الدكتور فاضل حسن شريف
بسم الله الرحمن الرحيم "فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم" (البقرة 37) عن ابن عباس الكلمات هي سأل ربه التوبه بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين. بسم الله الرحمن الرحيم "وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ" (البقرة 43) عن ابن عباس والترمذي الحنفي والمحدث الحنبلي وابن مردويه ان الاية نزلت في رسول الله وعلي بن ابي طالب. بسم الله الرحمن الرحيم "واستعينوا بالصبر والصلاة وانها لكبيرة الا على الخاشعين" (البقرة 45) وردت في شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ان الخاشعين هما رسول الله وعلي بن ابي طالب. بسم الله الرحمن الرحيم "امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله" (البقرة 285) روى الفقيه الخوارزمي الحنفي والحمويني الشافعي عن ابي سلمى ان المؤمنين هم علي بن ابي طالب والائمة من بعده.
روى القندوزي باسناده عن المفضل قال: (سألت جعفر الصادق عليه السّلام عن قوله عزّوجل: "وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَات" (البقرة 124) الآية، قال: هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه وهو انه قال: يا رب اسألك بحق محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين الا تبت علي فتاب عليه أنه هو التوّاب الرحيم. فقلت له: يا ابن رسول الله فما يعني بقوله "فَأَتَمَّهُنَّ" قال: يعني اتمهن الى القائم المهدي، اثنا عشر اماماً تسعة من ولد الحسين. واستدل العلامة الحلي في منهاج الكرامة بهذه الآية والرواية. فقال: «وهذه فضيلة لم يلحقه احدٌ من الصحابة فيها، فيكون هو الإمام، لمساواته النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم في التوسل به إلى الله تعالى).
جاء في كتاب من عنده علم الكتاب للشيخ جلال الدين الصغير: آيات أخرى شاهدة على شاهدية أمير المؤمنين عليه السلام في روايات المعصومين نتعرض هنا ضمن عجالة من الوقت وضيق من الحيز، إلى ما وعدنا من قبل بالحديث عن الآية القرآنية: "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17) وكونها تمثل المصداق التفسيري لآية: "وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ" (الرعد 43)، وكذا الآية الكريمة: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا" (البقرة 143)، وسنقتصر في الحديث على ما ورد في الروايات الصحيحة والموثوقة لأهل البيت عليه السلام في تفسيرها والله نعم المستعان. علي الشاهد الذي يتلو من كان على بينة تقدم الآية القرآنية الكريمة: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه" (هود 17) الدليل الدامغ على هوية شاهد آية سورة الرعد، وقد تعاضدت روايات أهل البيت عليهم السلام وكذا روايات غيرهم، على ذكر الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بعنوانه شخص هذه الآية فقد روى ثقة الإسلام الكليني قدس الله أنواره موثوقة الحسين بن محمد، عن المعلى بن محمد، عن الحسن بن علي، عن أحمد بن عمر الحلال قال: سألت أبا الحسن عليه السلام عن قول الله عز وجل: "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17) فقال: أمير المؤمنين صلوات الله عليه الشاهد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم, ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بينة من ربه. وفي معتبرة محمد بن الحسين بن الحسين، عن عبد الله بن حماد، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لو كسرت لي وسادة فقعدت عليها لقضيت بين أهل التوراة بتوراتهم وأهل الإنجيل بإنجيلهم وأهل الزبور بزبورهم، وأهل الفرقان بفرقانهم بقضاء يصعد إلى الله يزهر، والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار إلا وقد علمت فيمن أنزلت، ولا ممن مر على رأسه المواسي من قريش، إلا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار، فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما الآية التي نزلت فيك؟ قال له: أما سمعت الله يقول: "أَفَمَن كَانَ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17)؟ قال: رسول الله على بينة من ربه، وأنا شاهد له في وأتلوه معه. وقد روى سليم بن قيس في كتابه عن أمير المؤمنين قوله لمن سأله عن الذي قال الله: "وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ" (هود 17) فقال: أنا.
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: لا يزال الناس ينقصون حتى لا يقال الله. فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه، فيبعث الله قوما من أطرافها، يجيئون قزعا كقزع الخريف، والله إني لأعرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم، وهم قوم يحملهم الله كيف يشاء، من القبيلة الرجل والرجلين حتى بلغ تسعة فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر، وهو قول الله: "أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا" (البقرة 148) حتى أن الرجل ليحتبي فلا يحل حبوته حتى يبلغه الله ذلك.
عن موسوعة الامام الخوئي للسيد أبوالقاسم الخوئي: و صحيحة محمد بن قيس عن أبي جعفر عليه السلام (قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول: من صام فنسي فأكل وشرب فلا يفطر من أجل أنّه نسي، فإنّما هو رزق رزقه اللََّه تعالى فليتمّ صيامه) إلى غير ذلك من الروايات. و هذه الروايات وإن كان موردها الأكل والشرب والجماع، ولم ترد في غيرها من المفطرات مثل الارتماس ونحوه، إلّا أنّه لا بدّ من إلحاق الباقي بما ذكر، لأجل التعليل المذكور فيها، كما في صحيحتي ابن قيس والحلبي، فيظهر أنّ هذا حكمٌ لجميع المفطرات، على أنّ أساس الصوم متقوّم بالاجتناب عن الأكل والشرب والجماع، وكلّ ذلك مذكور في القرآن، قال تعالى "كُلُوا وَ اِشْرَبُوا" (البقرة 187)، وقال تعالى "أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ اَلصِّيََامِ اَلرَّفَثُ" (البقرة 187)، فإذا كان الحكم ثابتاً في الأساس بمقتضى هذه النصوص المشتملة على كل ذلك ففي غيره بطريقٍ أولى، للقطع و أمّا مع السهو وعدم القصد فلا توجبه. من غير فرق بين أقسام الصوم من الواجب المعيّن والموسّع والمندوب. ولا فرق في البطلان مع العمد بين الجاهل بقسميه والعالم.
جاء في كتاب الامام علي عليه السلام سيرته وقيادته في ضوء المنهج التحليلي للمؤلف محمد حسين علي الصغير: عن حوار علي مع عمر حول رجم امرأة، قوله تعالى "وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَة " (البقرة 233). فإذا تممت المرأة الرضاعة، وكان حمله وفصاله ثلاثين شهراً،كان الحمل ستة أشهر. وكان هذا حكم الله من كتاب الله، فكررها عمر قائلاً: (لولا عليّ لهلك عمر) وأضاف إليها وفي مجالات آخر: (لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن). ونزلت بعمر نازلة قام لها وقعد ـ كما يروي ذلك ابن أبي الحديد ـ فقال عمر لمن عنده: ما تقولون في هذا الأمر،فقالوا أنت المفزع مقضب وقال"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا" (الاحزاب 70) أما والله إني وإياكم لنعلم ابن بجدتها والخبير بإدارتها، فقالوا: كأنك أردت علي بن أبي طالب، فقال: وأنى يعدل بي عنه وهل طفحت حرة بمثله؟ قالوا فلو دعوته يا أمير المؤمنين: فقال: هيهات إن هناك شمخاً من هاشم، وإثرة من علم، ولحمة من رسول الله، إن علياً يؤتى ولا يأتي، فامضوا بنا إليه، فمضوا نحوه، فألفوه في حائط له عليه تبّان، وهو يركل مسحاته ويقرأ "أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى" (القيامة 36) ودموعه تنهمل على خديه، فأجهش الناس لبكاءه وسأله ابن الخطاب عن تلك الواقعة، فأجاب علي، فقال عمر: (أما والله لقد أرادك الحق، ولكن أبى قومك). فقال علي عليه السلام: خَفضّ عليك. من هنا ومن هنا: "إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا" (النبأ 17). فوضع عمر إحدى يديه على الأخرى وأطرق إلى الأرض، كأنما ينظر في رماد.
https://telegram.me/buratha
