الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله سبحانه وتعالى "يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ" (المجادلة 11) جاء في الموسوعة الحرة ويكبيديا عن السيد محمد سعيد الحكيم: مؤلفاته: المحكم في أصول الفقه. هذا الكتاب يشتمل على دورة في علم الأصول كاملة وموسعة، ويقع في ستة مجلدات، اثنان منها في مباحث الألفاظ والملأزمات العقلية، ومجلدان في مباحث القطع والأمارات والبراءة والاحتياط، ومجلدان في الاستصحاب والتعارض والاجتهاد والتقليد. مصباح المنهاج. هذا الكتاب فقه استدلالي موسع على كتاب (منهاج الصالحين) - وهو الرسالة العملية لمحسن الحكيم، وقد أكمل منه إلى الآن خمسة عشر مجلدًا، في الاجتهاد والتقليد، وكتاب الطهارة، وكتاب الصوم، وكتاب الخمس - وقد كتب هذا الكتاب في فترة الاعتقال ـ وكتاب المكاسب المحرمة. الكافي في أصول الفقه. دورة في تهذيب علم الأصول، بدأ بها في فترة الاعتقال، اقتصر فيها على البحوث المهمة في علم الأصول، طبع في مجلدين. كتاب في الأصول العملية، كتبه اعتمادًا على ذاكرته في فترة الاعتقال لم يكن بين يديه أي مصدر، ودرّس الكتاب نفسه آنذاك، ولكنه أتلف في فترة الاعتقال للخشية في العثور عليه حيث تسربت أخبار بوجود حملة تفتيش وكان العثور عليه قد يؤدي إلى الإعدام. منهاج الصالحين. كتاب (منهاج الصالحين) هو في الأصل الرسالة العملية لمحسن الحكيم، وقد طُبعت أول مرة في النجف عام 1365 هـ، ونالت هذه الرسالة استحسان العديد من علماء الشيعة؛ وأول من اعتمدها بعد الحكيم هو أبو القاسم الخوئي - أستاذ الحكيم - فزاد فيها بعض الفروع وأعاد ترتيب بعض المسائل وأدرج عليها تعليقة، ثم دمجها في الأصل فخرجت مطابقة لفتاواه، وقد حذا حذو الخوئي من بعده عدد كبير من تلامذته الكبار الذين تصدوا للمرجعية؛ وكان من بينهم الحكيم فاعتمد هذه الرسالة مغيرًا فيها مواضع الخلاف بما يتطابق مع رأيه. حاشية موسعة على رسائل الشيخ الأنصاري. طبعت بستة أجزاء تحت عنوان "التنقيح".
القى الخطيب الشيخ عبد السلام فرج الله خطبة في مجلس فاتحة على روح المرجع الديني السيد محمد سعيد الحكيم قدس سره اقامه مسجد الامام الحسين عليه السلام بمدينة تورنتو الكندية ابتدأها " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ" (المجادلة 11) حيث قال ان المقصود بالعلماء في الاية هم العلماء المؤمنون. ولاشك ان الفقيد السيد الحكيم وكذلك الفقيد الشيخ عبد الامير قبلان الذي توفي ايضا بعد يوم من وفاة السيد الحكيم هما من العلماء الاجلاء ويشاء الله ان يولدا ويتوفيا في نفس السنة عن عمر يناهز 85 سنة. ونزلت ايات اخرى تمجد العلماء. وهنالك احاديث نبوية عن العلماء منها (العلماء ورثة الانبياء) و الائمة عليهم السلام هم ورثة علم النبي محمد صلى الله عليه واله وسلم، لذلك جاء في الحديث الشريف (يا علي انا وانت ابوا هذه الامة). فكما ان عالم الدين المسيحي يسمى اب فان علماء الدين المسلمين هم الاباء الروحيين للامة، فموت الاب الوالد يحزن الابناء فان موت الاب الروحي لا يقل حزنا. والسيد الحكيم من صباه انخرط في دراسة وحضور مجالس العلماء ومنهم جده لامه الامام محسن الحكيم قدس سره الذي وجد فيه النبوغ منذ صباه فكلفه بمراجعة كتاب العروة الوثقى وهو شاب في العشرين من العمر والذي يعد واحد من اهم كتب المراجع. وكان الشيخ حسين الحلي المشهور بعلمه احد اساتذته. والمعروف عن السيد الفقيد مجالسته العلماء في دراسته لذلك كان يعرف لغتهم التي لا يفهمها عامة الناس بل حتى العلماء الذين لم يصلوا المراتب العليا. وتعرض خلال حياته لاضطهاد السلطات الجائرة كما هم حال بقية اسرة الحكيم الذين قتل منهم النظام العشرات وسجن الكثير منهم ومن ضمنهم السيد محمد سعيد فقد امضى ثمان سنوات في زنزانات وسجون النظام الظالم. وقال الشيخ فرج الله انه زاره وهو في السجن عام 1990 قبل الانتفاضة. وقد تعلم عدد كبير من السجناء العلم على يده.
جاء في كتاب مرشد المغترب للسيد محمد سعيد الحكيم: أنه يزيد في ثقاتكم الدينية، وتمسككم بدينكم، حيث يتجلى لكم بها مقام أهل البيت صلوات الله عليهم وفضلهم وفضائلهم، وعظيم شأنهم، وكرامتهم على الله تعالى، وشدة علاقتهم به، وتضحيتهم في سبيله وسبيل دينه والنصيحة لعباده. كما يتجلى لكم شدة ظلامتهم والمحن التي قاسوه، والمصائب التي صبت عليهم وعلى أوليائهم في سبيل ذلك. وذلك كله يزيد في ولائكم لهم، وحبكم إياهم، وتعلقكم بهم. كما يتجلى بذلك خبث الظالمين وعداءهم لله تعالى، وبشاعتهم ووحشيتهم، وسقوطهم في حضيض الجريمة، وإمعانهم في الاستهتار، وضحالتهم نفسياً وسلوكي. فيزيدكم ذلك نفرة منهم، وبعداً عنهم وعداءً لهم، وتشتد بصيرتكم في البراءة منهم ومن أوليائهم وأشياعهم. وبذلك يكمل دينكم ويتم إيمانكم، كما تظافرت النصوص عن المعصومين صلوات الله عليهم. ففي صحيح أبي عبيدة الحذاء عن الإمام الصادق عليه السلام: "قال: من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله فهو ممن كمل إيمانه". وفي صحيح سعيد الأعرج عنه عليه السلام: "قال: من أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله، وتبغض في الله، وتعطي في الله، وتمنع في الله". وفي حديث عمرو بن مدرك الطائي عنه عليه السلام: "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لأصحابه: أيّ عرى الإيمان أوثق؟ فقالوا: الله ورسوله أعلم. وقال بعضهم: الصلاة. وقال بعضهم: الزكاة. وقال بعضهم: الصوم. وقال بعضهم: الحج والعمرة. وقال بعضهم: الجهاد. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: لكل ما قلتم فضل، وليس به. ولكن أوثق عرى الإيمان الحبّ في الله، والبغض في الله، وتوالي أولياء الله، والتبري من أعداء الله". وفي حديث إسحاق بن عمار عنه عليه السلام: "قال: كل من لم يحب على الدين ولم يبغض على الدين فلا دين له"... إلى غير ذلك من النصوص الكثيرة. وعلى جميع المؤمنين أن يعرفوا أن هذا من أهم الركائز الدينية التي يلزمهم تعاهدها والمحافظة عليه، والحذر من إغفالها وإهماله، أو التسامح فيه، حيث قد يجر ذلك للتهاون مع الظالمين،والتساهل معهم، بل الميل لهم، ومحاولة الاعتذار عنهم. فيخرج المؤمن بذلك ـ لاسمح الله تعالى ـ عن إيمانه من دون أن يريد، ويسرق منه دينه في غفلة. وقد قال الله سبحانه وتعالى: "لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ" (المجادلة 22)، ونعوذ بالله تعالى من الضلال بعد الهدى، والعمى بعد البينة. أما أنتم ـ أيها المغتربون ـ فالأمر فيكم أشد، لأنكم في مجتمع مادي متحلل تائه، لا يعرف حقاً من باطل، ولا ضلالاً من رشاد، قد خذله الله تعالى وأعرض عنه، فهو لا يبالي أن يستهان بأنبياء الله تعالى وأوليائه، ويسخر منهم، وأن يمجّد أعداء الله ـ من الجبابرة والفجار والمتحللين ـ ويكرّمو، ويتشبه بهم إعجاباً واعتزاز. فإذا لم تحصنوا أنفسكم وتتشبثوا بمثلكم وبمقدساتكم أعرض الله جل شأنه عنكم ووكلكم إلى أنفسكم. فاعرفوا لله تعالى حرمته، وأرعوا حقه، وضعوه أمام أعينكم، وتمسكوا بدينه، ووالوا أولياءه، وعادوا أعداءه، وجِدوا في أمركم. وتوكلوا على ربكم واعتصموا به، والجأوا إليه جل شأنه في أن يرعاكم ويعينكم ويأخذ بناصركم، ويثبتكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويزيدكم إيماناً ويقيناً وإذعاناً وتسليم. إنه أرحم الراحمين، وغوث اللاجئين، وعصمة المعتصمين.
https://telegram.me/buratha