قال الضابط المتقاعد بالجبش اللبناني، والخبير الاستراتيجي والعسكري محمد طالب في حديث خاص للــ “الحدث نيوز” بأن “إسرائيل تمارس كذباً موصوفاً وتحاول إستغباء الاخرين بسبب الصاروخين البالستيين الذين أطلقا صباح اليوم الثلاثاء نحو شرق البحر المتوسط”.
وقال طالب، ان “إسرائيل زعمت ان الصاروخين أطلقا عبر طائرة من فوق البحر، إلى ان الواقع يثبت عكس ذلك، والخبراء العسكريون يعرفون كيف تستخدم هذه الصواريخ وكيف يتم إطلاقها ولا تستطيع إسرائيل ان تخدعمم أو ان تكذب عليهم”، مشيراً إلى ان “هذه الصواريخ تطلق بطريقتين:
الأول، ويتم إطلاقها من قواعد ثابتة على اليابسة، كمنصة صواريخ او قاعدة عسكرية (مطار، معسكر..ألخ).
الثاني، وان يتم إطلاقها من البحر عبر مدمرة كبيرة (بارجة)، او غواصة متخصصة، ولا طريقة ثالث لاطلاق مثل هذه الصواريخ ابداً.
واضاف طالب ان “قول إسرائيل بأنها اطلقت هذه الصواريخ من فوق البحر عبر طائرة هو محض كذب، إلا إذا كانت إسرائيل قد اطلقت صواريخ غير بالستية، ففي هذه الحالة تتغير الامور”.
وعن الهدف من وراء هذا العمل، قال طالب ان “الهدف هو توجيه رسائل لايران وروسيا مفادها ان هذه المنطقة من العالم هي مدّ حيوي إستراتيجي – إسرائيلي ممنوع الاقتراب منه، وان اسرائيل تستطيع إستهداف إيران او المصالح الروسية القريبة في حال إتخذ الطرفان اي قرار معاكس للمصالح الاسرائيلية في هذه البقعة”، مضيفاً، ان “السبب ايضاً يعود للغاز الموجود في قعر البحر في هذه المنطقة والتي باتت فيه إسرائيل تشعر بالخطر كل ما إقترب الروسي نحو هذه المنطقة بالاساطيل البحرية”.
ووصف طالب في حديثه إسرائيل بـ “الدولة الجبانة القزم، التي توجّه رسائل وتعطي أسباباً غبيه لعدم قول الحقيقة، وهي لا قدرة لها على الاعلان عن السبب الحقيقي لارسال هذه الصواريخ، بل إستعاضت عن ذلك بالقول بأنه إختبار روتيني”.
وإذ نفى طالب بسياق الحديث ان يكون الصاروخين قد حملا رؤوساً حربية مسلحة، قال بأن “هذان الصاروخان ذخرا فقط بمواد دافعة، ولم يحتويان على رؤوساً حربية، وفق إعتقادي الشخصي، لان الهدف كان توجيه رسائل”، مضيفاً بأن “الصاروخين اطلقا من قاعدة تستخدمها بريطانيا وإسرائيل وتقع في اسفل جزيرة قبرص من الجهة الجنوبية الغربية لها، وهي ذات موقع إستراتيجي هام، وتم إسقاطهما فوق المياه الدولية بعيد إنطلاقهما بقليل بعد ان ظهرا على الرادار الروسي”، معرباً عن إعتقاده بأن “صواريخ روسية مضادة قامت بإستهدافهما وذلك إنطلاقاً من أحدى البوارج الروسية الراسية في عرض البحر بالمياه الدولية”.
وختم ان “الدبلوماسية الروسية ذكية، إستخدمت في تقريرها كلمة “سقطا” بدل “اسقطا”، وذلك بلعبة دبلوماسية سياسية ذكية، تحمل ما تحمل من رسائل موجهة لمن يعنيه الأمر”، قائلاً بأننا “على أبواب حرب باردة جديدة”.
22/5/13905
https://telegram.me/buratha