طاهر باقر
عض الحكَم تُغني عن كلام كثير وبعض القصائد تُغني عن خطب كثيرة وقصيدة "سفرة الى الله" تُغني عن عشرات المحاضرات لانها تحتوي على كافة المعاني والمبادئ التي ضحى من اجلها الامام الحسين عليه السلام، واولها ان السفرة التي يقوم بها زوار الاربعين هي سفرة الى الله وهي تتجه الى نفس اتجاه السفرة التي قام بها الامام الحسين عليه السلام واريقت من اجلها دماؤه الطاهرة ودماء اهل بيته فقد كانت سفرته الى الله مما يلخص فكرة في غاية الوضوح هي ان طريق الحسين هو طريق الى الله.
القصيدة هي عمل مشترك للشاعر البارع مصطفى العيساوي والرادود المبدع حيدر البياتي وقد تم تركيبها مع الكثير من افلام الفيديو، منها فيلم "من الاعظمية الى كربلاء" وتظهر فيه عدد من الاخوات اللاتي ينتمين الى مذهب اهل السنة وهن يؤدين الصلاة في صحن الامام الحسين عليه السلام اضافة الى فيلم الزيارة التي قامت بها الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت، الى مرقد الامام الحسين عليه السلام في كربلاء المقدسة.
الذي استوقفني في هذا المشهد هي التعليقات التي كتبها الاشخاص الذين شاهدوا تلك الافلام واستمعوا الى القصيدة عبر موقع "يوتيوب " الشهير، فالتعليقات تأخذك الى عالم جميل اروع ما يمكن ان يتخيله انسان لعالم تسوده الالفة والحب والوئام وتضيع فيه الاختلافات العقائدية المصطنعة وتذوب فيه الأحقاد والضغائن، عالم يتحول فيه الإنسان الى شبه ملائكة يرتقي بروحه السامية الى علياء السماء محبا لكل البشر مع كل اختلافاتهم العقائدية والمذهبية.
القصيدة تحتوي على كلمات معبرة وإيحاءات جميلة عن زيارة الأربعين الخالدة فهذه الزيارة هي سفرة الى الله والذاهب الى الله ينزع من نفسه وقلبه كل الاثقال المادية والأغلال النفسية لذلك تضيع كل الاعتبارات في زيارة الإمام الحسين عليه السلام لان حبه يسري في دمائنا.
تقول القصيدة "القارات السبعة ضجت والكربلاء حسين حجت" تعبير صادق عن القادمين الى هذه الزيارة تجد انهم قدموا اليها من كل قارات الأرض كما شبّه الشاعر القدير مصطفى العيساوي قدوم هؤلاء الناس الى الامام الحسين عليه السلام باخلاصهم وتفانيهم بقدوم الحجاج الى بيت الله الحرام.
ومرة اخرى يشبه الشاعر مرقد الامام الحسين عليه السلام بالسفينة اشارة الى حديث الامام الصادق عليه السلام الذي يقول فيه «کُلُّنا سُفُنُ النجاةِ ولکِنْ سفینةُ جَدّي الحُسین أَوْسَعُ وفی لُجَجِ البحار أسْرَعُ» وهذا الكلام هو بحد ذاته كلام اعجازي يكشف عما يحصل الآن ومايحدث في المستقبل بالنسبة الى قضية حب الناس ومن جميع المذاهب والاديان للامام الحسين عليه السلام، اقرؤوا التعليقات التي كتبها الناس اسفل هذه القصيدة ستجدون ان المسيحي والسني والايزدي والصابئي كلهم ركبوا هذه السفينة.
احدى النساء المعلقات تقول: سنية وافتخر عشقي الامام الحسين عليه السلام..السلام عليك وعلى أهلك واصحابك وكل من ناصرك مااحب الطائفية، وشخص آخر من مصر يرغب بزيارة الامام الحسين عليه السلام ويقول: انا من مصر ادعولي ازور العراق يا اخواني وازور سيدنا الحسين وأمشي معاكم، الشعب العراق جنن العالم بكرمهم.
وشخص ثالث من فلسطين يقول: انا فلسطيني اللهم احشرني مع الحسين عليه السلام في الجنة وشخص رابع يقول : اني سني واموت على الإمام الحسين عليه السلام، وتحدث آخر وقال اني سني و اموت على اخواني الشيعه و ربي، واكبر امنية ان ازور كربلاء في محرم ، وهناك امرأة تقول : انا صابئية واحب الامام الحسين عليه السلام والائمة الاطهار والامام علي عليه السلام، وهنا تلاحظ الحب والعشق للامام علي عليه السلام حيث يقول احدهم انا ايزدي و اموت عليك يا أمير المؤمنين، يايريت اشوف هاي الاماكن.
ليس هذا فقط بل اكثر حبث يقول شخص آخر: اني مسيحي واحب أهل البيت واحب الإمام الحسين واحب ازوره، واكثر عجبا مايقوله الاردني: انا اردني سني و اتشرف اكون خادم من خدام الامام الحسين، ومااجمل ماقاله هذا الاخ السني : انا سني واحب الحسين والحسن عليهم السلام سيدا شباب اهل الجنه وسبطي رسول الله ومن المغرب يأتي نداء التلبية للحسين عليه السلام : من المغرب ، لبيك ياحسين لبيك ياحسين لبيك ياحسين وعشرات التعليقات الاخرى بل الآلاف التي تكشف حقيقة كبرى ان الحسين يجمع البشرية كافة قي هذا الطريق الجميل لذلك قالوا "حب الحسين يجمعنا".
سفرة الى الله ليست القصيدة الوحيدة التي جمعت البشرية كلها على حب الامام الحسين عليه السلام، هناك عشرات القصائد التي تجد فيها مثيلا لهذه التعليقات الجميلة لرواديد كثيرون كانت قصائدهم ابلغ من الف خطبة ومحاضرة، وهنا نتقدم بالشكر والامتنان لكل الرواديد والشعراء الحسينيين الذين اوصلوا رسالة الامام الحسين عليه السلام الى القارات السبع.
https://telegram.me/buratha