دعا مصدر مقرب من القيادة السورية إلى ترقّب “تطورات عسكرية ميدانية وأخرى سياسية” تصب في مصلحة النظام السوري، مبديا ثقته بأنها ستحصل “خلال المدة القريبة المقبلة”.المصدر وثيق الصلة بدوائر الحكم في دمشق كشف عن “خطة محكمة يشرف على تطبيقها شخصيا الرئيس السوري بشار الأسد، وستساهم في إعادة إمساك القوات النظامية بمزيد من المفاصل الإستراتيجية عسكريا وأمنيا”.
هذا و يبدو أن فصول الحرب التي تجري على أرض «الغوطة» وريف دمشق، بدأت تتحول إلى شكل من أشكال التحدي وإثبات البراعة العسكرية بعيداً فهي في الشكل العام صراع مقاتلين وآلات عسكرية، لكنها في بعدها الخاص صراع «عقول عسكرية» يحاول كل قائد ميداني فيها، أن يضع فيها أفضل خططه، وينفذها بإتقان، ويحصد الانجازات كما الابتسامات بعيداً عن الكاميرات، ابتسامات لا يرى مفاعيلها سوى خصمه على الطرف الآخر من الجبهة.وهذا ما فرضه قادة وضباط الجيش السوري في الميدان، وما حاول قادة «الإرهاب» أن يقلدوه، ولكنه ولسوء حظهم، حصل بنسخة رديئة، وكانت نتائجه الوخيمة أكبر إثبات على جهلهم بأصول لعبة الشطرنج العسكرية.
إذ تعمد «تحالف الإرهابيين» الوليد حديثاً عبر عملية تجميع لبقايا الكتائب والألوية المهزومة في معارك «الغوطتين»، إلى الإعلان عن انطلاق عملية «فك الحصار» عن الغوطة تحت مسمى أكبر من حجمها، فك الحصار عن الغوطة من خلال محورها الشرقي، وتحديداً عند جبهة البحارية – ميدعة، في الوقت الذي كانت فيه تسريباتهم تحاول الإيحاء بأن الهدف هو فك «الطوق» عن المعضمية وداريا، لتشكيل تمويه اعلامي تضليلي حول العملية وإشغال ميداني هدفه الإرباك من جهة أخرى.العملية التي خطط لها بأن تكون مفاجئة، جهز لها ما يقارب من ألف إرهابي بقيادة وإشراف الإرهابي «زهران علوش» الذي نقلت مصادر خاصة أنه حاول من خلال تنفيذ تلك العملية رد الاعتبار لهزائمه السابقة في الغوطة من جهة، وإثبات مكانته أمام الكتائب والألوية التي توحدت تحت إمرته بأمر وتوجيه من «الممول السعودي» من جهة أخرى، حشد علوش في هذه العملية بعض ما تبقى من آلياته المدرعة ، التي تتألف من 3 دبابات، وحوالي 6 عربات BMP و عربتي شيلكا، لتأمين دفع هجومي مدرع الى جانب المشاة (1000 ارهابي) خلال عملية اقتحام البحارية، نفذ على دفعتين ولم يستطع تحقيق أي إنجاز ميداني يذكر.وكما تبين لاحقاً من خلال مجريات المعارك الميدانية، فقد عمد الإرهابيون الى اقتحام المحور الأول والنقطة العسكرية المتقدمة لوحدة رصد تابعة للجيش السوري بواسطة عربة BMP كانت تساندها دبابة بالرمي عن بعد، وبتغطية من عربات الشيلكا، وما أن قطعت عربة الـ BMP النقطة الأولى، كان مدفع دبابة ت72 مجهز ومموه بطريقة ذكية بانتظارها وقام باستهدافها قبل أن يترجل العناصر الخمسة عشر منها، وتم تدميرها واحراقها بمن فيها، دخلت بعدها عربة الـ BMP الثانية مرمى النيران، وتم استهدافها بشكل مباشر في الوقت الذي تحركت فيه مجموعات متقدمة من الجيش السوري، لإستهداف عربتي الشيلكا (واحدة نظامية وأخرى معدلة محلياً) وتدميرهما والتعامل مع «المشاة» والقضاء على عدد كبير منهم عند الساتر الترابي لجهة ميدعة، واستطاعت قوات الجيش السوري صد الهجوم وتكبيد المهاجمين خسائر فادحة وابعاد من تبقى منهم لمسافة 400 متر إضافية بعيداً عن مراكزهم السابقة التي أنطلقوا منها.
إلى ذلك أفادت مصادر اعلامية في سوريا ان اللجان الشعبية وعلى رأسها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تخوض معارك عنيفة في مخيم اليرموك بريف دمشق لاستعادة الأحياء التي دخلها الإرهاب وهجر سكانها.ومخيم اليرموك يعدّ من أكثر البقاع سخونة في محيط العاصمة كما إن ، التنقل بين المخيمات يزداد صعوبة كلما تقدمنا نحو خطوط التماس الأولى وقال أحد عناصر الجبهة : الان جاءت معلومات عن وجود تحرك للإرهابيين من الجهة الغربية شمالاً، ويجب ان نتعامل مع ذلك.
وقال اخر : نحن مسيطرون على المنطقة بالنيران ، واي تحرك يمكن ان نستهدفه، وخلال ايام سنحرر ساحة روجه. هذا وذكرت مصادر في سوريا ان الجيش السوري تمكن من تطهير مناطق واسعة بين حرستا وزملكا بريف دمشق من وجود الإرهابيين ، ضمن عملية ترمي الى تأمين المتحلق الجنوبي على اطراف العاصمة ، فيما اوقع في جوبر عشرات القتلى في صفوف ارهابيين معظمهم من جنسيات عربية ، كما كشف شبكة أنفاق في الحي كان يستخدمها الإرهابيون للتحرك ونقل السلاح.
وقال مصدر عسكري : نحن الان في منطقة شمال جسر زملكا بعمق حوالي 200 متر، ونحن نسير هنا لنرى العالم بان المنطقة امنة ، وقد قمنا بتطهيرها من الإرهابيين.وعلى محور جوبر- زملكا كانت رحلتنا ، 1200 متر على امتداد المتحلق الجنوبي من عقده حرستا باتجاه جسر زملكا التي اصبحت تحت سيطرة الجيش السوري ، الذي بدأ عمليته منذ حوالي الشهر وحتى الان يسكتمل مهمته.وقد قامت القوات بثلاث عمليات انزال من محور جسر زملكا من اجل استكمال عملية تنظيف ما بقي من حي جوبر من وجود الإرهابيين. هذه الإنزالات كانت لوحدات النخبة في الجيش وقد اسفرت عن اختراق عمق المجموعات الإرهابية التي فرت من المكان حارقة جثث قتلاها حتى لا يتم التعرف عليهم ، بينما تم قتل اعداد كبيرة من إرهابيي " النصرة"، الذين كانوا محاصرين في احد الأبنية كما وثقوا بكتاباتهم.وانفاق التي تم الكشف عنها حفرت تحت الطرقات لتستهدف آليات الجيش وعرباته ، بعضها وصل الى جوبر بمناطق مجاورة من اجل تأمين امدادهم الإرهابيين بالعدد والسلاح من جسر زملكا الى داخل جوبر. إلى ذلك قال مصدر في قيادة شرطة ريف دمشق أن سيارة مفخخة انفجرت عند دوار بلدة جديدة الشيباني وأسفرت عن استشهاد عدد من المواطنين وإلحاق أضرار مادية بالممتلكات.
20/5/13103
https://telegram.me/buratha