الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في تفسير غريب القرآن لفخر الدين الطريحي النجفي: (كور) التكوير: اللف واللي، قال تعالى: "يكور الليل على النهار" (الزمر 5) أي يدخل هذا على هذا، وهذا على هذا، و "يغشي الليل النهار" (الأعراف 53) أي يدخل الليل النهار أي يذهب هذا ويغشى مكانه هذا فكأنه لفه عليه كما يلف اللباس، وقيل: معناه إن كل واحد منهما يغيب الآخر إذا طرأ عليه فشبه بشئ ظاهر لف عليه ما غيبه عن الناظر، و "كورت" (التكوير 1) "الشمس" (التكوير 1) ذهب ضوءها ونورها، ويقال: كورت لفت كما تكور العمامة أي ضوءها فيذهب انتشاره.
تفسير التبيان للشيخ الطوسي: عن يكور قوله تعالى "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" ﴿التكوير 1﴾ يقول اللّه تعالي مخبراً عن وقت حضور القيامة و حصول شدائدها "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" فاللفظ و إن کان ماضياً فالمراد به الاستقبال، لأنه إذا اخبر تعالي بشيء فلا بد من كونه، فكأنه واقع. و الفعل الماضي يکون بمعني المستقبل في الشرط و الجزاء، و في أفعال اللّه، و في الدعاء إذا تكرر كقولك حفظك اللّه و أطال بقاءك. و معني "كورت" في قول إبن عباس و أبي بن كعب و مجاهد و قتادة و الضحاك- ذهب نورها. و قال الربيع بن خيثم: معناه رمي بها، و التكوير تلفيف علي جهة الاستدارة و منه كور العمامة، كور يكور تكويراً، و منه الكارة، و يقال: كورت العمامة علي رأسي اكورها كوراً و كورتها تكويراً. و يقال: طعنه فكوره أي رمي به، ذكره الأزهري، و منه قولهم: أعوذ باللّه من الحور بعد الكور أي من النقصان بعد الزيادة فالشمس تكور بأن يجمع نورها حتي يصير كالكارة الملقاة فيذهب ضوءها و يجدد اللّه- عز و جل- للعباد ضياء غيرها. قوله عز وجل "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ" ﴿الزمر 5﴾ أي يدخل کل واحد منهما علي صاحبه، و منه كور العمامة.
جاء في التفسير الصافي للفيض الكاشاني: قوله عز وجل "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ" ﴿الزمر 5﴾ يغشي كل واحد منهما الآخر كأنه يلف عليه لف اللباس باللابس، أو يغيبه به كما يغيب الملفوف باللفافة، أو يجعله كارا عليه كرورا متتابعا تتابع أكوار العمامة. وجاء في تفسير الميزان للسيد الطباطبائي: عن يكور قوله تعالى "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" ﴿التكوير 1﴾ التكوير اللف على طريق الإدارة كلف العمامة على الرأس، ولعل المراد بتكوير الشمس انظلام جرمها على نحو الإحاطة استعارة. قوله عز وجل "خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ ۖ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۗ أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ" ﴿الزمر 5﴾ قال في المجمع، التكوير طرح الشيء بعضه على بعض. انتهى فالمراد طرح الليل على النهار وطرح النهار على الليل فيكون من الاستعارة بالكناية قريب المعنى من قوله: "يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ" (الأعراف 54) والمراد استمرار توالي الليل والنهار بظهور هذا على ذاك ثم ذاك على هذا وهكذا، وهومن التدبير.
وعن التفسير الوسيط للدكتور محمد سيد طنطاوي: عن يكور قوله تعالى "إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ" ﴿التكوير 1﴾ لفظ الشمس مرفوع على أنه فاعل بفعل محذوف يفسره ما بعده، أى: إذا كورت الشمس كورت. وأصل التكوير: لف الشيء على جهة الاستدارة، تقول: كورت العمامة، إذا لففتها. قال صاحب الكشاف: في التكوير وجهان: أحدهما: أن يكون من كورت العمامة إذا لففتها. أى: يلف ضوء الشمس لفا فيذهب انبساطه وانتشاره في الآفاق، وهو عبارة عن إزالتها والذهاب بها، لأنها ما دامت باقية، كان ضياؤها منبسطا غير ملفوف. وثانيهما: أن يكون لفها عبارة عن رفعها وسترها، لأن الثوب إذا أريد رفعه، لف وطوى. سورة (التكوير) ، وتسمى أيضا بسورة: "إذا الشمس كورت"، وهي من السور المكية بلا خلاف، وعدد آياتها: تسع وعشرون آية. وتعتبر من أوائل السور القرآنية نزولا، فهي السورة السادسة أو السابعة في ترتيب النزول، فقد كان نزولها بعد سورة الفاتحة. وقبل سورة (الأعلى). أخرج الإمام أحمد والترمذي عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من سرّه أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى العين، فليقرأ "إذا الشمس كورت"، "وإذا السماء انفطرت" "وإذا السماء انشقت"). وفي الحديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن رجلا من أهل الجنة يستأذن ربه أن يزرع، فيقول الله له: أولست فيما شئت؟ قال: بلى يا ربي ولكن أحب أن أزرع، فأسرع وبذر، فيبادر الطرف نباته واستواؤه واستحصاده وتكويره أمثال الجبال.
عن الامام محمد الباقر عليه السلام في خطبة للرسول الاعظم صلى الله عليه واله وسلم في غدير خم: (مَلِكُ الاَمْلاكِ وَمُفَلِّكُ الاَفْلاكِ وَ "يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهارَ عَلَى اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى" (الزمر 5) يَطْلُبُهُ حَثيثاً). عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم: من قرأ سورة إذا الشمس كورت أعاذه الله أن يفضحه حين تنشر صحيفته. عن الإمام الصادق عليه السلام: من قرأ وإذا الشمس كورت وسورة عبس وتولى، كان تحت جناح الله من الجنان، وفي ظلّ الله وكرامته وفي جنانه. ولا يعظم ذلك على الله إن شاء الله.
جاء في موقع مكتب سماحة المرجع الديني الأعلى السيد علي الحسيني السيستاني: السؤال: كرة القدم إحدى الألعاب الرياضية التي يمارسها عدد كبير من الشباب وتنفق عليها مبالغ ضخمة، فما هو رأي سماحتكم فيما يلي: 1ـ أن يكون الغرض منها اللهو والمتعة وقضاء الوقت؟ 2ـ أن يكون الغرض منها الحصول على الأموال والشهرة؟ 3ـ أن يكون الغرض منها تنشيط الجسم والحصول على اللياقة؟ الجواب: لا تحرم ممارسة هذه اللعبة من دون مراهنة سواء كان الغرض منها الترويح عن النفس أم تنشيط الجسم أم الحصول على الجوائز المخصّصة للفائزين أم نحو ذلك، ولكن لا بدّ من مراعاة أن لا تؤثّر ممارستها على أداء الواجبات الدينية، وأيضاً ينبغي اغتنام العمر وعدم تضييع الوقت وإهدار الطاقات التي وهبها الله تعالى للإنسان في غير الأغراض الدينية أو العقلائية النافعة. السؤال: كرة القدم رياضة يمارسها الشباب والصغار والكبار وغالباً ما يتزامن وقت ممارستها مع وقت بداية فريضتي المغرب والعشاء مع ما لهما من فضل إذا تمّ أداؤهما في أوّل الوقت، فهل يترتب على تأخيرها إثم مضاعف؟ الجواب: تأخير الصلاة عن أوّل وقتها وإن لم يكن حراماً ولكن يفوّت المكلّف بذلك فضيلة أوّل الوقت، وقد عدّ ذلك في بعض النصوص المرويّة عن أهل البيت عليهم السلام تضييعاً للصلاة.
جاء في کتاب معجزة القرآن للشيخ الشعراوي: نتأمل قول الله تعالى "يكور الليل على النهار" (الزمر 5) لماذا استخدم الله سبحانه وتعالى كلمة يكور..لماذا استخدم الله لفظ يكور..ولم يقل يبسط الليل والنهار..ما دامت الارض منبسطة..أو بغير الليل والنهار..أو أي لفظ آخر..انك لو جئت بشئ ولففته حول كرة..فتقول انك كورت هذا القماش مثلا..أي جعلته يأخذ شكل الكرة الملفوف حولها..وإذا أردت من انسان أن يصنع لك شيئا على شكل كرة. فتقول له خذ هذا وكوره..أي اصنعه على شكل كرة. ومعنى قول الله تعالى يكور الليل على النهار..أي يجعلهما يحيطان بالكرة الارضية..ومن اعجاز القرآن أن الليل والنهار مكوران حول الكرة الارضية في كل وقت..أي أن الله لم يقل يكور الليل ثم يكور النهار..ولكنه قال يكور الليل على النهار واستخدام كلمة (على) هنا تستحق وقفة..لتتصور مدى انطباقها على كروية الارض (يكور الليل والنهار) ومعناه انهما موجودان في نفس الوقت حول الكرة الارضية وهذا ما نبا به القرآن منذ أربعة عشر قرنا ولم يصل الى علم البشر الا في الفترة الاخيرة. وقضية كروية الارض مسها القرآن في أكثر من مكان لماذا؟ لانها حقيقة كونية كبرى.
https://telegram.me/buratha