استعادت وحدات من الجيش العربي السوري السيطرة على قرى "بيت الشكوحي" و"كفرية "و "البلوطة" و"تلا" في الريف الشمالي من محافظة اللاذقية بعد تسلل أعداد كبيرة من المجموعات المسلحة يوم أمس إلى عدة قرى تتبع لناحية سلمى في ريف اللاذقية (ابو مكي، استربة، وبين، الحمبوشية، بارودة، النباتة والنبهان).
وقال مصدر ميداني مطلع في محافظة اللاذقية ان " تعزيزات عسكرية من مشاة وعربات الجيش السوري الثقيلة وصلت إلى مشارف القرى التي تسللت إليها عناصر ما يسمى "دولة الإسلام " و"جبهة النصرة " القادمة من الأراضي التركية"، مؤكداً "تمكن الجيش من استعادة مرصدي "بارودة " و"إنباتة " بعد السيطرة عليهما من قبل الميليشيات المسلحة واتخاذهما منصة لقصف المدنيين الآمنين وتهجيرهم من منازلهم".
ولفت المصدر في إلى أن "وحدات الجيش السوري تحرز تقدماً في القرى التي دخلتها الجماعات المسلحة بعد اشتباكات عنيفة على خطط التماس تخللها قصف لمواقع المسلحين هناك"، وأكد المصدر نفسه أن " وحدات الجيش صدت اليوم محاولة تسلل للجماعات المسلحة باتجاه مناطق "صلنفة " و"الحفة" تمهيداً للهجوم على مدينة اللاذقية"، مشيراً إلى أن" الاشتباكات العنيفة أسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المجموعات المسلحة التي يحمل معظم افرادها جنسيات عربية وأجنبية" .
وفي حلب قصفت "جماعات "جبهة النصرة" اليوم بـ 4 قذائف هاون الأحراش الزراعية في بلدة "نبل" بريف حلب ما أسفر عن وقوع أضرار مادية من دون تسجيل أي إصابات بشرية".
هذا وواصل الجيش العربي السوري توجيه ضرباته لمقرات المسلحين في قرى ريف حلب كـ"تل رفعت" و"الأتارب" ومحيط مطار منغ العسكري ، في حين أحبط عناصر حماية سجن حلب المركزي محاولة تسلل عناصر ما يسمى " الدولة الإسلامية في الشام والعراق" .
إلى ذلك واصل الجيش العربي السوري استهداف مقرات المسلحين في حي القرابيص بحمص القديمة، وتمكنت وحدات الجيش من السيطرة على البساتين الممتدة بين الغوطة وحي الوعر وحي القرابيص الاستراتيجية، كما سجلت اشتباكات في منطقة الزارة أسفرت عن مقتل مسلحين وإصابة آخرين بجروح
شهد ريف اللاذقية، منذ فجر أمس، واحدة من أعنف المعارك والاشتباكات التي تدور على أرضه، من بداية الحرب السورية، بين الجيش السوري من جهة وعشرات الكتائب المسلحة التي توحدت فيما بينها في إطار ما سمته "معركة أم المؤمنين عائشة" من جهة أخرى.
ويأتي على رأس هذه الكتائب التي أعلنت عن بدء المعركة تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة وأحرار الشام وصقور العز وكتائب الهجرة إلى الله وكتيبة المهاجرين وأنصار الشام وغيرها.
وقد برزت مشاركة تنظيم الدولة الإسلامية في هذه المعركة إلى جانب كتائب تابعة لميليشيا الحر وتحديداً إلى جانب وحدات من كتائب العز بين عبدالسلام الذي اتهم أمير الدولة في الساحل أبو أيمن العراقي بقتل قائدها أبو بصير كمال حمامي منذ أسابيع.
وقد كان لافتاً ما قاله مصدر من الدولة الإسلامية أنه "لولا مقتل أبو بصير لما أتيح لنا اليوم أن نخوض هذه المعركة" في إشارة منه إلى أن أبو بصير كان له دور سلبي في معاداة الدولة الإسلامية، وهو ما يطرح تساؤلات بخصوص العلاقة الجديدة بين الدولة الإسلامية وباقي الكتائب لاسيما وأن الأنباء المسربة عن محاكمة أبو أيمن العراقي توحي بأن القضية دخلت في متاهات التسوية بهدف إنهائها وإقفالها.
وبينما لا تزال الاشتباكات الدائرة تشهد كرّاً وفرّاً متبادلاً ينتقل من قرية إلى أخرى ومن تلة إلى تلة في مرتفعات ريف اللاذقية الوعرة، فإن سقوط عشرات القتلى من الجانبين خلال ساعات على بدء المعركة يدل على مدى شراسة هذه المعركة التي تعتبر الأكبر من حيث الخسائر المترتبة عنها في جبهة الساحل.
يشار إلى أن حرباً إعلامية خفية نشأت بين بعض الكتائب الإسلامية لاحتكار منصب قيادة المعركة وأي جهة يمثل، ففي حين أكدت صفحات جهادية تابعة لتنظيم الدولة أن قائد المعركة يتبع الدولة الإسلامية وأنه جرى الإجماع عليه من قبل جميع الكتائب المشاركة، فإن مقربين من حركة أحرار الشام أكدوا أن قائد المعركة يتبع الحركة، دون أن يذكر أي من الطرفين اسم القائد الذي يعنيه.
وبالعودة إلى الخسائر الناتجة عن المعركة، فقد أقرت الكتائب المشاركة بها بسقوط أعداد من القتلى تقدر بالعشرات في صفوفها،من بينهم جهاديين لهم وزن كبير، علاوة على بعض قادة الكتائب.
وكان الاسم الأبرز الذي ورد خبر مقتله في هذه المعركة الليبي محمد السعيد أبو معاذ، وهو من الأفغان العرب الذي قاتلوا في أفغانستان ثم في البوسنة، حيث كان يقاتل ضمن كتيبة صقور العز التي أخذت مؤخراً تستقطب عدداً لا باس به من جلاوزة الجهاد العالمي كان آخرهم نجم الدين آزاد وآخرين.
كما قتل كل من ابو حمزة المغربي أمير مأسدة الشام، وأبو عروة الليبي وهو قائد ميداني في تنظيم الدولة الإسلامية، وأبو رحمة الليبي وأبو أشرف التونسي وابو عبدالله التونسي والكويتي ناصر فالح الدوسري. وأصيب عدد كبير من "كتيبة الليبيين" عرف منهم " الشيخ عبد الرحمن غريب و المقداد الدرناوي وحاتم الصبراتى وأبو الحارث الزاوى.
إضافة إلى مقتل عدد من قادة الكتائب برز من بينهم أنس شيخاوي قائد كتيبة العزة لله التابعة لجبهة الأصالة والتنمية، و"وليد أوسي" الذي يعتبر من أوائل من أسسوا للعمل المسلح في الساحل السوري، والملازم أول المنشق "معتز مجهول الكنية" وهو قائد كتيبة تابعة لكتائب العز بين عبدالسلام، والشيخ قحطان حاج محمد من مدينة الحفة قائد لواء التوحيد في المنطقة، علاوة على إصابة الملازم أول أبو طلال قائد كتيبة أسد الله حمزة التابعة للهجرة الى الله وأربعة من عناصر الكتيبة.
من جانب آخر خسر الجيش السوري بحسب مصادر إعلامية حوالي عشرة شهداء، بينما سقط عدد مماثل من الشهداء في صفوف المدنيين جراء قيام المسلحين باستهداف القرى المحيطة بمنطقة الاشتباكات بقذائف الهاون والمدفعية بشكل عشوائي، إضافة إلى اكثر من مائة وعشرين مصاباً في صفوف المدنيين.
وكان أبرز من فقده الجيش السوري العميد الركن أيمن شكوحي في قريته بيت الشكوحي في ريف الحفة أثناء الاشتباكات. لكن مصدراً محلياً أكد لآسيا أن الشكوحي كان يقضي إجازة في منزله بعد قيادته لعملية عسكرية في حمص وقد هب للدفاع عن قريته لدى اندلاع الاشتباكات مما أدى إلى استشهاده.
وبحسب مصادر إعلامية فإن عدد الشهداء الذين سقطوا في صفوف الجيش بسبب الاشتباكات بلغ ثلاثة فقط، بينما سقط في صفوف جيش الدفاع الوطني حوالي ستة شهداء، علاوة على أحد عشراً قتيلاً في صفوف المدنيين وحوالي مائة وخمس وعشرين جريحاً من المدنيين جراء أعمال القنص والقصف من قبل الميليشيات المسلحة
وفي غرب البلاد، استمر القتال بعد سيطرة الجيش الحر على قرى تقطنها أغلبية من الطائفة العلوية في منطقة جبل الأكراد شمالي محافظة اللاذقية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن معارك عنيفة تجري في المنطقة، مشيرا إلى مقتل 20 من الجيش الحر و32 جنديا نظاميا في يومين من الاشتباكات.
وأضاف أن القوات النظامية استعادت قرية بيت الشكوحي، وهي واحدة من القرى التي سيطر عليها الجيش الحر في اليومين الماضيين، مشيرا إلى أن القوات النظامية وما يسمى جيش الدفاع الوطني الموالي لها يرسلان تعزيزات لصد هجمات مقاتلي المعارضة.
من جهتها قالت وكالة الأنباء السورية إن القوات النظامية استعادت قرى تلا وبيت الشكوحي وكفرية وقتلت هناك عشرات 'الإرهابيين' بينهم ليبيان وتونسيان.
واندلعت اشتباكات عنيفة مساء أمس الاثنين في حي برزة شمالي دمشق عندما حاولت القوات النظامية مجددا اقتحام الحي وفقا لشبكة شام.
ووقعت أيضا اشتباكات في مخيم اليرموك جنوبي المدينة، كما تجدد القتال في عدة بلدات بالغوطة الشرقية بريف دمشق بينها حرستا حسب المصدر نفسه. وحسب لجان التنسيق المحلية قتل عشرة جنود نظاميين في الاشتباكات بحرستا.
وقالت وكالة الأنباء السورية من جهتها إن القوات النظامية قتلت مسلحين بعضهم سعوديون أثناء الاشتباكات الدائرة في الغوطة الشرقية، وقتلت آخرين في حيّي القابون وجوبر بدمشق.
وتعرض الحيان وكذلك مخيم اليرموك وأحياء دمشق الجنوبية لقصف صاروخي ومدفعي، بينما قتل وجرح مدنيون في قصف على خان الشيح بريف دمشق الغربي، حسب شبكة شام. وقتل عشرات من الجيش الحر في محافظة الحسكة، بينما قتل مدنيون في الحول بريف حمص التي وصلتها تعزيزات من مقاتلي المعارضة.
1/5/13806
https://telegram.me/buratha