أكد نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في احتفال تأبيني في مجمع المجتبى "أننا نؤبن شهداءنا ورؤوسنا مرفوعة، لأنهم استشهدوا في سبيل الله تعالى، ومن أجل القضية المحقة لتحرير الأرض وعزة الإنسان وكرامة المسلمين".
وقال الشيخ قاسم "نحن اليوم نقاتل دفاعا عن مشروع المقاومة، ولا نقاتل من أجل أحد على الإطلاق، لا في الشرق ولا في الغرب ولا في الجوار ولا في الداخل ولا في أي مكان، نحن نقاتل دفاعا عن المقاومة لا دفاعا عن نظام ولا عن جماعة ولا عن فئة، ونبين الحقائق ونقدم الإثباتات، ولكن البعض لا يريد أن يرى الحقيقة، وأقول بصراحة نجحت إسرائيل في توزيع شهادات حسن سلوك على العرب وغيرهم الذين انخرطوا في توجيه خاطئ للبوصلة، فبدل أن يتجهوا إلى إسرائيل توجهوا إلى أمكنة أخرى، ادعاء منهم أنهم يعملون للأرض والحق وفي سبيل الله، وهم يعملون في سبيل الطاغوت".
وتابع: "نحن اليوم أمام حلف أميركي-إسرائيلي تكفيري يتناغم في ما بينه لتدمير سوريا المقاومة، التي نتمنى أن يتمكن شعبها مع كل القوى الفاعلة فيها من الخروج من هذا المأزق، والذي لا يمكن أن يخرجوا منه إلا بالحل السياسي وبالتفاهم، لأن عبث العابثين من كل مكان من أمكنة العالم سيؤدي إلى خراب هذا البلد.وليكن واضحا، بين نصرة أكلة الأحشاء وقاطعي الرؤوس أو نصرة المدافعين عن الأرض والحق والمقاومة، نحن مع المقاومة أمام مرأى العالم وعلى مسمع الجميع، أعجبهم ذلك أم لم يعجبهم، فلن نكون أبدا مع أولئك الذين يقطعون الرؤوس ويدمرون البلاد والعباد ويسيرون تحت الأوامر الأميركية والإسرائيلية في منطقتنا".
وقال: "كل الطواغيت في العالم وفي منطقتنا، مع أدواتهم، دخلوا إلى سوريا، لهم مساهماتهم حضورا وتسليحا وتمويلا وقتلا وتدميرا من أكثر من ثمانين دولة على مستوى العالم العربي والإسلامي، وعلى مستوى العالم، وحتى من الدول الأوروبية وأميركا. ماذا يفعل هؤلاء في سوريا؟ ماذا يريد هؤلاء الطواغيت من الاعتداء على الشعب الآمن في سوريا؟ فليتركوه لخياراته، ونحن عندما قمنا بواجبنا في الدفاع بوجه الطواغيت اجتمع طواغيت العالم ضدنا كموقف ضد المقاومة، وهذا أمر طبيعي لأنهم في مشروع آخر، ومشروعنا هو مشروع التحرير والكرامة والإنسانية".
وأوضح "أننا لا نستغرب هذه الحملة الدولية، لأننا رأيناها أيضا في عدوان تموز 2006، عندما بدأت تنظيرات الكثير من الطواغيت الذين قالوا إننا مغامرون، وإننا نأخذ لبنان إلى الدمار والخراب، بالله عليكم: ماذا يريدون منا؟ أن نسلم باجتياح إسرائيل؟ وأن نقبل بها على حدود العاصمة بيروت كما حصل في سنة 1982؟ بالله عليكم هل نتفرج على القصف والقتل وإيذاء الأطفال من أجل أن نكون وطنيين؟ هل نترك إسرائيل تقتطع جزءا من بلدنا ليكون مستعمرات لها حتى نكون من العقال الذين يقبلوننا في مجلس الأمن ويوزعون علينا مساعدات الأونروا في آخر الشهر؟ لا، لن نكون كذلك، وكما واجهنا طواغيت العالم في تموز 2006 بحقنا وأرضنا، كذلك نواجه اليوم طواغيت العالم في الدفاع عن مشروع المقاومة وهو دفاع مشروع، عجيب أمر هؤلاء! لا نسمع تعليقاتهم عن النحر وقتل الطفل ابن الخمسة عشر عاما، ولا نسمع تعليقاتهم عن إبادة قرية حطلة بكاملها من رجالها إلى أطفالها ونسائها، ولا نسمع تعليقاتهم عن قتل الأبرياء، وقتل المعتقلين بدم بارد، ولم نسمع تعليقاتهم عن شق الصدور والأحشاء وأكل ما في داخلها في بشاعة تذكرنا بشريعة الغاب، أين هي تعليقاتكم؟ هل أنتم راضون؟ يقولون: لا، ولكن لا نستطيع أن نتكلم حفاظا على وحدة الكلمة. مبروك عليكم وحدة الكلمة مع قاتلي البشر، مبروك عليكم هذا الانتماء لهذا الخط المنحرف، نحن نقول لهم: قبل أن تطالبوننا بأن نخرج من الموقع المقاوم في سوريا، طالبوا ثمانين دولة أن تخرج من الموقع الآثم في الاعتداء على سوريا وفي التمويل والتسليح لهذه الجماعات".
وأكد أن "قتالنا جزء لا يتجزأ من مشروع مقاومة إسرائيل، وذلك لحماية ظهرنا وموقع الإمداد للمقاومة، ومنع امتداد خطر إسرائيل إلى بيوتنا، وقطع التواصل بين الإرهابيين. وهذه قواعد نصرح بها، عجبا لمن ينصحنا بأن نقاتل إسرائيل، وهذا ما نفعله، ألا يخجل أمام شعبه والأجيال في اندكاكه في المشروع الذي يخدم إسرائيل؟ نحن لا نواجه مشروعا سنيا، بل نواجه مشروعا أميركيا إسرائيليا، ولا ننطلق إلا من دافع المقاومة، وليس لنا أي دوافع مذهبية، أما هؤلاء الذين يحرضون بطريقة مذهبية فهم فاشلون، وعاجزون لأنهم لا يستطيعون قول الحقيقة أمام شعوبهم، ماذا يقولون لشعوبهم وهم يحملون البندقية، وتسهل لهم إسرائيل، وتفتح لهم مستوصفاتها، وتقدم لهم المعونة، وتأتيهم الأسلحة الإسرائيلية، وتبارك لهم أميركا وأوربا لتدمير بلدهم؟"
وأضاف: "نحن قاتلنا بشرف لأننا كنا واضحين ولم نختبئ، كثير من الدول العربية والإقليمية تختبئ، وترسل الأسلحة والأموال وترتكب البشاعات من خلال أدواتها، ثم تحاول التنصل من هذا الأمر، وهذا ما يحصل مع بعض الأدوات الموجودة في لبنان. أما نحن فقاتلنا بشرف ولم نقتل الهاربين التزاما بإسلامنا وديننا، وساهمنا في نقل الجرحى الذين سقطوا في المعارك وهم من المقاتلين، لأن ديننا يأمرنا بألا نجهز على جريح، هذه أخلاقنا، نحن لا نتصرف خلاف هذه الأخلاق، وإن كانت المشاعر أحيانا تشد إلى أمور أخرى.نقول للناصحين: نظفوا بيوتكم أولا، وأغلقوا سفارات ومصالح إسرائيل في بلدانكم، وقدموا السلاح للمقاومة، لتكونوا في موقع النصح. أما موقعكم اليوم فهو الانحياز لمشروع معادي للأمة، ونحن ننصحكم أن تكونوا مع المقاومة ومؤيديها ضد إسرائيل، فهذا هو المستقبل المشرف لكم ولكل الأمة، فلا تقيسوا اليوم على الأجواء الملبدة والضاغطة في هذه اللحظة، فهي ضوضاء سرعان ما تسقط وتنقشع، فيحصحص الحق، وتنتصر المقاومة كما انتصرت دائما بحمد الله تعالى".
وتابع: "بدأنا نسمع دعوات الحرص على لبنان، الحريص على لبنان لا يخضع للاملاءات الأميركية بواجهة الدفاع عن المؤسسات الدستورية، ولا يقف في خندق واحد مع المشروع الأميركي الإسرائيلي التكفيري، ولا يحرض ليل نهار على الفتنة المذهبية، ولا يبرر لكل المخالفات الإرهابية والقضائية والسياسية والقانونية، ولا يبتلع لسانه في عدم انتقاد حلفائه وهم يأخذون لبنان إلى الفوضى ويعطلون المؤسسات ويربطون مصيره بتطورات الوضع السوري".
ورأى أن "صراخهم مرتفع لأن مشروعهم أصيب بنكسة كبيرة، فمشروعهم سوريا أولا، والحضور إلى لبنان عبر مطار سوريا، يخطئ سعد الحريري كثيرا عندما يبحث عن مستقبله السياسي على إيقاع المشروع الأميركي-الإسرائيلي، وعندما يحرض مذهبيا، وعندما يرفض حكومة الوحدة الوطنية، وعندما يدعم الإرهابيين في لبنان وسوريا.لطالما قالوا لنا في بعض المجالس الخاصة ومن خلال بعض الأصدقاء: إذا أردتم أن نريحكم في لبنان أعطونا كل شيء ولا تنتقدونا في شيء، وإلا نسلط عليكم التكفيريين! وعندها اختاروا أيهما أفضل نحن أم هم؟ أقول لهؤلاء: أنتم مخطئون إن كنتم تظنون أنهم معكم، ستعانون منهم قريبا إن شاء الله وستلعنون الساعة التي كنتم معهم فيها، فإذا ظننتم أنكم تقودونهم فهم يقودونكم وبلا حبل قيادة بل في منزلق لا توقف معه على قاعدة عقلية هؤلاء الذين يكرهون أنفسهم بعد حين فكيف يحبونكم وكيف ينقذونكم".
وختم: "لقد سمينا الرئيس تمام سلام لحكومة وحدة وطنية، ومسؤوليته أن يكون أمينا على التأليف، وأن يؤلفها منسجمة مع الإجماع الوطني، وهي لا تكون كذلك إلا بحسب أحجام القوى السياسية في المجلس النيابي، ولسنا مستوزرين لنأخذ حصة هامشية لا تؤثر في القرارات، ولذا مشروع 8-8-8 في الحكومة مرفوض تماما الآن وفي كل آن آت في المستقبل، وهذا المشروع لا يمثل حكومة الوحدة الوطنية وهو مرفوض تماما منا، نحن نوافق على حكومة سياسية مبنية على الشراكة في داخل الحكومة، وأن يكون لنا مع حلفائنا رأي وازن، ولا نقبل أن نكون تكملة عدد في الحكومة، ولا نعتقد أن مصلحة لبنان إلا بحكومة الوحدة، أتمنى أن لا يرتكبوا أخطاء في تشكيل الحكومة لأن هذا البلد يحتاج إلى تظافر الجهود، أما الذين يصرخون كثيرا من أجل أن يوزعوا الأدوار والمناصب فهم ليسوا في موقع أن يوزعوا أدوارا على أحد".
https://telegram.me/buratha