دعا الأردن وايران اليوم الى ايجاد حلّ سياسي للأزمة السورية، فيما حذرت طهران من الفراغ الذي قد تنعكس آثاره السلبية على جميع دول المنطقة.
وقال وزير الخارجية الإيراني علي صالحي في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في عمان "نحن نعتقد بأن الأزمة السورية يجب أن تحلّ بشكل سلمي وبشكل سوري-سوري وعلى الشعب السوري أن يحدد مصيره المستقبلي بنفسه". وأضاف صالحي "نحن نؤمن بوحدة الأراضي السورية وبالمتطلبات المشروعة للشعب السوري، الشعب السوري يجب أن يعيش مثل بقية الشعوب التي تحظى بالديمقراطية، لذلك طلبنا من المعارضة أن تجلس مع الحكومة وأن يشكلوا حكومة انتقالية وأن يحدد السوريين أنفسهم مستقبلهم".
وشدد صالحي "نحن نرفض أي حل يفرض من الخارج ونرفض أي تدخل اجنبي في سورية، فلقد رأينا ما حصل في بعض الدول نتيجة التدخل الأجنبي لذلك نحن لا نريد أن يعيد التاريخ نفسه مرة اخرى في سورية". وحذر وزير الخارجية الإيراني أنه "لا سمح الله لو حصل أي فراغ في سورية فإن هذه التداعيات السلبية ستنعكس على جميع الدول ولا يدري أحد ما الذي سيجري بعدها وما ستكون عليه تلك النتائج".
ورأى صالحي أن "الشعب السوري يعاني الكثير وهناك عبء كبير ايضاً على الدول المجاورة نتيجة وجود اللاجئين السوريين" على اراضيها. كما أكد صالحي "نحن مستعدون وحسب امكانياتنا المتواضعة أن نساعد اخواننا في الأردن من الناحية المالية لكي نخفف ولو قليلا من العبء الموجود في هذه القضية". وأعرب صالحي عن أمله في تشكيل لجنة سياسية ايرانية-أردنية مشتركة "حتى نكون على اتصال وتشاور دائم حول الأمور التي تحصل في المنطقة". وأضاف صالحي "علينا أن نكون على اتصال وتشاور دائم، ولا مفرّ من ذلك لأن التداعيات سوف تنعكس علينا، لذلك علينا أن نسعى بكل ما بوسعنا أن نخفف من السلبيات التي ممكن أن تنتج عن هذه التطورات ونزيد من الايجابيات"، مشيراً الى أن "العقلانية والحنكة والحكمة السياسية هي من الأمور الضرورية في وقتنا الراهن".
جودة: حل الأزمة السورية يكون من خلال حل سياسي شامل
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة على "موقف الأردن الثابت بضرورة وقف هذا العنف والقتل ومسلسل سيل الدماء، وضرورة الدخول في مرحلة انتقالية تضمن حلاً سياسياً شاملاً تشارك فيه كل مكونات الشعب السوري العريق بشكل يحافظ على وحدة سورية الترابية وكرامة الشعب السوري الأصيل". وأضاف جودة "نحن نؤمن بالحوار والقنوات المفتوحة مع الجميع ومواقفنا مبدئية وثابتة ونعبر عنها بكل صراحة وبكل وضوح".
وأوضح جودة "يجب أن نكون جميعاً جزءاً من الحل في هذا الإطار"، مشيراً الى أن "هناك جهوداً تبذل وهناك اجتماعات الآن مكثفة من قبل المعنيين"، دون أن يعطي المزيد من التفاصيل. وقال وزير الخارجية الأردني "أكدنا ضرورة الإستمرار في هذا الحوار، وضرورة التأكيد على كل ما هو مطلوب للخروج من الأزمة السورية التي وقع بسببها عشرات الالاف من الضحايا". ووصل صالحي إلى العاصمة الأردنية، مساء أمس، على رأس وفد دبلوماسى رفيع المستوى، فى زيارة تستغرق يومين يلتقى خلالها عددا ًمن كبار المسؤولين فى عمان؛ لبحث القضايا الإقليمية فى المنطقة، وعلى رأسها الملف السوري.
https://telegram.me/buratha