الدكتور فاضل حسن شريف
عن علوم القرآن للسيد محمد باقر الحكيم: الروايات التي تدل على وقوع الزيادة والنقصان معا في القرآن الكريم وان طريقة جمع القرآن أدت إلى وضع بعض الكلمات الغريبة من القرآن مكان بعض الكلمات القرآنية الأخرى كما ورد ذلك في النصين التاليين: 1 - عن حريز عن أبي عبد الله عليه السلام (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين). 2 - عن هشام بن سالم قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قوله تعالى: "ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران" (آل عمران 33). قال: هو آل إبراهيم وآل محمد على العالمين فوضعوا اسما مكان اسم. ويناقش هذا القسم من الروايات بما يلي: أولا: إن الأمة الاسلامية بمذاهبها المختلفة أجمعت على عدم وقوع التحريف في القرآن الكريم بالزيادة، إضافة إلى وجود النصوص الكثيرة الدالة على عدم وجود مثل هذا التحريف. ثانيا: إن هذا القسم يتنافى مع الكتاب نفسه. وقد أمر الأئمة من أهل البيت عليهم السلام بلزوم عرض أحاديثهم على الكتاب الكريم، وان ما خالف الكتاب فيضرب عرض الجدار.
قال الله تعالى "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (ال عمران 169) جاء في صفحة مقالات / وكالة انباء براثا عن الزعيم الذي مات حتف وطنيته في ذكرى شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم خفايا واسرار تنشر لاول مرة المنشور في جريدة المستقبل العراقي: الحكيم لم يمت فهو حي بتراثه ونبله وجهاده الطويل وحرصه وشفافية قلبه وجرأته في الحق وعقليته القيادية الكبيرة وسطوع شروط وجوده الانسانية التي كانت تحرص دائماً على استثمار كل الوقت من اجل انجاز مهمة تحرير كل الوطن.. كنت معه في زيارته لبيروت التقى خلالها الرئيس اللبناني اميل لحود واجرى لقاءات تلفزيونية واسعة وزار جماعة العلماء المسلمين اللبنانيين ثم عقد مؤتمر صحفي في نقابة الصحافة اللبنانية عشيتها قال النقيب محمد بعلبكي (اليوم نستقبل رجل مجاهد من جبل عامل فجزء من اية الله الحكيم لبناني والجزء الاخر عراقي) فما كان من الامام السيد الا ان ابتسم وطلب الاعتذار من اخوانه العراقيين لانه بهذا المؤتمر الصحفي جرى الحديث عن جزئه اللبناني. الحكيم خسارة عراقية بامتياز ولو كان بيننا اليوم لما كان وضعنا العراقي على ماهو عليه اليوم.. ان دوره السياسي وحجمه الديني ومكانته بين الفقهاء والمرجعيات الدينية وتأثيره المباشر في الجماعات السياسية واهل الحكم تمنحه ريادة من نوع خاص وتعطيه جاذباً مختلفاً يجعله صاحب مبادرة عصية على الفشل عكس المبادرات التي تولد وتموت في مهدها بسبب شدة الخلاف واشتداد الازمة وغياب الراس. وتلوذ الدولة باكنافه كما يلوذ الحجيج باكناف الكعبة على ان الذين استهدفوه واختطفوا جسده انما استهدفوا الدور واختطاف المكانة وترسيخ لغة الاغتيال والخوف واستئصال الرأس كي تسهل عملية القضاء على مشروع التجربة الوطنية الديمقراطية الحديثة في العراق لكن الشهادة تأصيل لا استئصال. بذكرى استشهاده نؤبن الدور الغائب والمكانة المميزة التي بهت لونها بأختطاف مكانته ودوره في الساحة العراقية ومن الصعب على ساحة مكبلة بالخلاف السياسي والتنازع على المواقع والامتيازات والمنافع الاجتماعية وجوازات السفر الدبلوماسية ان تنجب قائداً بحجمه ودوره ومكانته وهي بحاجة حتى تنجب هذا القائد ان تمر بدورة زمينة كاملة قد تستغرق السنوات التي قضاها في المنفى (ربع قرن) وبهذا يمكن ان تتحول الشهادة في امة تبكي اكثر مما تعي عطاءات الشهداء الى مجلس فاتحة عظيم للندب وجلد الذات. سلام عليك في الخالدين المخلصين القادرين بعد موتهم على استيلاد الحياة لان الشهادة حياة واستمرار وخلود.
قال الله تعالى "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ" (ال عمران 169) جاء في موقع أقلام المرجع عن طريق الشهادة للكاتب لؤي الموسوي: تعبيد السُبل ليس بالآمر السهل ولا يكون مُكللاً بالزهور، ولابد من ثمن لتعبيده. رسالة السماء السمحاء في هديّ البشرية منذ بدء الخليقة، دفع ضريبتها الأنبياء والرسُل والأوصياء ومن سار بهذا الدرب دِماء طاهرة. تأريخ العراق ارتبط ارتباطاً وثيقاً مع الدِماء، وثورة الإمام الحسين "عليه وأله أفضل الصلوات" لأجل الإصلاح فيما أفسده الظالمون من حُكام الجور، فكان ضريبة تصديه، دمه الطاهرة مع اهل بيته وأنصاره، ولهذا اتخذ الثأرون من سبط النبي مناراً ينير درب الأحرار وعزيمة لمواجهة الأخطار. الأنظمة لم تقم الا بالدماء ولا نريد الذهاب بعيداً، فمنذ تأسيس الدولة العراقية 1921 لم يستقر العراق سياسياً وأمنياً وأقتصادياً، ويعود ذلك تارةً للإنقلابات، وتارة يكون بنزوات الحكام فيه، لهذا نجد أن العراق بهذا التذبذب والتقلب.. سيما بعد إنتقال الحكم فيه من ملكي إلى جمهوري خصوصاً فترة حكم البعث. جرت حروب خارجية بالإنابة بسبب نزوات قائد الضرورة، الذي تميزت فترة حُكمه بالجور والظُلم والقمع، للشعب العراقي وبالخصوص لمناطق الوسط والجنوب، عن طريق الإعدامات والأغتيال وتغييب عشرات الآلاف في غياهب السجون، والتهجير القسري لمن اوصفهم النظام بالتبعية لهذه الدولة وتلك. أكمل النظام ظلمه بقتله لرجال الدين، ما بين مرجع واستاذ وطالب علم، وكفاءات علمية ووطنيين.. ولم يسلم من ظلمه الطفل الرضيع كما في عمليات الأنفال. ولم يقتصر على ذلك بل أراد تصفية أسر علمية حوزوية واكاديمية، فضلاً عن قمعه للأنتفاضة الشعبانية التي أندلعت بعد غزوه للكويت، والتي ثار فيها ثلثي العراقيين بوجه نظام البعث العفلقي، الذي اذاقهم والعراق الظُلم والطغيان. انبرى الأحرار وفي طليعتعم رجال الحوزة العلمية، ومن الأسر التي يشار لها بالبنان والتحق بركبهم عشاق الحُرية، وكان بيت مرجع الطائفة آنذاك الإمام الحكيم اول من تصدى للبعث والتحقت بركبه البيوت العلمية الأخرى، وكان من رجالات الحوزة البارزين والمعروف في نشاطه وتصديه منذ نعومة أظفاره آية الله المجاهد محمد باقر الحكيم الذي كان عضد الشهيد محمدباقر الصدر في حركته ضد المد الشيوعي والبعثي. تصدى الشهيد الحكيم للبعث منذ ريعان شبابه عندما كان داخل العراق، وبسبب نشاطه المميز وحضوره الفاعل وتاثيره على الأوساط الشعبية اثار خوف نظام بغداد، مما دفع الأخير إلى اعتقاله مرات متكررة وصدرت بحقه احكام مختلفة ما بين المؤبد والأعدام. وبعد الضغط الجماهيري أفرج عنه، ولهذا طلب الشهيد الصدر من شهيد المحراب مغادرة العراق ليمارس نشاطه الكفاحي من هنالك لكي لا تتم تصفيته. لكن وما أن اقدم نظام البعث على أعدام الشهيد محمد باقر الصدر في عام 1980، أضطر الشهيد الحكيم للهجرة من العراق ليبدأ مشواره الجهادي من هناك، بعد ان ضيق عليه من الداخل، ومن هنا بدء تأريخ جديد للشهيد الحكيم في كفاحه ضد صدام وحزبه.. حيث أعلن وبشكل صريح وواضح، عن مواجهة نظام صدام مقتدياً بجده الإمام الحُسين، مردداً كلمته {هيهات منا الذلة ومثلي لا يُبايع مثله}.. اثر ذلك قرر نظام البعث تصفية كل من يخالفه ولو بالإشارة، وبما أن الحكيم اعلنها امام الملأ، حاول تصفية أسرة الإمام الحكيم ومن له صلة بهم، فكال التهم جزافاً لهم ما بين العمالة للأجنبي كما هو الحال بالشهيد مهدي الحكيم الذي أغتيل في الخرطوم، وما بين من لا يؤمن بفكر البعث، فتمت تصفيته. وفي ليلة واحدة تم أعتقال قرابة السبعين وتم تصفيتهم جميعاً على شكل وجبات، لأجل الضغط على محمد باقر الحكيم للرجوع عن معارضته للنظام، وان دل على شيء فهو يدل، على ان معارضة الحكيم ونشاطه الكفاحي ضد حزب البعث، كان له صدى مما سلب الراحة منه. كان الحكيم هو الاسم الوحيد الذي ذكره صدام في جلسة علنية، وسبقتها سرية رغم طغيان صدام وغروره.. فالحكيم خصمه الوحيد الذي له الآثر البالغ من داخل العراق وخارجه. إستطاع الشهيد الحكيم بكفاحه الذي لم يقتصر على حمل السلاح، وإنما أستخدم الكلمة بفضح النظام في المحافل الدولية، ارتكابه المجازر بحق الشعب العراقي، لان النظام في بغداد عتم على الإعلام بشكل كامل، وكان يتحكم بالمنابر الإعلامية كما يشاء، لهذا وضفه لمنافعه.. ولا يستطيع من في الداخل نقل الصورة للعالم لانه ستتم تصفيته باللحظة، ولهذا كانت مرآة الشعب المظلوم عبارة عن جهاد الشهيد الحكيم. طريق الحق والتحرر من قيود حُكام الجور ليس معبدا بالزهور، ولابد لمن سلك هذا الدرب من التضحية وهو ثمن باهض جداً، يحمل الصعاب؛ كالتعذيب والسجون تارة وتارةً أخرى الهجرة، يعقب تلك الخشونة نعيم دائم مكلل في الخلود في الدنيا والرحمة الإلهية متمثلة الفوز في الجنان. لهذا عشق شهيد المحراب درب التضحية والشهادة، وأنه ليعلم علم اليقين ان من سلك هذا الطريق ستكون ضريبته في آخر المطاف دماءه.. ولهذا دفع شهيدنا الثمن غاليا، ما بين أهآت احباءه في غياهب السجون وما بين دماءه الطاهرة من أهل بيته وانصاره.
https://telegram.me/buratha