سوريا - لبنان - فلسطين

الجيش السوري يتقدم ببطئ في عدرا.. و المسلحون يتكبدون خسائر كبيرة


أطلق الجيش السوري، أمس،عملية عسكرية ضخمة لطرد مسلحي عصابات “جيش الإسلام” و”جبهة النصرة” التلموديين من مدينة عدرا العمالية، بعد يومين من اجتياحهم لها وارتكابهم مجاوزر مروعة فيها.

إلا أن الجيش، وكما قالت مصادر ميدانية، يواجه مشكلة معقدة هي أن المسلحين اتخذوا من الآلاف من سكان الضاحية العمالية دروعا بشرية ورهائن، تجعل عملية الجيش أشبه بمن يريد تحرير ركاب طائرة مختطفة. وأكدت هذه المصادر عدم وجود إمكانية لتعزيز خطته العسكرية بالقصف المدفعي والصاروخي أو الجوي، بسبب استخدام أعداد هائلة من المدنيين دروعاً بشرية من قبل المسلحين. فقد عمد المسلحون إلى احتجاز الآلاف من سكان “الضاحية” رهائن ودروعا في أقبية المنازل وفي أماكن الخدمات العامة، وحولوا منازلهم إلى متاريس للاحتماء وإطلاق النار على الجيش.

و قال مصدر مشارك في العملية لوسائل إعلام “إن تقدم الجيش لا يزال بطيئاً، حيث بدأت المعارك على أطراف المساكن”. وبحسب المصدر، “لن تكون المعركة سهلة، إذ لم يتقدم الجيش أكثر من عدة مبانٍ. يصعب التقدم العسكري سريعاً في منطقة يسكنها أكثر من 100 ألف مدني، ومن دون استطلاع دقيق”.ومع ذلك، كان لافتا للانتباه أن من قاد محاولات الجيش اقتحام مواقع المسلحين عسكريون من ريف دمشق، لاسيما من رنكوس وحوش عرب المجاورتين نسبيا، اللتين يحتلهما المسلحون!

 و تعدّ البلدة من أكثر مناطق ريف العاصمة حيوية وإنتاجاً رغم الأزمة القاسية التي مرت على البلاد برمتها. وهي اليوم تحولت إلى منطقة عسكرية، بمدينتها الصناعية، ومستودعات الغاز ومواد البناء المنتشرة فيها، هذا فضلاً عن انقطاع طريق دمشق ـــ حمص القديم وتمركز الاشتباكات على مقربة من الأوتوستراد الدولي. وقد أدت سيطرة المسلحين عليها إلى توقف إمداد العاصمة بالغاز المنزلي.

من ناحية ثانية، رجح مصدر ميداني آخر أن يلجأ المسلحون إلى اجتياح “ضاحية الأسد السكنية” المقابلة لمساكن عدرا، مشيرا إلى أن مشغيلهم من آل سعود وضعوا خطة تحت اسم” تحرير عاصمة بني أمية من الروافض وإعاداتهم إلى الساحل السوري”.

وبحسب مصدر آخر، فإن ما جرى في عدرا هو مجرد محاولة جديدة لنقل المعركة إلى مناطق نفوذ النظام. فكما في دير عطية (شمال دمشق) قبل أسابيع، وفي جديدة الفضل (جنوب دمشق) قبل أشهر، وغيرهما من المدن والبلدات السورية، لا هم للقوى المعارضة إن كانت المناطق التي تهاجمها خالية من الوجود العسكري الجدي للجيش السوري، وتعج بالنازحين. فالمهم بالنسبة إليها هو تحقيق «انتصار» معنوي وإعلامي عبر القول:”لقد اخترقنا مناطق موالية للنظام”. والنتيجة في “مساكن عدرا” أول من أمس، حصار الجيش السوري للبلدة ومحيطها!!

تبقى الإشارة أخيرا إلى أن ضحايا المجازر الوهابية في مساكن عدرا، وكما كشفت أحدث المعلومات، طالت أيضا أكثر من عشرين من أبناء الطائفة “السنية”، نساء ورجالا وأطفالا، عرف منهم : الطفل لؤي مصطفى الحاصباني ، الطفلة ولاء الحاصباني ، السيدة بديعة مجركش ، المهندس سالم المحمود ، عمر المحمود ، جلال ابو وطفة ، خالد الرحيباني ، وحيد الحاج احمد ( ناطور مصنع، عمره 65 عاما) ، السيدة صبحية المعسعس ، الطفل علي احمد العمر ، صفوت العموري ، نجدت العموري ، الدكتور سليم غندور ، الممرض وجيه الفوال ، وائل خالد الادهم ، سليمان عمر الخالد ، علي احمد عثمان ،جاسم احمد عثمان ، سيف مخللاتي ، رباب الحاج علي ( طفلة في الشهر العاشر من عمرها). وما يجمع هؤلاء جميعا، قبل الطائفة وبعدها، هو أنهم فقراء على غرار جيرانهم “العلويين” الذين قتلوا معهم في مذبحة الثورة الوهابية الجديدة!

 

52/5/131215

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الى جهنم وبئس المصير
2013-12-15
مواليه لال محمد وافتخر واقول ربي زد وبارك بقتل هؤلاء القذرين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك