الدكتور فاضل حسن شريف
في ألعاب الملاكمة لقبضة اليد أهمية كبيرة جاء في تفسير الميسر: قوله تعالى عن القبضة "الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" ﴿التوبة 67﴾ وَيَقْبِضُونَ: وَ حرف عطف، يَقْبِضُ فعل، ونَ ضمير. وَيَقْبِضونَ أيْدِيَهُم: يمسكون عن الإنفاق. لمنافقون والمنافقات صنف واحد في إعلانهم الإيمان واستبطانهم الكفر، يأمرون بالكفر بالله ومعصية رسوله وينهون عن الإيمان والطاعة، ويمسكون أيديهم عن النفقة في سبيل الله، نسوا الله فلا يذكرونه، فنسيهم من رحمته، فلم يوفقهم إلى خير. إن المنافقين هم الخارجون عن الإيمان بالله ورسوله. قوله سبحانه "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ" ﴿الزمر 67﴾ قَبْضَتُهُ: قَبْضَتُ اسم، هُۥ ضمير. قَبْضَتُهُ: إثبات صفة اليد والقبضة (تليق بمقامه). وما عظَّم هؤلاء المشركون اللهَ حق تعظيمه، إذ عبدوا معه غيره مما لا ينفع ولا يضر، فسوَّوا المخلوق مع عجزه بالخالق العظيم، الذي من عظيم قدرته أن جميع الأرض في قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه، تنزه وتعاظم سبحانه وتعالى عما يشرك به هؤلاء المشركون، وفي الآية دليل على إثبات القبضة، واليمين، والطيِّ، لله كما يليق بجلاله وعظمته، من غير تكييف ولا تشبيه. قوله عز وعلا "ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا" ﴿الفرقان 46﴾ قَبَضْنَاهُ: قَبَضْ فعل، نَا ضمير، هُ ضمير. قبضناه: نسخنا الشمس بالظل و جعلناه مكانها. و المعنى استعارة لتحصيل الشيء من غير تناول. ألم تر كيف مدَّ الله الظل من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس؟ ولو شاء لجعله ثابتًا مستقرًا لا تزيله الشمس، ثم جعلنا الشمس علامة يُستَدَلُّ بأحوالها على أحواله، ثم تَقَلَّصَ الظل يسيرًا يسيرًا، فكلما ازداد ارتفاع الشمس ازداد نقصانه. وذلك من الأدلة على قدرة الله وعظمته، وأنه وحده المستحق للعبادة دون سواه.
عن تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: قوله سبحانه "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ" ﴿الزمر 67﴾ "والأرض جميعا قبضته يوم القيامة" إلى آخر السورة حيث ذكر فيه انقطاع كل سبب دونه يوم القيامة، وقبضه الأرض وطيه السماوات ونفخ الصور لإماتة الكل ثم لإحيائهم وإشراق الأرض بنور ربها ووضع الكتاب والمجيء بالنبيين والشهداء والقضاء وتوفية كل نفس ما عملت وسوق المجرمين إلى النار والمتقين إلى الجنة فمن كان شأنه في الملك والتصرف هذا الشأن وعرف بذلك أوجبت هذه المعرفة الإقبال إليه بعبادته وحده والإعراض عن غيره بالكلية. لكن المشركين لما لم يؤمنوا بالمعاد ولم يقدروه حق قدره ولم يعرفوه واجب معرفته أعرضوا عن عبادته إلى عبادة من سواه. وقوله: "والأرض جميعا قبضته يوم القيامة" أي الأرض بما فيها من الأجزاء والأسباب الفعالة بعضها في بعض، والقبضة مصدر بمعنى المقبوضة، والقبض على الشيء وكونه في القبضة كناية عن التسلط التام عليه أو انحصار التسلط عليه في القابض والمراد هاهنا المعنى الثاني كما يدل عليه قوله تعالى: "وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ" (الانفطار 19) وغيره من الآيات. وقد مر مرارا أن معنى انحصار الملك والأمر والحكم والسلطان وغير ذلك يوم القيامة فيه تعالى ظهور ذلك لأهل الجمع يومئذ وإلا فهي له تعالى دائما فمعنى كون الأرض جميعا قبضته يوم القيامة ظهور ذلك يومئذ للناس لا أصله. قوله عز وجل "أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ۚ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَـٰنُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ" ﴿الملك 19﴾ المراد بكون الطير فوقهم طيرانه في الهواء، وصفيف الطير بسطه جناحه حال الطيران وقبضه قبض جناحه حاله، والجمع في "صافات ويقبضن" لكون المراد بالطير استغراق الجنس. وقوله: "ما يمسكهن إلا الرحمن" كالجواب لسؤال مقدر كان سائلا يسأل فيقول: ما هو المراد بإلفات نظرهم إلى صفيف الطير وقبضه فوقهم؟ فأجيب بقوله: "ما يمسكهن إلا الرحمن". وقرار الطير حال الطيران في الهواء من غير سقوط وإن كان مستندا إلى أسباب طبيعية كقرار الإنسان على بسيط الأرض والسمك في الماء وسائر الأمور الطبيعية المستندة إلى علل طبيعية تنتهي إليه تعالى لكن لما كان بعض الحوادث غير ظاهر السبب للإنسان في بادي النظر سهل له إذا نظر إليه أن ينتقل إلى أن الله سبحانه هو السبب الأعلى الذي ينتهي إليه حدوثه ووجوده، ولذا نبههم الله سبحانه في كلامه بإرجاع نظرهم إليها ودلالتهم على وحدانيته في الربوبية. وقد ورد في كلامه تعالى شيء كثير من هذا القبيل كإمساك السماوات بغير عمد وإمساك الأرض وحفظ السفن على الماء واختلاف الأثمار والألوان والألسنة وغيرها مما كان سببه الطبيعي القريب خفيا في الجملة يسهل للذهن الساذج الانتقال إلى استناده إليه تعالى ثم إذا تنبه لوجود أسبابه القريبة بنوع من المجاهدة الفكرية وجد الحاجة بعينها في أسبابه حتى تنتهي إليه تعالى وأن إلى ربك المنتهى. قال في الكشاف،: فإن قلت: لم قيل: ويقبضن ولم يقل: وقابضات؟ قلت: لأن الأصل في الطيران هو صف الأجنحة لأن الطيران في الهواء كالسباحة في الماء والأصل في السباحة هومد الأطراف وبسطها وأما القبض فطارىء على البسط للاستظهار به على التحرك فجيء بما هو طار غير أصل بلفظ الفعل على معنى أنهن صافات ويكون منهن القبض تارة كما يكون من السابح. انتهى. وهو مبني على أن تكون الآية هي مجموع قوله: "صافات ويقبضن" وهو الطيران، ويمكن أن يستفاد أن الآية عدم سقوطهن وهن صافات، وآية أخرى أنهن ربما يقبضن ولا يسقطن حينما يقبضن. ولا يخفى ما في ذكر طيران الطير في الهواء بعد ذكر جعل الأرض ذلولا والإنسان على مناكبها من اللطف.
وعن الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله عز وعلا "ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا" ﴿الفرقان 46﴾ من المعلوم أن الشمس حينما تطلع فإنّ الظلال تزول تدريجياً، حتى يحين وقت الظهر حيث ينعدم الظل تماماً في بعض المناطق، لأنّ الشمس آنئذ تستقر تماماً فوق رأس كل موجود، وفي مناطق أُخرى يصل إلى أقل من طول الشاخص، ولهذا فالظل لا يظهر ولا يختفي دفعةً واحدةً، وهذا نفسه حكمة الخالق، ذلك لأنّ الإنتقال من النور إلى الظلمة بشكل فجائي يكون ضاراً بجميع المخلوقات. لكن هذا النظام المتدرج في هذه الحالة الإنتقالية له أكبر المنفعة بالنسبة إلى الموجودات، دون أن يكون له أي ضرر. التعبير بـ (يسيراً) إشارة إلى انقباض الظل التدريجي، أو إشارة إلى أن نظام النور والظلمة الخاص، شيء يسير هين بالنسبة إلى قدرة الخالق. وكلمة (إلينا) تأكيد على هذه القدرة أيضاً. على أية حال، لا شك أن الإنسان كما يحتاج إلى أشعة (النور) في حياته، فهو كذلك يحتاج إلى (الظل) لتعديل ومنع (النور) أوقات اشتداده، فكما أنّ أشعة النور المستديمة تربك الحياة، كذلك فإنّ الظل الدائم الساكن مهلك أيضاً. في الحالة الأُولى تحترق جميع الموجودات، وفي الحالة الثّانية تنجمد جميعاً، ولكن هذا النظام المتناوب من (النور) و(الظل) هو الذي يجعل الحياة ممكنة وسائغة للإِنسان. لذا فإنّ آيات قرآنية أُخرى تعدُّ وجود الليل والنهار، الواحد تلو الآخر، من النعم الإلهية العظيمة، ففي موضع يقول تعالى: "قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة من إله غير الله يأتيكم بضياء، أفلا تسمعون". ويضيف مباشرة "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ" (القصص 72). ويستنتج من هذا القول أنّ هذا النظام من رحمة الله الذي جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا وتستريحوا فيهما، ولتستفيدوا في تحصيل المعاش من فضله، ولعلكم تشكرون "وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" (القصص 73).
وعن التفسير المبين للشيخ محمد جواد مغنية: قوله تعالى عن القبضة "الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّن بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ ۚ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ ۗ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" ﴿التوبة 67﴾ "الْمُنافِقُونَ والْمُنافِقاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ" كناية عن تشابههم وصفا وعملا، ثم بيّن وجه التشابه بقوله: "يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ ويَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ ويَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهً فَنَسِيَهُمْ". والمنكر الذي أمروا به هو الكفر والنفاق، والمعروف الذي نهوا عنه هو الإيمان وطاعة اللَّه ورسوله، أما أيديهم فإنهم قبضوها عن الإنفاق في سبيل اللَّه، ونسيانهم للَّه تركهم لطاعته، ونسيانه لهم حرمانهم من رحمته. قوله عز وعلا "ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا" ﴿الفرقان 46﴾ بسط سبحانه الظل رويدا رويدا، وأزاله أيضا رويدا رويدا بحسب حركة الأرض. ونسب إليه تعالى الظل ومده وقبضه مع أن ذلك يستند إلى الأرض مباشرة كما ذكرنا لأنه جل وعز هو المؤثر الأول في الوجود، وان الفيض كله من عنده، وليست الظواهر الكونية إلا وسائط. قوله سبحانه "وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ" ﴿الزمر 67﴾ هذا كناية عن عظمة اللَّه وقدرته وان السماوات والأرض وما فيهن وبينهن خاضعات لأمره مذعنات "سُبْحانَهُ وتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ". تنزه سبحانه عن الشريك، وعن مقالة من قال: ان له يدا ويمينا، وعن كل شبه يتوهمه الواصفون الجاهلون.
جاء في الموسوعة الحرة عن الألعاب الأولمبية الصيفية 2024: الرياضات: يتضمن برنامج الألعاب الأولمبية الصيفية 329 حدثًا في 32 رياضة، بما في ذلك 28 رياضة أولمبية "أساسية". وأربع رياضات اختيارية. وألغيت أربعة أحداث من رفع الأثقال، وأستبدل حدثين في التجديف. الألعاب المائية، السباحة الفنية، الغطس، السباحة الماراثونية، السباحة، كرة الماء، النبالة، ألعاب القوى، الريشة الطائرة، كرة السلة، الملاكمة، الكانوي، التجديف العكس، التجديف السريع، ركوب الدراجات، الدراجات الجبلية، الدراجات على الطريق، الدراجات على المضمار، الفروسية، الترويض، الحدث، القفز، المبارزة، هوكي الميدان، كرة القدم، الغولف، الجمباز، الجمباز الفني، الترامبولين، كرة اليد، الجودو، الخماسي الحديث، التجديف، الرغبي السباعي، الإبحار، الرماية، التزلج على اللوح، التسلق الرياضي، ركوب الأمواج، تنس الطاولة، التايكوندو، التنس، الثلاثي، الكرة الطائرة، الكرة الطائرة الشاطئية، رفع الأثقال، المصارعة، المصارعة الحرة، المصارعة الروماني.
https://telegram.me/buratha