الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في کتاب مسند الإمام الجواد أبي جعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام للشيخ عزيز الله العطاردي: قام إلى الامام الجواد عليه السلام رجل من القوم فقال له: ما تقول في رجل قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء؟ قال: طلقت ثلاث دون الجوزاء. فورد على الشيعة ما زاد في غمهم و حزنهم، ثم قام إليه رجل آخر فقال: ما تقول في رجل أتى بهيمة؟ قال: تقطع يده و يجلد مائة جلدة و ينفى. فضج الناس بالبكاء و كان قد اجتمع فقهاء الأمصار فهم في ذلك إذ فتح باب من صدر المجلس و خرج موفق. ثم خرج ابو جعفر و عليه قميصان و ازار و عمامة بذؤابتين، احداهما من قدام و الاخرى من خلف و نعل بقبالين فجلس و أمسك الناس كلهم، ثم قام إليه صاحب المسألة الاولى فقال: يا ابن رسول اللّه ما تقول فيمن قال لامرأته أنت طالق عدد نجوم السماء؟ فقال له: يا هذا اقرأ كتاب اللّه قال اللّه تبارك و تعالى "الطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ" (البقرة 229) في الثالثة قال: فان عمك افتاني بكيت و كيت، فقال: يا عم اتق اللّه و لا تفت و في الامة من هو اعلم منك.
وفي مناظرة مع المأمون يقول الشيخ العطاردي في كتابه: قال يحيى بن اكثم للمأمون: أ تأذن لي يا أمير المؤمنين ان أسأل أبا جعفر؟ فقال له المأمون: استأذنه في ذلك، فأقبل عليه يحيى بن أكثم فقال: أتأذن لي جعلت فداك في مسئلة؟ قال له أبو جعفر عليه السلام: سل ان شئت. قال يحيى: ما تقول جعلني اللّه فداك في محرم قتل صيدا؟ فقال له أبو جعفر عليه السلام: قتله في حلّ أو حرم، عالما كان المحرم أم جاهلا، قتله عمدا أو خطاء، حرّا كان المحرم أم عبدا، صغيرا كان او كبيرا، مبتدئا بالقتل أم معيدا، من ذوات الطّير كان الصّيد أم من غيرها، من صغار الصّيد كان أم من كباره، مصرّا على ما فعل أو نادما، في الليل كان قتله للصّيد أم نهارا، محرما كان بالعمرة اذ قتله أو بالحج كان محرما، فتحيّر يحيى بن اكثم و بان في وجهه العجز و الانقطاع، و لجلج حتّى عرف جماعة أهل المجلس امره. فقال المأمون: الحمد للّه على هذه النّعمة و التّوفيق لي في الرّأي، ثم نظر الى أهل بيته و قال لهم: أ عرفتم الآن ما كنتم تنكرونه؟ ثمّ اقبل على أبي جعفر عليه السلام فقال له: أ تخطب يا أبا جعفر؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، فقال له المأمون: اخطب جعلت فداك لنفسك، فقد رضيتك لنفسي و انا مزوّجك أمّ الفضل ابنتي، و ان رغم قوم لذلك، فقال أبو جعفر عليه السلام: الحمد للّه اقرارا بنعمته و لا إله الا اللّه اخلاصا لوحدانيّته و صلّى اللّه على محمّد سيّد بريّته و الأصفياء من عترته. أمّا بعد فقد كان من فضل اللّه على الأنام، ان أغناهم بالحلال عن الحرام، فقال سبحانه: "وَ أَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ وَ الصَّالِحِينَ مِنْ عِبادِكُمْ وَ إِمائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ" (النور 32). ثمّ انّ محمّد بن عليّ بن موسى يخطب أمّ الفضل بنت عبد اللّه المأمون و قد بذل لها من الصّداق مهر جدّته فاطمة بنت محمد عليهما السلام، و هو خمسمائة درهم جيادا، فهل زوّجته يا أمير المؤمنين بها على هذا الصّداق المذكور؟ قال المأمون: نعم قد زوجتك يا أبا جعفر أمّ الفضل ابنتي على الصّداق المذكور، فهل قبلت النّكاح؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: قد قبلت ذلك و رضيت به، فأمر المأمون ان يقعد النّاس على مراتبهم في الخاصّة و العامّة.
ما روى عنه في رسول اللّه صلى اللّه عليهما يقول الشيخ عز الله العطاردي: الصفار قال: حدّثنا احمد بن محمد بن ابي عبد اللّه البرقي عن جعفر بن محمّد الصوفي قال: سألت ابا جعفر عليه السلام محمّد بن عليّ الرّضا عليه السلام و قلت له: يا ابن رسول اللّه لم سمّى النبيّ الاميّ؟ قال: ما يقول الناس؟ قال: قلت له: جعلت فداك يزعمون إنمّا سمّى النبيّ الاميّ لانّه لم يكتب. فقال: كذبوا عليهم لعنة اللّه انّى يكون ذلك و اللّه تبارك و تعالى يقول في محكم كتابه "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَ يُزَكِّيهِمْ وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ" (الجمعة 29). فكيف كان يعلّمهم ما لا يحسن و اللّه لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقرأ و يكتب باثنين و سبعين او بثلاثة و سبعين لسانا و إنمّا سمّى الامّي لانّه كان من اهل مكّة و مكّة من امّهات القرى و ذلك قول اللّه تعالى في كتابه "لتنذر أمّ القرى و من حولها" (الشورى 7).
عن القائم من أهل البيت يقول الشيخ العطاردي: عن الصدوق، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد الشيبانيّ (رضي الله عنه) قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ، عن سهل بن زياد الأدميّ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنيّ قال: قلت لمحمّد بن عليّ بن موسى (عليهم السلام): إنّي لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمّد الّذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما. فقال عليه السلام: يا أبا القاسم: ما منّا إلّا و هو قائم بأمر اللّه عزّ و جل، و هاد إلى دين اللّه، و لكنّ القائم الّذي يطهّر اللّه عزّ و جلّ به الأرض من أهل الكفر و الجحود، و يملأها عدلا و قسطا هو الّذي تخفى على الناس ولادته، و يغيب عنهم شخصه، و يحرم عليهم تسميته، و هو سميّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و كنيّه. و هو الّذي تطوي له الأرض، و يذلّ له كلّ صعب و يجتمع إليه من أصحابه عدّة أهل بدر: ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، من أقاصي الأرض، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: "أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" (البقرة 148). فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر اللّه أمره، فإذا كمل له العقد و هو عشرة آلاف رجل خرج بإذن اللّه عزّ و جلّ، فلا يزال يقتل أعداء اللّه حتّى يرضي اللّه عزّ و جلّ. قال عبد العظيم: فقلت له: يا سيّدي و كيف يعلم أنّ اللّه عزّ و جلّ قد رضي؟ قال: يلقي في قلبه الرّحمة، فإذا دخل المدينة أخرج اللّات و العزّى فأحرقهما.
وعن نزول آية قرآنية يقول الشيخ عز الله العطاردي في كتابه: عن محمد بن الحسن البراني قال: حدثني الفارسي يعني ابا عليّ عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عمن حدثه قال: قال: سألت محمد بن عليّ الرضا عليه السلام عن هذه الآية "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خاشِعَةٌ * عامِلَةٌ ناصِبَةٌ" (الغاشية 2-3) قال: نزلت في النصاب و الزيدية و الواقفة من النصاب.
https://telegram.me/buratha