سوريا - لبنان - فلسطين

سوريا/ أبو دجانة الكويتي: لهذه الأسباب قاتلنا «أحرار الشام»


 

رشا أبي حيدر

عادت منطقة مسكنة في ريف حلب الجنوبي الشرقي الى الواجهة من جديد. فبعد مرور أكثر من أسبوع على انتهاء الخلاف بين «الدولة الاسلامية في العراق والشام» و«حركة أحرار الشام»، نشر مساء أول من أمس والي «الدولة الاسلامية» في مسكنة «أبو دجانة الكويتي» بياناً يتضمّن «تفاصيل مهمة للأحداث في مسكنة بين الدولة الإسلامية ولواء مصعب بن عمير» التابع لـ«أحرار الشام».

العلاقة بين تنظيمي «الدولة الاسلامية» و«أحرار الشام» كانت قد توترت بعد امتناع «أبو دجانة» عن التوقف على حاجز لكتيبة «مصعب بن عمير»، ما أدى الى إطلاق النار في الهواء، وتوقيف «الأمير»، ومن ثم اصطحاب مطلق النار من قبل «الدولة الاسلامية» وغيره من العناصر… الى أن احتدمت المعارك التي أدّت الى مقتل وجرح العشرات إضافة الى اعتقال العناصر من هنا وهناك. هذا الخلاف دفع أبو عبد الملك، «المسؤول الشرعي لأحرار الشام»، الى توجيه نداء الى زعيم «الدولة الاسلامية» أبي بكر البغدادي، قال فيه: «أنادي أبا بكر البغدادي بوضوح: اضبط جنودك، وراجع سياستهم، فنحن في سفينة واحدة إن غرقت غرقنا جميعاً، وتباً لمن رفض التحاكم للشرع».

ومن ثم أصدرت «أحرار الشام» بياناً لتوضيح ما حصل، وكذلك فعل «أبو دجانة الكويتي» في تسجيل صوتي أكّد فيه «حرمة الدماء بين المسلمين»، معرباً عن أسفه «لهذه الأحداث بين الفصائل المجاهدة».

مساء أول من أمس، نشر أمير «الدولة الاسلامية» في مسكنة بياناً تفصيلياً للحادثة، ما طرح علامات استفهام حول التوقيت وأسباب نشره، سيّما بعد الاتفاق بين كافة الأطراف على السيطرة على النزاع وإيقافه.

وبرّر «أبو دجانة» توقيت إصدار البيان بعد قراءة ما تمّ تداوله و«حملة الكذب والتحريف ضد الدولة الإسلامية، فوجدت الحل إذا لم يكن الكل يكتب لصالح جماعته فيكتب ما يرفع سهمه»، وأيضاً تبياناً لـ«اللغط والتشويه». وعدّد «أبو دجانة» الاكاذيب التي طالت أحداث مسكنة بين «الجهاديين»، إذ الكذبة الاولى التي طاولت «الدولة الاسلامية» هي «التكفير»، وهنا مقصود تكفير «الدولة» للمقاتلين الآخرين، وتحديداً «أحرار الشام». ويردّ «أبو دجانة»: «باختصار، والله لا نكفركم لا جنوداً ولا أمراء، بل نبدأكم بالسلام ونصلي خلفكم ونأكل ذبائحكم، ونتزوج من نسائكم ولا نمارس التقية معكم عياذاً بالله». ويعطي «أبو دجانة» مثالاً على ذلك أنه «لما اعتقلت من مجرمي هذه الكتيبة (مصعب بو عمير) أراد أحدهم أن يطلق علي النار فمسكه الآخر، وقال بالحرف: أبو جابر قال خوارج يجوز قتالهم».

أما الكذبة الثانية، بحسب «أبو دجانة»، فهي «القتل»، إذ كشف أن «كل الإخوة المجاهدين الذين خرجوا وتبرأوا من أفعال المجرمين (مصعب بن عمير) يشهدون على أن الذي بدأ بالقتل بل يأمر به طوال الليل في الجهاز اللاسلكي ويحرض عليه هم بعض المجرمين في الكتيبة». ويشرح «أبو دجانة» أن القتل والخطف حصلا بعد الاتفاق على «إنهاء المشكلة بمحاسبة المسيئين».

أما «أقبح الكذبات»، بحسب «أبو دجانة»، فهي أن «الدولة الاسلامية لا تقبل بشرع الله». واعتبر «أبو دجانة» ذلك «بدعة تافهة». ويشرح كيف أنه طلب مرات عدة الاجتماع بـ «أبو جابر»، قائد كتيبة «مصعب بن عمير»، للنقاش والاتفاق في مسائل تتعلّق بـ«المجاهدين، والغنائم كالأبقار ومعمل السكر، ومجموعة أسلحة»، وذلك لأن «التأخر في الفصل فيها يسبّب شحناء وبغضاء وحسداً وغلاً وحقداً بين المجاهدين». لكنه لم يجتمع به قط. كذلك طلب الجلوس مع قائد لواء «رايات النصر»، لكن «أيضاً لا فائدة منه». واعتبر «أبو دجانة» أن هؤلاء وغيرهم من الذين طلب الاجتماع معهم في «جلسة شرعية» مارسوا «التهرّب والتملّص والمماطلة». وكل ما حصل كان قبل الأحداث التي وقعت في مسكنة.

ثم يشنّ هجوماً على «أبو عبد الملك الشرعي» في «أحرار الشام»، فيقول له: «اتّق الله يا شرعي… لم أعلم أنه لك غايات إعلامية». ويضيف: «سأخاصمك على كل ما كتمت من شهادة حقٍ بل وتقطيع للأحداث واقتصاص ما يؤيد جماعتك… بعد الرسالة أقول إن كل ما حدث في مسكنة من سفك لدماء المجاهدين من الطرفين سببه الرئيسي شبيح مخبر عميل اسمه علي علاوي، وسأبيّن ذلك غداً».

وكانت كتيبة «مصعب بن عمير» نشرت الأحد الماضي بياناً مصوّراً توجّهت فيه الى «الدولة الاسلامية» و«الجبهة الإسلامية» و«حركة أحرار الشام»، أعلنت فيه «أننا اعتزلنا الفتنة التي حدثت مع الإخوة في الدولة الإسلامية ونعلن أننا بريئون من أي نقطة دم سفكت أو ستسفك»، داعية الى «تحكيم شرع الله وكتابه، ونحن غير مستعدين للقتال لأغراض غير واضحة ومجموعات مفسدة في كتيبة بن عمير». وأوضحت الكتيبة أن سبب المشكلة يعود لـ«شبيح اسمه علي علاوي، وهو معروف بأنه مخبر ومفسد ومدّع في دينه».

مصدر معارض علّق لـ«الأخبار» على هذا البيان وأحداث مسكنة قائلاً إن «سبب المعارك أكبر بكثير… إنها مسألة مصالح تجارية». وأضاف: «هناك مشاكل كثيرة تتعلّق بالنفط والاستفادة منه، إضافة الى الغنائم والثروات الأخرى». ويتوقّع المصدر أن تتفاقم الامور بين التنظيمين «بسبب انتشار عناصر فاسدة… وفي حال لم يتم الاتفاق على هذه الامور»

8/5/131218

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك