الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في موقع الحكيم عن الصلاة والسلام على النبي واله للسيد محمد سعيد الحكيم: السؤال: هل يجوز رفع الصوت بالصلاة على محمد وآل محمد داخل العتبات المقدسة كما هو المألوف عند كثير من العوام في حرم الإمام الحسين عليه السلام وغيره، وهل هو مصداق لقوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ" (الحجرات 2)؟ الجواب: يستحب رفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، كما في الحديث الصحيح عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: (ارفعوا أصواتكم بالصلاة علي فإنها تذهب بالنفاق). وأما الآية الكريمة فإنها واردة لرفع الصوت المنافي للآداب والمبني على الاستهوان به، كما روي عن بعض أهل الجفاء أنهم أتوه فنادوه وهو في حجرته وهم في الخارج أن: اخرج إلينا يا محمد، فآذى ذلك رسول الله فنزلت الآية ردعاً لهم. ولا تشمل الآية ما إذا كان رفع الصوت تكريماً له أو تمجيداً لله تعالى، أو في مقام أداء الواجب، كما كان يرفع بمحضره الصوت بالأذان صباحاً ومساءً، وكان الشعراء والخطباء يلقون في المحافل بين يديه الشعر في مدحه والخطب، وكانوا يرفعون أصواتهم عند الحرب ونحوها من المناسبات المقتضية لذلك. فما يُفعل في المشاهد المشرفة من رفع الصوت بالصلاة عليه من أفضل القربات، إلا أن يخاف من ترتب الضرر على القائل أو غيره من المؤمنين، فيحرم لذلك، لا لحرمة رفع الصوت بنفسه.
عن كتاب مرشد المغترب للسيد محمد سعيد الحكيم: عليكم بالتآلف بينكم والتكاتف، والتناصح والتوادد، والتلاقي والتزاور، ودعم بعضكم بعض، ومواساة بعضكم لبعض، وأن يحب له ما يحب لنفسه، قياماً بحق أخوّة الإيمان التي جعلها الله تعالى بينكم حينما قال: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ" (الحجرات 10). وقد أكدت النصوص على ذلك تأكيداً لا يبقي عذراً لمعتذر. ففي صحيح أبي المعزا عن الإمام الصادق عليه السلام: (قال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يخونه. ويحق على المسلمين الاجتهاد في التواصل، والتعاقد على التعاطف، والمواساة لأهل الحاجة). وفي موثق السكوني عنه عليه السلام: (قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: الخلق عيال الله فأحب الخلق إلى الله من نفع عيال الله، وأدخل على أهل بيت سروراً)، وفي حديث أبان بن تغلب عنه عليه السلام: "قال: من كان وصولاً لإخوانه بشفاعة في دفع مغرم، أو جرِّ مغنم، ثبّت الله عز وجل قدميه يوم تزل فيه الأقدام". وفي حديث أبي حمزة الثمالي عن الإمام زين العابدين عليه السلام: "قال: من قضى لأخيه حاجة فبحاجة الله بدأ وقضى الله له مائة حاجة في إحداهن الجنة". وفي صحيحه عن الإمام الباقر عليه السلام قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم: من سر مؤمناً فقدسرّني، ومن سرّني فقد سرّ الله عزوجل". وفي صحيح المفضل بن عمر عن الإمام الصادق عليه السلام: (قال: لا يرى أحدكم إذا أدخل على مؤمن سروراً أنه عليه أدخله فقط، بل والله علين، بل والله على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم). وفي صحيح شعيب العقرقوفي: (سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول لأصحابه: اتقوا الله وكونوا إخوة بررة متحابين في الله متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه).
جاء في موقع اقلام المرجع عن قراءة في فكر المرجع الديني الكبير السيد محمد سعيد الحكيم دام ظله بقلم وليد البعاج: لم تكن الحقيقة يوماً ما حكراً على فئة محددة أو من مختصات أمة دون بقية الأمم فالنبي الأكرم قال انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق. فلم ينف الحقيقة الاخلاقية والشرعة السلوكية لدى بقية الامم انما قال بتتميمها. وهي ذات ما قالها السيد المسيح ما اتيت لانقض بل اتيت لاكمل او لاتمم. فالحقيقة قضية حية تعيش ضمن مناخها الطبيعي الذي يلائم واقعها وخصوصيتها. والحقيقة قيمة عليا تتفق عليها جميع العقول والادراكات ولكنها تخضع لعوامل مؤثرة تغير في قراءتها وتشوش صورتها وتبدد بالضباب الوصول الى فكرتها وفلسفتها الواقعية. ولكن تبقى الحقيقة رغم هذه الضبابية كما هي في ذاتها وما خلقت عليه. والوصول للحقائق هو هدف أسمى يطلبه كل باحث منصف طالب لهذه الحقيقة باحث عنها، باذلا جهده في الوصول اليها. ونلاحظ اليوم ان المرجعية الدينية تدعو الى البحث الجاد عن الحقيقة والسعي للوصول لها. فبعد ضياع المفاهيم وانفراط عقد المبادئ اختلطت الاوراق في المجتمع الانساني الذي يتعرض باستمرار لهزات فكرية وغزو ثقافي مؤدلج مضر وخطير. واصبحت السفسطة هي علم يتاجر به متقنوها. والتزوق بالعبارات الفضفاضة المشتتة للمطلوب هي السوق الرائجة في الثقافة. فضاعت القيم واختلفت تراتبيتها في سلوك الانسان فاصبح الأمر التافه مقدم حتى على المبدأ الأهم لفقدان الضابطة في تحديد التافه والمهم والأهم. ولخص سماحة المرجع السيد الحكيم في لقاءه مع نخبة من علماء الاديان والباحثين من عدة دول مختلفة اهم ما هو مطلوب من العلماء والباحثين: اولا: التحرر. وما يقصده هو التحرر في البحث العلمي اي عليكم التحرر من كل الموروث وعدم الحكم المسبق على الاخر الا بعد تحكيم العقل بالاطلاع على فكر الاخر المختلف وما لديه. فاعطاء العقل حرية اوسع اثناء البحث سيكون هو سبيل النجاة لان ما يوجه العقل أصبح الدليل والبرهان ويكون الدليل هو الحاكم في تفضيل شيء على شيء. ثانيا: عدم جعل البحوث والدراسات مادة استهلاكية واوراق تملأ بالاسطر والمداد المفتقر لاي قيمة علمية توصل الباحث لحقيقة ما. والكتابات الفاقدة للهدف مدونات تراثية لا تدفع عجلة الفكر الى الامام. ثالثا: التفكير بعاقبة الامور. وكما ورد في كتب الاديان انما الحرف يحيي وانما الحرف يقتل فاكيدا العالم والباحث الذي لا يفكر بعاقبة ما ستكون عليه نتيجة اقواله او فتاواه او تصرفه سيوقع المجتمع الانساني بعاقبة وخيمة. فالحكم على الاخر بالتكفير او التفسيق سيجعل البشرية تدفع ضريبة هذه الاقوال او البحوث الفتنوية ثمناً باهظاً من دماء الناس وتترك في النفوس جرح لا يندمل. رابعاً: بث روح المحبة والتعايش والتواصل بين الناس هو واجب علماء الدين والباحثين ومسؤولية عظيمة تقع على عاتقهم فالسلم الاهلي مقرون بمواقف رجال الدين والتواصل هو ما يقرب القلوب وينشر المحبة والله يقول "انا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" (الحجرات 13). خامسا:ان يكون علماء الدين والباحثين دعاة الى التفاهم والحوار الهادئ وتبادل الزيارات لرفع الضبابية والتشويه عن فكر بعضنا البعض والوصول الى غاية المنى وهي الحقيقة لكي يكون عملهم فاعل ينتفع به الجميع.
https://telegram.me/buratha