سوريا - لبنان - فلسطين

العملية الخاطفة التي استعادت جبل النعمات الاستراتيجي في سوريا

1036 18:39:00 2014-02-05

هي العملية الاكثر سرعة منذ بداية الحرب في سوريا والتي نفذتها وحدات الكوماندوس بالجيش السوري وحلفائه وأنتهت بالسيطرة على جبل النعمات الصعب خلال 4 ساعات، نزلت نتائجها كالصاعقة على جبهة النصرة ومجاميع الارهابيين التكفيريين في القلمون الحمصي والدمشقي وفي عرسال .

 تقع منطقة النعمات في سفوح السلسلة الشرقية للبنان داخل الاراضي السورية وجزء منها يقع في لبنان، ويطلق الصيادون في المنطقة اسم ( النعمات ) على كل الجبل الشرقي الممتد من منطقة حمص الى عرسال.

وتتميز هذا الجبال بوعورة تضاريسها وكثرة المغاور والمخابئ الطبيعية داخلها ، فضلا عن وجود تلال مرتفعة ووديان تشمل كل مساحتها، ما يجعل منها محمية طبيعية وعسكرية بامتياز استغلها مسلحو المعارضة السورية منذ بداية الحرب في سوريا حيث كانت هذه الجبال ملجأ الكتائب المسلحة الاتية نحو القصير والذاهبة باتجاه دمشق.

وشكل هذا الجبل منطقة ممر آمنة للارهابيين من كل الجنسيات من لبنان الى سوريا خصوصا الارهابيين المتواجدين في عرسال، ومنه كانت تتزود القصير والمنطقة الوسطى بالسلاح الاتي من لبنان، وعبره.

 انسحب الارهابيون الذين فروا من القصير يوم 5 حزيران عام 2012، وهؤلاء تم إعطاؤهم ممرا آمنا عبر قرية الحمرا باتجاه النعمات ، بعدما ابلغوا عبر الراديو قرارهم بالانسحاب من القصير، وانسحبوا دون تنسيق داخلي وفي ظل فوضى عارمة.

حافظت الكتائب المسلحة على تواجد قوي في النعمات خصوصا في المنطقة المقابلة لسهل القاع حيث استخدمت احد الوديان في عمليات اطلاق صليات الصواريخ على الهرمل، وفي محاولات التسلل الى القصير عبر بلدة جوسية الحدودية مع لبنان .

ماذا جرى ليل 1 شباط؟

بتاريخ 16 الشهر الماضي وتزامنا مع عملية الانتحاري الاول في مدينة الهرمل شنت مجاميع المعارضة (السورية واللبنانية) هجوما واسعا على منطقة جوسية انطلاقا من جبال النعمات ، وبعد تعرضهم لكمين محكم على بعد 7 كلم من القصير عند مشارف قرية العاطفية انسحب الارهابيون من المنطقة الجبلية في النعمات متوجهين شرقا الى الداخل السوري في البادية بعد الخسائر التي تكبدوها على مشارف العاطفية وفشل هجومهم الكبير للوصول الى ريف القصير ، الذي تبين أنه جرى التحضير له منذ أسابيع عديدة ، وكان الانسحاب فوضويا مثخنا بالهزيمة فقدوا خلاله مجموعة كبيرة من "الانغماسيين".

كان التراجع ضروريا لإعادة لملمة الصفوف وتنظيمها قبل العودة الى تلال النعمات وراهنت قيادات المسلحين التي تحظى بنصائح وتعاون في عملها العسكري من أجهزة محلية وإقليمية عديدة، راهنت على عدم قدرة الجيش السوري وحلفائه على الدخول والتموضع في جبال النعمات، الصعبة بسبب تضاريسها ووجود البرد القارس فضلا عن العاصفة الثلجية التي كان ينتظرها الجميع في المنطقة.

 كما ان أية عملية من هذا النوع تحتاج لعتاد وعناصر وتموين يحتاجها الجنود فضلا عن الحاجة لشق طرقات طويلة وصعبة ، ما جعل الطرف المعارض مطمئنا الى الوضع في المنطقة ، غير ان حسابات بيدر جبهة النصرة لم تلائم حسابات خبرة القتال لدى الطرف الآخر وجرأته في الاماكن الصعبة والبعيدة.

ليل 28 كانون ثاني كان موعد دخول المنطقة بعمق 27 كلم وطول 7 كلم بحيث تصبح مواقع الارهابيين عمليا في الصحراء، بينما يصل الجيش وحلفاؤه الى نقطة قريبة جدا من عرسال في المناطق الجبلية الوعرة.

كانت الخطة محكمة للتمكن من على التلال الاستراتيجية في الجبل، والتي يمكن تأمين التواصل فيما بينها بالغطاء الناري والتواصل مع خارج الجبل ، وكانت المهمة الاخطر هي القدرة على التثبيت بعد ان يكتشف الارهابيون التكفيريون ان الجبل ليس خاليا بل دخله عدوهم وعليهم المبادرة بالهجوم حتى لا يتمكن الجيش وحلفاؤه من تثبيت المواقع في التلال التي دخلوا اليها، وهذا ما حصل كما توقع الجيش وحلفاؤه.

تزامنا مع التفجير الانتحاري الثاني في الهرمل في بداية شهر شباط والذي وقع بعد غروب الشمس بدأ مئات الارهابيين هجوما باتجاه جبل النعمات لمنع الجيش السوري وحلفائه من تثبيت مواقعهم في المنطقة التي دخلوها بليلة غفلة دون قتال.

تقدم الارهابيون الى داخل المنطقة حيث نصبت لهم عدة كمائن خسروا فيها عشرات الارهابيين وعلى عكس هجوم العاطفية لم تدم المعركة اكثر من خمس ساعات ، انكفأ على اثرها ما تبقى من الارهابيين الى داخل الصحراء بين مثلث الشام حمص البادية، وبذلك خرجت جبال النعمات عن سيطرتهم وأصبح من الصعب عليهم قصف الهرمل، و تضاءلت امكانياتهم في الوصول الى مشارف جوسيه، وبالتالي أصبحت القصير أبعد عليهم..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك