سوريا - لبنان - فلسطين

سوريا: معركة يبرود: مبيت فاقتحام وسيطرة.. تفاصيل «الإنهيار الكبير»

1801 08:07:08 2014-03-15

 

بدأت عملية اقتحام يبرود بشكل مختلف تماماً عن عمليات اقتحام البلدات والمدن القلمونية الأخرى، حيث تم احكام الطوق على المدينة من مختلف الجهات باستثناء ممرات صغيرة منظورة ومتروكة كالعادة لمن يتخذ الليل جملاً، وهم كُثر في حالة يبرود التي طُبل وزُمِرَ للقتال فيها حتى آخر رمق، حتى حان أوان المعركة الفاصلة، فبدأ الجمع بالتفرق تحت حجج شتى، وأعذار متعددة.

عملية الاقتحام سبقت موعد الهجوم بليلة أو يزيد، حيث تموضعت قوات خاصة من الجيش السوري ووحدات الدفاع، بعد تسللها بشكل مدروس وهادئ في نقاط حساسة واستراتيجية على مداخل البلدة، بعض المجموعات اختارت مواقع خلف خطوط التماس المباشرة مع المسلحين، بينما توزعت مجموعات أخرى تحت «أنف» مقاتلي المعارضة على أقرب المحاور الى قلب المدينة، اختارت المجموعات الخاصة الجهة الشرقية والشمالية نطاقاً لعملية التسلل والتموضع، فيما كانت وحدات الاقتحام تتمركز على بعض أمتار من نقطة إنطلاق الهجوم من الجهة الشرقية، وسلاح «النيران» بكافة أنواعه جاهز للإسناد، صواريخ، مدفعية، طائرات، ومدرعات تنتشر على التلال المحيطة بالمدينة وفوهات مدافعها مسلطة على إحداثيات محددة سلفاً.

كانت الخطة تقتضي توازي العمليات بشكل شديد الحساسية ويتطلب تنسيقاً عالياً بين وحدات الهجوم ووحدات الإطباق من الخلف بالإضافة للغطاء الناري الكثيف الذي سيرافق العملية، وكان هناك الكثير من الحذر منعاً لإنكشاف وحدات الإطباق التي يعول عليها كثيراً في ضرب دفاعات المسلحين خصوصاً عند بدء الهجوم واندفاع مجموعات المقاتلين من داخل المدينة لمساندة رفاقهم على محاور الاشتباك.

مجموعات الإطباق المتسللة في العمق، وصلت الى نقاط ومراكز أبعد مما كان متوقعاً، وكان هذا أحد المؤشرات على وجود تسرب كبير للمسلحين خارج يبرود، وأرسلت مؤكدة تهاوي دفاعاتهم قبل بدء العملية، إحدى المجموعات تسنى لها الوصول الى المدخل الغربي والإطلالة على أحد الحواجز المنصوبة على المداخل المؤدية الى قرى القلمون التي لا تزال خاضعة لسيطرة المسلحين، ورصدت بالعين المجردة، اشتباكات بين عناصر النصرة المتواجدين على الحاجز وبين سيارات تقل مسلحين حاولت الفرار من داخل المدينة.

وقد راعت قيادة العمليات في خطتها للهجوم، مسألة التوقيت، وبعد دراسة للعديد من عمليات الهجوم ومواقيتها، خاصة هجوم السيطرة على الجراجير والسحل ومزارع ريما، تم اختيار موعد صباحي مختلف تماماً عن المواعيد السابقة، بدأت فيه راجمات الصواريخ بإطلاق «نفير المعركة»، لتهطل مئات الصواريخ دفعة واحدة على مواقع محددة ومراكز تخزين السلاح والإمدادات وحتى الطرق التي يسلكها المسلحون للوصول الى محاورهم، يرافقها قصف مدفعي عنيف من العيارات الثقيلة، والمدافع الرشاشة ومدافع الدبابات المصوبة نحو اهدافها في حركة نيران لم تشهدها جبهة يبرود من قبل.

مجموعات الإطباق بدأت عملها فور انطلاق الصواريخ الى اهدافها، مستهدفة كافة نقاط التموضع المخصصة للمسلحين خلف المحاور الشرقية، موقعة إياهم بين فكي نيران لا يرحم، مع اندفاعة قوات الاقتحام المرابطة على الخطوط الأولى لجهة مزارع ريما، وكان التقدم سريعاً، وانهيار الدفاعات اسرع بكثير من المتوقع، وفوجئت مجموعة الإطباق المرابطة في الخطوط الخلفية بأعداد المسلحين الهاربين من المحاور وبدأت التعامل معها، موقعة في صفوفها خسائر فادحة في العديد والعتاد.

دخلت مجموعات الاقتحام الراجلة أطراف الحارة الشرقية وسريعاً قامت بعملية تثبيت النقاط فيها، وبعد قتال مع من تبقى من المسلحين بدأت الوحدات المتقدمة عملية التمشيط التي استمرت طوال ساعات النهار وبعد الظهر تم خلالها القضاء على عشرات المسلحين الذين ملأت جثثهم الشوارع ومحيط الأبنية التي جرى القتال حولها، ومع سيطرة الجيش السوري على كتل سكنية متقدمة في عمق الحارة الشرقية، بدأ دخول المدرعات بشكل كثيف وجرت عمليات اقتحام في محيط المشفى ومعمل المتة قبل أن يسيطر الجيش عليها، فارضاً سيطرته على الحارة الشرقية بشكل كامل.

العمليات في الحارة الشرقية ترافقت مع عمليات قتالية جرت على آطراف الجهة الشمالية الشرقية، وتقدمت خلالها وحدات الجيش السوري إلى الأمام بشكل أقل سرعة من الجهة الشرقية، وشكل تقدمها عملية اشغال محققة للمجموعات المسلحة التي وبسبب النقص في عدد المقاتلين بشكل مفاجئ على المحاور، بدأت بطلب الإسناد من المقاتلين خارج مدينة يبرود، وكان أهمها النداء الذي وجهته جبهة «النصرة» لمجموعات «جيش الإسلام» المتواجدة في جبهة «الرحيبة»، ولكنها لم تتجاوب على الإطلاق.

9/5/1403015 تحرير علي عبد سلمان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك