بعد أن بقي مسؤولو الإدارة الأمريكية أشهرا عديدة يراوغون في موضوع تسليح المجموعات الإرهابية في سورية ويتحدثون عما كان يسمونه تقديم "مساعدات غير فتاكة" أقرت «سوزان رايس» مستشارة الأمن القومي للرئيس الأميركي «باراك أوباما» يوم الجمعة بأن بلادها تقدم "دعما فتاكا وغير فتاك" إلى ما أسمته "المعارضة السورية المعتدلة".
تصريحات رايس التي أدلت بها لشبكة "سي ان ان" ونشرتها وكالة الصحافة الفرنسية يوم الجمعة تفضح كذب الادعاءات الأمريكية وتؤكد تورط واشنطن بشكل واضح وجلي وتحملها مسؤولية أرواح آلاف السوريين الذين ذهبوا ضحية جرائم المجموعات الإرهابية المسلحة وذلك بعد أسابيع قليلة من الكشف عن وصول طائرة أمريكية إلى مطار المفرق الأردني محملة بأسلحة فتاكة بغية إيصالها للإرهابيين داخل سورية في أعقاب تصديق الكونغرس الأميركي بشكل سري على تمويل شحنات أسلحة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والتي أطلقوا عليها اسم "المعارضة المعتدلة" عن طريق الأردن عبر بنود سرية داخل تشريع المخصصات الدفاعية.
ويكشف توقيت تصريحات رايس عن تسليح واشنطن للمجموعات الإرهابية مدى تخوف الولايات المتحدة من انهيار المجموعات الإرهابية المسلحة معنويا وماديا بشكل كبير جراء الضربات القاصمة التي تتلقاها على أيدي الجيش السوري بدعم لا محدود من السوريين بمختلف شرائحهم وفئاتهم والذين وجهوا صفعة لأعداء سورية عبر إنجاز الاستحقاق الدستوري لانتخابات رئاسة الجمهورية وتجديدهم لمواقفهم الداعمة للثوابت الوطنية ومحاربة الإرهابيين وإفشال العدوان الذي تشنه الولايات المتحدة وعملاؤها على سورية.
وتسقط محاولة رايس الادعاء بأن تقديم "الولايات المتحدة مساعدات فتاكة وغير فتاكة للمعارضة المعتدلة" هو حديث العهد أمام عشرات التقارير الصحفية ومنها ما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن قيام وكالة الاستخبارات الأمريكية المركزية "سي أي ايه" منذ مطلع العام الماضي بتزويد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بشحنات من الأسلحة والمعدات التقنية.
وكانت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية أقرت مؤخرا ببدء من وصفتهم بقادة المجموعات المسلحة في جنوب سورية تلقي الأموال بانتظار دفعات كبيرة من الأسلحة وخاصة الصواريخ المحمولة المضادة للطائرات في حين كشفت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية عن شكوى تقدم بها دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي حول تهاون الإدارة الأمريكية في تدفق المسلحين والأسلحة إلى المجموعات الإرهابية المرتبطة بتنظيم "القاعدة" شمال سورية.
إلى ذلك رفضت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي «كاتلين هايدن» التعليق حول ما إذا كان إقرار رايس يعني تغييرا رسميا في الاستراتيجية الأميركية واكتفت بالقول في تصريحات نشرتها وكالة الصحافة الفرنسية "لسنا الآن في موقع يتيح تفصيل كل مساعدتنا.. ولكن وكما قلنا بشكل واضح فإننا نقدم في الوقت نفسه مساعدة عسكرية وغير عسكرية إلى المعارضة السورية".
وكانت الولايات المتحدة تدعي حتى ما قبل اعترافات رايس في يوم الجمعة أنها تكتفي بتقديم ما كانت تسميه "دعما غير فتاك للمعارضة السورية" خوفا من وقوع الأسلحة بأيدي مجموعات متطرفة تنشط في صفوف هذه المعارضة علما أن عشرات التقارير الإعلامية الأمريكية أكدت في وقت سابق إرسال شحنات منفصلة من قبل وزارة الخارجية الأمريكية من مركبات وغيرها من المعدات في تصعيد جديد وكبير لدور الولايات المتحدة بما يجري في سورية.
الجدير بالذكر أن مصدرا فيما يسمى "المعارضة" كشف في نيسان الماضي عن حصول من سماها بعناصر منضبطة ومعتدلة من حركة أطلق عليها اسم "حزم" على 20 صاروخا أمريكيا من طراز "تاو" المضاد للدبابات من جهة غربية من دون أن يحدد هويتها.
.................
28/5/140607
https://telegram.me/buratha