمتد على 2 كم بعرض 2.5 كم  تتخللها صالات ومعامل ومنشآت استراتيجية ومعمل غاز وشركة سادكوب وفرن ودباغات.

بدأت عملية الراموسة بعد تحرير الكليات مباشرة وبلا توقف، فقوات جيش الفتح في أسوأ حالاتها– كما يقول الجفا- وتعاني من انكسارات وتشققات في بنية الألوية وتبديل الولاءات بعد وصول عدد كبير من قادة الألوية الى حالة من الياس من إمكانية تحقيق أي نصر استراتيجي أو عسكري أو ميداني على الأرض عبر "ملحمة حلب".

وفي معارك الراموسة خلال الـ48 ساعة الماضية، لم تفلح محاولات الفصائل التي تقاتل في حلب في إحداث أي خرق لا في محاور وسط المدينة ولا على القطاع الشمالي الغربي في القوس الممتد مابين ضهرة عبد ربه وضهرة شويحنه رغم عدة محاولات يائسة لتحقيق أي نصر أو حالة خرق تخفف الضغط عن جبهة الراموسة والكليات.

إذا، فشلت "ملحمة حلب الكبرى" وانتهت بأكبر خسارة تتكبدها المجموعات المسلحة في مجمل معاركها على الأرض السورية، وصلت حسب مصادر عسكرية وأكدها الخبير الجفا إلى 10 آلاف بين قتيل وجريح من أفضل قوات النخبة لديها (سوريين وأجانب) وخسارة أكثر من نصف العتاد والسلاح الذي تملكه، ما أنهى عمليا أي إمكانية لتحقيق أية مكاسب ميدانية أو عسكرية وحتى سياسية يمكن أن تصرف أو تستثمر في السياسية.

 الخبير العسكري يؤكد بأن معركة الجيش مستمرة ولن تتوقف، والعمليات العسكرية القادمة هدفها توسيع نطاق الحماية والأمان لمدينة حلب في الجهة الممتده من جمعية الزهراء وصولا إلى الليرمون مع العمل على إزالة الخطر القائم منذ خمس سنوات في محور الراشدين الرابعة والخامسة ومدخل حلب الغربي وهو أساسي لحماية الاكاديمية وإبعاد خطر الصواريخ المحلية والهاون عن الضاحية.

لكن، رغم هذا التقدم الكبير للجيش في معارك ريف حلب الغربي والجنوبي، فإن هذا لا يعني أن المسلحين قد رضخوا للأمر الواقع الذي فرضه الجيش والحلفاء بقوة النار، حيث يستعد الجيش السوري وحلفاؤه من جهة، والمسلحون من جهة أخرى، لجولة قريبة تلوح في الأفق، خاصة أن ائتلاف مسلحي "جيش الفتح" يواصل حملات "التحريض والنفير" في الريف الإدلبي لإطلاق معركة كسر الطوق عن أحياء حلب الشرقية حيث ينتشر مسلحو الفصائل.

وقد تطاول الجولة المقبلة من المعارك شمالي حلب بصورة خاصة، وتحديدا "طريق الكاستيلو" من جهة منطقة حندرات، وهو خيار قد ينتهجه مسلحو "الفتح" إذا ما واصل الجيش والحلفاء تعزيز نقاطهم جنوبا. 
واليوم، يدور الحديث في أوساط المسلحين عن أن الطوق المفروض على الأحياء الشرقية أعاد تحريك عجلة الاندماج بين الفصائل الشمالية، وهو أمر يرمي "شرعي الفتح"، السعودي عبد الله المحيسني، بكامل ثقله، لتحقيقه. وأشارت مصادر "جهادية" إلى أن "مجلس شورى موحد" تشكل من أكثر من 15 فصيلا، سيعلن في الأسابيع القليلة المقبلة"، ما يعني أننا أمام معركة جديدة ستشتعل نيرانها في القريب من الأيام. 

علي حسون - سوريا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك