سوريا - لبنان - فلسطين

سماحة السيد حسن نصر اللّه يروي أسرار حرب تمّوز: الأسد عرض القتال معنا

3320 18:37:00 2013-08-14

بعد سبع سنوات على حرب تموز الملحمية في العام 2006، يكشف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الكثير من اسرارها العسكرية والسياسية والدبلوماسية والامنية.

وفي مقابلة تبثها قناة «الميادين» مساء اليوم، سيحاول الزميل غسان بن جدو انتزاع أكبر قدر من المعلومات المتعلقة بحرب تموز علماً ان المقابلة يفترض ان تتطرق الى بعض التطورات المتلاحقة على الساحة اللبنانية.

من العناوين البارزة كلام لنصر الله عن دور الشهيد عماد مغنية في قيادة المعارك، وعن إلحاح الشهيد مغنية وقيادة اركان المقاومة على السيد نصرالله في افساح المجال امام المقاومين لشن حرب تستمر ثلاثة اسابيع وتستهدف تدمير القوة البرية لجيش الاحتلال.

كما سيكشف السيد نصرالله تفاصيل عن الاجراءات الامنية الخاصة به خلال العدوان، خصوصاً في الايام الاخيرة عندما اتخذت حكومة العدو قراراً عملانياً بطلب من الجيش والموساد باغتيال السيد نصرالله مباشرة.

اما الاهم، فيتعلق بالرسالة التي بعث بها الرئيس السوري بشار الاسد الى السيد نصرالله، معلناً فيها استعداده لاعلان الحرب على اسرائيل، وجهوزية الجيش العربي السوري للانخراط في المعركة الى جانب المقاومة دفاعا عن لبنان.

ويشمل الحوار الذي سيكشف خلاله نصرالله عن بعض خفايا الحرب، من السيناريوهات السياسية والعسكرية التي كان حزب الله قد هيّأها لما بعد عملية أسر الجنديين الإسرائيليين. الخطط العسكرية التي طبقت خلال الحرب وأبرز المفاجآت وخفايا بعض العمليات. كيف استمرت إمدادات سلاح المقاومة خلال الحرب ودور أطراف محلية في ملاحقة سلاح المقاومة حتى خلال الحرب. وكذلك حول دور رئيس الجمهورية السابق إميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، ومخاض مفاوضات القرار 1701، وسر تلهّف إسرائيل لوقف الحرب في الأيام الاخيرة وإلحاحها على الجانب القطري للحصول على قبول حزب الله بذلك.

وفي التطورات الآنية، سيجيب السيد نصرالله عن اسئلة بن جدو حول تفاصيل وطبيعة ما حصل في اللبونة، ومتفجرة بئر العبد، وما يتهيّأ له حزب الله على المستويات كلها، والمواقف الاخيرة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان من المقاومة، وتشكيل الحكومة وما يدور من تسريبات حولها، كتأليف حكومة أمر واقع أو من لون واحد، كما يتحدث عن كلمته الاخيرة لمناسبة يوم القدس وما أثاره كلامه «الشيعي» من نقاش، إضافة الى الوضع في سوريا وآفاقه ، وفقا" لصحيفة الاخبار اللبنانية.

وسيمر هذا اليوم، الأربعاء الواقع فيه الرابع عشر من آب، من دون أن تنتبه الدولة اللبنانية ، وكذلك نسبة كبرى من اللبنانيين، إلى خطورة الإنجاز العظيم الذي تحقق بالتضحيات الجسام، وبالقيادة الكفوءة وبالمجاهدين الذين أعطوا أرواحهم لأرضهم فجعلوها مقدسة، ولمستقبل أبناء وطنهم فرفعوا رؤوسهم عالياً، بغير تباهٍ، ولكن بشرف ردّ العدوان وتحقيق النصر.

هذا في حين ينهمك العدو الإسرائيلي، حكومة وجيشاً وعلماء ومعاهد دراسات استراتيجية في دراسة أسباب نكسته في تلك الحرب وعجزه عن الانتصار فيها، برغم تفوقه في السلاح، براً وبحراً وجواً، فضلاً عن الصواريخ، وبرغم اتساع رقعة التأييد الدولي لتلك الحرب والتي شاركت وزيرة الخارجية الأميركية كوندليسا رايس في «إدارتها»، بل وفي تعطيل القرار الدولي بوقفها، لعل العدو ينجح في تعديل جدي في وقائع الميدان «إنقاذاً لماء وجه الجيش الذي لا يُقهر» ومَن معه.

... وفي حين يجتهد معظم أهل النظام العربي في مكافحة آثار هذا النصر بمختلف أنواع التحريض المذهبي والتشهير السياسي بالمجاهدين الذين صنعوه عبر التفاف شعبهم (والشعوب العربية، ولو من خلف حكوماتهم) حولهم، ويسبقون حتى الاتحاد الأوروبي في إدراج «حزب الله» على لائحة التنظيمات الإرهابية... علماً أن الأوروبيين قد بادروا بعد «إجبارهم» على اتخاذ القرار فسعوا إلى قيادة «حزب الله» معتذرين. 

 وعندما التقت «السفير» سماحة السيد حسن نصر الله مؤخراً، بادرناه بالسؤال عن الشيب الذي غزا ويغزو لحيته وشعره وما هي علاقة ذلك بحرب تموز 2006، فأجاب ضاحكاً: «لقد شيّبنا الداخل اللبناني. المعركة مع الإسرائيليين أسهل من المعركة في الداخل. مع الإسرائيلي يكون الهدف واضحاً والخيارات واضحة في المعركة. الأسلحة والتكتيكات والخطاب. أما في الداخل، وما أدراك ما الداخل، فحدّث عن المصاعب ولا حرج».

نعم، غريب أمر هذا البلد. دولته غائبة أو مغيّبة نفسها عن الأساسيات والثوابت، ومع ذلك يعطي أهله وثواره فرصة هزيمة إسرائيل ومَن معها من «الدول» و«الأحلاف»، مَن جهة، ويعطي، من جهة ثانية، طوائفه ومذاهبه وأقلياته وأكثرياته فرصة هزيمة أي منتصر على هؤلاء.

÷ غداة حرب الثلاثة وثلاثين يوماً، وتحديداً في 27 آب 2006، قال السيد نصر الله في مقابلة مع الزميلة مريم البسام عبر شاشة «الجديد»: «لو سألتني عما إذا كان لدينا شك واحد في المئة في 11 تموز بأن عملية الخطف ستوصل إلى حرب كالتي حصلت هل كنت ستمضي في هذا الطريق، كنت سأجيب قطعاً بالنفي لأسباب إنسانية وأخلاقية واجتماعية وأمنية وعسكرية وسياسية».

عبارة أقامت الدنيا ولم تُقعدها قبل سبع سنوات. البعض اعتبرها «قمّة الصدق». البعض الآخر حوّلها دليلاً جرمياً لمحاكمة «السيد» بوصفه «مجرماً». رأي ثالث من خارج ثنايا السياسة قارب تلك العبارة بطريقة مختلفة، داعياً أهل السياسة إلى التدقيق في ثناياها والاقتداء بمضمونها، «حيث نجد فائضاً من الصدق والحرص على البلد وأهله».

÷ في الثامن والعشرين من نيسان 2000، وعلى عتبة أقل من شهر من موسم التحرير، قال الرئيس نبيه بري مخاطباً السيد نصر الله في لقاء ثنائي ضم عدداً من القياديين الحزبيين والحركيين: «يا سيد، إسرائيل هُزمت، لكن علينا ألا نفرح كثيراً وألا نغرق في نشوة الانتصار. هذا التحرير ومعه هزيمة إسرائيل، هو أكبر من أن يتحمّله العرب والمسلمون وربما بعض اللبنانيين».

÷ قبيل أيام قليلة من «احتفال النصر» في 25 أيلول 2006، استقلّ نبيه بري وحسين خليل وعلي حسن خليل سيارة واحدة في اتجاه الضاحية الجنوبية. يصلون إلى بناية تقف وحدها وحولها عشرات الأبنية المدمرة في حارة حريك. من الملجأ إلى الطبقة الخامسة، حيث كان «السيد» في استقبال «دولته» و«الخليلين» عند باب المصعد مباشرة.

عناق ثم خلوة يخاطب بري في نهايتها مضيفه قائلاً: «نعم نحن انتصرنا يا سيد، والعالم لن يستطيع إنكار هذا الانتصار وربما يحتفل به معنا، ولكن في لبنان، هناك من يُصرّ على التنظير لمنطق الهزيمة ولا يريدك أن تظهر في مظهر المنتصر»، وذكّره بما قاله له عشية تحرير الألفين بأن هناك من يريد تدفيع المقاومة ولبنان ثمن ذلك النصر».

لذلك ربما، سيمر 14 آب الذي يصادف اليوم مرور الكرام على الكثيرين في لبنان والعالم العربي، ممن تشغلهم الأحقاد وتصفية الحسابات والصراعات المذهبية والهواجس المنتفخة، عن الاحتفاء بانتصار المقاومة على العدو الإسرائيلي في حرب تموز.

مباشرة بعد حرب تموز، وقيام المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وجد بين الدول والمستفيدين من هذه الفاجعة التي هزت لبنان والمنطقة العربية، من يسعى جاهداً لتوجيه أصابع الاتهام إلى «أفراد» من «حزب الله»، بشهود زور أو شهود على الشبهة، إلى «حزب الله» عبر بعض مجاهديه، زوراً وبهتاناً.

منذ العام 2006 وحتى اليوم، كانت المسافة كافية لتغيير هوية العدو والصديق، ولتشويه صورة المقاومة والإنجاز، حتى كاد النصر الذي تحقق في حرب تموز يصبح «تهمة». وكي تكتمل المفارقة، اختار الاتحاد الأوروبي أحد أيام تموز ليضع ما أسماه «الجناح العسكري» لـ«حزب الله» على لائحته السوداء.

لكن هذا ليس شأن أوروبا فقط، ذلك أن بعض الجهات اللبنانية والعربية لم تكن أكثر رأفة بالمقاومة وإنجازاتها من الآخرين، حتى بلغ الأمر بهذه الجهات العمل الدؤوب، سراً وعلانية، على عزل المقاومة وتجريدها من المشروعية ووسمها بكل أنواع الاتهامات والموبقات.

وبرغم أن المقاومة تكاد تكون «المؤسسة» الوحيدة الحية إلى جانب المؤسسة العسكرية في زمن الدولة المشلولة على كل المستويات، فإن هناك من يستعجل تفريغها من محتواها وقدراتها، من دون أن يكون البديل جاهزاً أو مضموناً، متجاهلاً أن القفز في المجهول هو المغامرة بحد ذاتها وليس التمسك بخيار أثبت عبر التجربة صوابيته وجدواه، كما يدلّ تحرير الألفين ونصر العام 2006. وكان يمكن أن تكون المقاومة ضد العدو الإسرائيلي واحدة من أهم القواسم المشتركة في حقبة التفتيت المذهبي وصياغة مشاريع تتجاوز سايكس بيكو في تدميرها لوحدة هذه الأرض وهويتها العربية.

كان يمكن لها أن تكون أفضل ردّ على المشاريع التي تغزو منطقتنا بمسميات مختلفة، لكن ضيق الأفق واتساع الغرائز والعصبيات أفرزا طبقة من الغشاوة، شوّشت الرؤية وشوّهت الحقائق، حتى صارت إسرائيل عدواً «سابقاً»، وفي أحسن الحالات «مؤجلاً»، لتحتل صفة العداوة مسميات أخرى. في الدول «الطبيعية»، يُمجّد الانتصار على العدو ويُمنح صانعوه أوسمة وامتيازات، أما عندنا فهم «مرتكبون»، و«متهورون»، وكثيراً ما يجدون أنفسهم مضطرين إلى الدفاع عن أنفسهم و«تبرير» تضحياتهم.

في الدول «الطبيعية»، يُصان الانتصار ويُحفظ له المكان والمكانة اللذان يليقان به في الوجدان وكتب التاريخ، أما عندنا فإننا نتفنن في «تعذيبه» وتضييعه في الزواريب والأزقة.

في الدول «الطبيعية»، يجمع الانتصار الناس حوله على اختلاف ميولهم، فيترفعون في حضرته عن خلافاتهم وتناقضاتهم ويتنافسون على احتضانه والبحث عن صلة قربى به، أما عندنا فيتحوّل إلى أحد أبرز عوامل الانقسام الداخلي.

في الدول «الطبيعية»، تتسلم المقاومة بعد الانتصار السلطة، بل تُسلّم إليها طوعاً تقديراً لتضحياتها، أما عندنا فتُستخدم كل أنواع الضغوط والحيل السياسية لاستبعادها عن الحكومة، حتى لو كانت ستتمثل فيها بحقيبة فعلية واحدة فقط، يوم أُسميت «حكومة حزب الله» لا يتجاوز مداها حدود الزراعة المهمَلة.

في الدول «الطبيعية» يصبح السلاح المقاوم «عبرة»، أما عندنا فهو «عبء» على البعض ممّن بات يأمن لنيات العدو ويرتاب من نيات المقاومة.

وبما أننا في دولة غير طبيعية، ستبقى المقاومة مادة خلافية، وستبقى المناسبات المفصلية، مثل 14 آب، موضع اجتهاد، بحيث يحتفي بها البعض ويتجاهلها البعض الآخر. لكن، على الأقل، لنتشارك جميعاً في المراجعة والتأمل، على قاعدة أن الأرض لو اجتمعت كلها، فلن يكون بمقدورها أن تقنع جنوبياً واحداً بالتخلص من سلاح المقاومة، فكيف بالمقاومين أهل السلاح والنصر؟

وكيف بالأكثرية التي ما تزال ترى في إسرائيل «العدو»، ولسوف تظل تراه عدواً حتى لو صالحه عرب الهزيمة، الذين تواطأوا على المقاومة خلال الحرب، حين جاءوا إلى بيروت بإذن عبور إسرائيلي، وأصدروا بيانهم التافه الذي كاد يجهّل المعتدي، وحاول تجاهل دماء المجاهدين التي صنعت النصر!

برغم كل ذلك، ليس أقل من أن نتبادل التهاني في هذا «العيد»، بينما تثقل زماننا ذكريات النكسات وأخبار الفتن وانهيار الدول التي عجزت عن حماية وجودها بالقتال حيث يتوجب القتال: ضد العدو الإسرائيلي.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
طارق خلوف الشمري
2013-09-27
كان احد الفلاسفه يدور في الاسواق في وضح النهار ويحمل في يد ه مصباح مضيه فقالو له عن ماذا تبحث قال لهم ابحث عن انسان وها نحن الشعوب العربيه كلنا نبحث عن ذلك الانسان مثل السيد القائد حسن نصر الله اطال في عمره ونصره الله على اعدائه امين رب العالمين
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك