دخل قادة دول مجموعة العشرين في صلب المناقشات المتعلقة بالنزاع السوري بشكل رسمي خلال مأدبة عشاء انتهت عند الساعة الأولى من صباح الجمعة (السادس من سبتمبر/ أيلول 2013) في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، إلا أنهم لم يستطيعوا تخطي خلافاتهم حيال تدخل عسكري محتمل في سوريا خصوصا في ظل التباعد بين الرئيسين الأميركي والروسي في هذه القضية. وشكل هذا العشاء مناسبة للتطرق إلى الأزمة السورية التي تثير خلافات دبلوماسية كبيرة بين الولايات المتحدة وروسيا، فموسكو تدعم حليفها نظام الأسد في مواجهة أي خيار عسكري أميركي.
وكشف رئيس الوزراء الايطالي انريكو ليتا أن عشاء قمة مجموعة العشرين “يؤكد” الانقسامات لموجودة بشأن سوريا. وكتب ليتا على حسابه الرسمي على موقع تويتر من سان بطرسبورغ حيث تعقد قمة لمجموعة العشرين أن “العشاء انتهى للتو، وخلاله تم تأكيد الانقسام بشأن سوريا”.
ومنذ الافتتاح الرسمي للقمة، اقترح الرئيس بوتين إدراج النزاع في سوريا على جدول أعمال عشاء العمل الذي يخصص عادة للمسائل الاقتصادية، لكنه بات يهيمن عليه اليوم التوتر الدبلوماسي خصوصا في الملف السوري. وبحسب مصدر دبلوماسي فرنسي، فإن قادة العالم عرضوا خلال مأدبة العشاء وجهات نظر بلدانهم وأن الهدف “ليس التوصل إلى اتفاق”. وتتهم واشنطن وباريس النظام السوري بشن هجوم كيماوي في (21 أغسطس/ آب في ريف دمشق أوقع المئات من الضحايا المدنيين.
ويناقش وزراء خارجية الدول الرئيسية في مجموعة العشرين، التي تضم كل الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، قضية سوريا على هامش الاجتماع. وأي قرار من مجموعة العشرين بخصوص سوريا لن يكون ملزما. لكن بوتين يريد إيجاد توافق على تجنب العمل العسكري فيما سيكون نصرا شخصيا له، لكنه غير مرجح. ويجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الجمعة والسبت في فيلنيوس لتوحيد مواقفهم. وقد ينضم إليهم نظيرهم الأميركي جون كيري السبت.
وتعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما يوم الخميس لضغوط متزايدة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وغيره من زعماء العالم لإثنائه عن القيام بعمل عسكري ضد سوريا يخشى كثيرون أن يضر بالاقتصاد العالمي ويؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط، وذلك في قمة مجموعة العشرين المؤلفة من دول متقدمة ونامية (تمثل ثلثي سكان العالم وتسهم بنحو 90 في المئة من إنتاجه) وتهدف للتوصل إلى موقف موحد في قضايا النمو والتجارة والشفافية المصرفية ومكافحة التهرب الضريبي.من جهتها، اتهمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامنثا باور الخميس روسيا بأنها تأخذ مجلس الأمن “رهينة” في قضية الهجوم الكيميائي الذي اتهمت واشنطن النظام السوري بتنفيذه في ريف دمشق.
وكسب بوتين الجولة الأولى في القمة عندما اتخذت الصين والاتحاد الأوروبي والبابا فرانسيس، الذي وجه رسالة إلى قادة مجموعة العشرين، مواقف أقرب إليه من أوباما بخصوص احتمال التدخل العسكري ومشروعيته ومخاطر التدخل بدون موافقة مجلس الأمن الدولي. ولم يقف مع أوباما إلا فرنسا التي تستعد للمشاركة في عمل عسكري أميركي ضد سوريا. ومع استبعاد حصول أوباما على تأييد روسيا والصين لقرار في مجلس الأمن حيث تتمتعان بحق النقض (الفيتو) لجأ الرئيس الأميركي إلى الكونغرس للحصول على موافقته على القيام بعمل عسكري ضد سوريا. وأعلنت الولايات المتحدة أنها تخلت عن محاولة العمل مع مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا.
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha