الخبراء العسكريون الروس يعتقدون أن معركة تحرير حلب باتت وشيكة ومن شأنها أن تقلب المعادلة العسكرية في سوريا بشكل جذري وتنقل المبادرة الاستراتيجية بشكل نهائي وحاسم إلى الجيش السوري وكل من يقف معه في خندق واحد ضد الإرهاب والتقسيم.
عندما يناقش جنرالات روس متقاعدون، ولكنهم يتمتعون بهيبة وتأثير في قيادة الجيش الروسي، تفاصيل عمليةٍ عسكرية ما، فيمكن الافتراض أن هذه العملية ليست افتراضية، بل جرى التخطيط لها في غرف العمليات، ولم يبق سوى اتخاذ القرار السياسي لتنفيذها. الحديث يدور عن معركة تحرير حلب، والقرار السياسي، على ما يبدو، اتُخذَ هو الآخر. على أقل تقدير هذا ما يمكن استنتاجه من تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس الماضي (٧ نيسان أبريل) في منتدى سانت بطرسبورغ للإعلام الإقليمي الروسي.
بوتين قال في المنتدى إن قواته الجو- فضائية أبلت بلاءً حسناً في سوريا، ملمحاً إلى وجود قوات أخرى هناك تقوم بواجب لا يقل أهمية عما يقوم به سلاح الطيران.
في اليوم التالي (٨ نيسان أبريل) جمع الرئيس الروسي مجلس الأمن القومي ليستعرض إلى جانب قضايا أخرى الوضع الميداني في سوريا.
استناداً إلى أقوال الجنرالات الروس فإن تفاصيل معركة تحرير حلب التي يتحدثون عنها تكشف أنها ستنطلق قريباً جداً، ربما في ظرف أسبوع أو أكثر بقليل، وستستمر مرحلتها الأولى النشطة نحو أسبوعٍ أيضاً. هدف هذه المرحلة القضاء على البؤر الأساسية لمقاومة الجماعات المسلحة.
في هذه المرحلة يفترض أن يستخدم على نطاق واسع وكثيف الطيران العسكري لقصف آليات العدو الثقيلة ومخازن عتاده ومواقعه الأساسية عند أطراف المدينة والأماكن المكشوفة التي لا توجد فيها كثافة سكانية.
في الوقت نفسه ستنشط المروحيات لضرب الأهداف بدقة أكبر في المجمعات السكنية، من أجل تفادي وقوع خسائر كبيرة في صفوف المدنيين.
وفقاً للرئيس السابق لإدارة التعاون العسكري الدولي بوزارة الدفاع الروسية الجنرال ليونيد ايفاشوف فإن الطيران الروسي سيستخدم ليلاً طائرات هليكوبتر “مي – ٢٨” المعروفة بالصياد الليلي وهليكوبتر “كا – ٥٢” (“التمساح”) نهاراً.
الجنرال إيفاشوف، وكأنه يستنتج ذلك من تصريح بوتين، يتوقع مشاركة قوات خاصة روسية، لا سيما قوات المظليين، في تنفيذ إنزالات لإقامة رؤوس جسور وقواعد انطلاق خلف خطوط العدو.
قائد قوات الإنزال الجوي السابق الجنرال غيورغي شباك يتفق مع رفيقه السابق في السلاح الجنرال ايفاشوف ويتوقع أن تبدأ معركة التحرير قريباً، لا سيما بعد تلميح رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي بأن الجيش السوري سيحرر حلب قريباً بدعم من الأصدقاء الروس.
الجنرال شباك يتوقع أن لا تستمر المعركة طويلاً، لكن تطهير حلب من جيوب المسلحين ربما سيستغرق أسابيع، وهنا تبدأ المرحلة الثانية من المعركة، أي ملاحقة العدو في الأحياء التي يسيطر عليها والاشتباك معه في حرب شوارع عبراستخدام المروحيات والآليات المصفحة ومجموعات صغيرة راجلة ومحمولة بحسب ضراوة المعركة.
الجنرالان الروسيان يتفقان على أن المعركة ستكون معقدة وشرسة لكنها محسومة النتائج. أما فلول المسلحين التي ستحاول الهروب من المدينة فستكون فريسة للطيران الحربي الروسي والسوري، وهنا تبدأ المرحلة الثالثة التي تتمثل بطرد المسلحين من المدينة والانقضاض عليهم من الجو في مساحات مكشوفة للطيران.
وهنا لا بد من التذكير بأن معركة تحرير القريتين، كما يقول اللواء ايغور كوناشينكوف، رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الدفاع، كانت ثمرة تنسيق عالٍ بين الجيش السوري وحلفائه من جهة والقوات الروسية بأصنافها المختلفة التي تعمل في سوريا من الجهة الأخرى.
الخبراء العسكريون الروس يعتقدون أن تحرير حلب سيقلب المعادلة العسكرية في سوريا بشكل جذري وينقل المبادرة الاستراتيجية بشكل نهائي وحاسم إلى الجيش السوري وكل من يقف معه في خندق واحد ضد الإرهاب والتقسيم.
المصدر : الميادين
https://telegram.me/buratha