يبدأ وزير الشؤون المغاربية والإتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية الجزائري "عبدالقادر مساهل" اليوم الأحد، زيارة رسمية إلى دمشق يجري خلالها لقاءات مع كبار المسؤولين السوريين لتعزيز التعاون بين البلدين وبحث التطورات الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك.
وسيتم خلال الزيارة إنعقاد الدورة الثانية للجنة المتابعة التي تختص ببحث التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، وسيترأسها الوزير الجزائري، مساهل مناصفة مع وزير الإقتصاد والتجارة الخارجية السوري همّام الجزائري، حسبما ورد في بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية.
وتعد هذه الزيارة الأولى لمسؤول حكومي جزائري منذ إندلاع الأزمة السورية عام 2011، على الرغم من أن الجزائر لم تقطع علاقتها رسمياً مع دمشق، ودعت على الدوام إلى حل سياسي تفاوضي للأزمة بين السوريين. وهذه الزيارة تأتي في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء القطيعة الدبلوماسية من قبل بعض الدول العربية مع سوريا.
وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم زار الجزائر نهاية مارس/آذار الماضي إلتقى خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وبحث على مدار ثلاثة أيام مع المسؤولين الجزائريين الأوضاع في سوريا. ورحبت الجزائر بالمؤشرات الإيجابية التي تطبع مسار المفاوضات بشأن الأزمة السورية.
وكانت الجزائر قد رفضت منح مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى المعارضة السورية وأبقت على قنوات الإتصال مع حكومة الرئيس بشار الأسد ودعت إلى حل الأزمة الداخلية عن طريق الحوار والحل السياسي وأعلنت رفضها التدخل في شؤون الدول الداخلية.
وحرصت الجزائر منذ بداية الأزمة السورية على وقوفها إلى جانب وحدة السوريين وتضامنها معهم، ورفضت كل القرارات التي حاولت النيل من هذا البلد وسيادته والتدخل في شؤونه الداخلية. وفي هذا السياق صرّح سفير الجزائر في دمشق صالح بوشة قبل مدّة بأن بلاده رفضت كل القرارات الصادرة عن الجامعة العربية المتعلقة بتعليق عضوية سورية.
وقبل أيام قليلة قام نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري "فيصل المقداد" بزيارة إلى براغ أجرى خلالها محادثات مع عدد من المسؤولين التشيك بينهم نائب رئيس الحكومة ووزير المالية "أندريه بابيش" ووزير الخارجية "لوبومير زاؤراليك" ووزير الصناعة والتجارة "يان ملاديك" إضافة إلى رئيس اللجنة الخارجية في مجلس النواب "كارل شفارتسينبيرغ". وتناولت المحادثات الجهود المبذولة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية وإمكانية مشاركة جمهورية التشيك في إعادة الإعمار وتنفيذ مشاريع تنموية في سوريا. كما تم عقد لقاءات في الغرفة الإقتصادية وفي إتحاد الصناعة والنقل.
ورافق المقداد في هذه الزيارة معاون وزير الخارجية والمغتربين للشؤون الأوروبية أيمن سوسان. وهي تعتبر أول زيارة رسمية لمسؤول في الحكومة السورية على هذا المستوى، إلى عاصمة أوروبية منذ أكثر من خمس سنوات.
وأبدت براغ ترحيبها بالخطة السياسية التي وضعتها حكومة "بشار الأسد" لتسوية الأزمة السورية وأعربت عن أملها بأن تؤدي التطورات الأخيرة إلى حل سياسي لهذه الأزمة، الأمر الذي يعكس العلاقات المتنامية بين البلدين.
وأشارت الخارجية التشيكية في بيان إلى أن براغ ستساهم في تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي الخاصة بسوريا والبحث في تكثيف الدعم الإنساني التشيكي بالتعاون مع السفارة التشيكية في دمشق، ودعم الحوار السوري في جنيف.
وفي وقت سابق رحبت الخارجية التشيكية بإتفاق وقف إطلاق النار في سوريا، مطالبة جميع أطراف النزاع الإلتزام به بدون شروط والسماح وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2254 بدخول المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين فى المناطق المحاصرة في سوريا.
وجاءت هذه التطورات عقب الإنتصارات المهمة التي حققتها القوات السورية على الجماعات الإرهابية لاسيّما تنظيم "داعش" في الكثير من المناطق، خصوصاً في تدمر وريف حلب الجنوبي، وبعد أن ثبت أن المطالب الخارجية وبينها مطلب واشنطن المتعلق بتشكيل "حكومة إنتقالية" في سوريا أمر لا يمكن تحقيقه.
وفي وقت سابق أكد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا "ستافان دي ميستورا " عزمه مواصلة مباحثات السلام في جنيف الأسبوع المقبل رغم غياب ممثلي مؤتمر الرياض، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن هناك "توجهات تثير القلق على الأرض".
وطالب دي ميستورا بعقد إجتماع عاجل لوزراء القوى الدولية والإقليمية المعنية بالصراع من أجل الحفاظ على الهدنة ومواصلة مفاوضات السلام وجهود الإغاثة. وأضاف "نحن بحاجة لعقد إجتماع جديد على المستوى الوزاري للمجموعة الدولية لدعم سوريا". وتضم هذه المجموعة أمريكا وروسيا والإتحاد الأوروبي وتركيا ودولاً عربية.
https://telegram.me/buratha