الدكتور فاضل حسن شريف
2341- عن أبي ذرّ الغفاريّ، عن النبيّ صلى الله عليه وآله في خبر طويل في وصف المعراج ساقه إلى أن قال: قلت: يا ملائكة ربّي هل تعرفونا حقّ معرفتنا؟ فقالوا: يا نبيّ الله وكيف لا نعرفكم وأنتم أوّل ما خلق الله؟ خلقكم أشباح نور من نوره في نور من سناء عزّه، ومن سناء ملكه، ومن نور وجهه الكريم، وجعل لكم مقاعد في ملوك سلطانه، وعرشه على الماء قبل أن تكون السماء مبنيّة، والأرض مدحيّة، ثمّ خلق السماوات والأرض في ستّة أيّام، ثمّ رفع العرش إلى السماء السابعة فاستوى على عرشه وأنتم أمام عرشه تسبّحون وتقدّسون وتكبرّون، ثمّ خلق الملائكة من بدء ما أراد من أنوار شتّى، وكنّا نمرّ بكم وأنتم تسبّحون وتحمدون وتهلّلون وتكبّرون وتمجّدون وتقدسّون، فنسبّح ونقدّس ونمجّد ونكبّر ونهلّل بتسبيحكم وتحميدكم وتهليلكم وتكبيركم وتقديسكم وتمجيدكم، فما أنزل من الله فإليكم وما صعد إلى الله فمن عندكم، فلم لا نعرفكم؟ اقرأ عليّاً منّا السلام وساقة إلى أن قال: ثمّ عرج بي إلى السماء السابعة، فسمعت الملائكة يقولون لمّا أن رأوني: الحمدلله الّذي صدقنا وعده، ثمّ تلقّوني وسلّموا عليّ، وقالوالي مثل مقالة أصحابهم، فقلت: يا ملائكة ربّي سمعتكم تقولون: الحمد الله الذي صدقنا وعده، فما الّذي صدقكم؟ قالوا: يا نبيّ الله إنّ الله تبارك وتعالى لمّا أن خلقكم أشباح نور من سناء نوره ومن سناء عزّه، وجعل لكم مقاعد في ملكوت سلطانه عرض ولايتكم علينا، ورسخت في قلوبنا، فشكونا محبّتك إلى الله، فوعد ربّنا أن يريناك في السماء معنا، وقد صدقنا وعده.
2342- يروي ابن شهر آشوب رضي الله عنه عن ابن عباس قوله: (كنتُ عند رسول الله صلى الله عليه وآله وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي عليه السلام، وهو تارةً يقبّل هذا، وتارةً يقبّل هذا، إذ هبط جبرئيل بوحي من ربّ العالمين، فلمّا سُرِّي عنه قال: أتاني جبرائيل من ربّي فقال: يا محمّد إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول: لستُ أجمعهما فافْدِ أحدهما بصاحبه. فنظر النبي صلى الله عليه وآله إلى إبراهيم فبكى، و نظر إلى الحسين فبكى، وقال: إنّ إبراهيم أُمّه أمةٌ ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأُمّ الحسين فاطمةٌ، وأبوه علي ابن عمّي و لحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمّي وحزنتُ أنا عليه، وأنا أُوثر حزني على حزنهما، يا جبرئيل، يُقبض إبراهيم فديته للحسين. قال: فقُبض بعد ثلاث).
2343- عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر معهم من اسمه محمد، وأحمد فادخلوه في مشورتهم إلا خير لهم.
2344- سئلت عائشة ما كان النبي صلّى الله عليه وآله يصنع إذا خلا؟ قالت: يخيط ثوبه، ويخصف نعله، ويصنع ما يصنع الرجل في أهله.
2345- عنه صلى الله عليه وآله: (حبذا المتخلل من أمتي).
2346- عن أبي عبد الله عليه السلام: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا صلى العشاء الآخرة آوى إلى فراشه لا يصلي شيئاً (من النوافل) إلا بعد انتصاف الليل لا في شهر رمضان ولا في غيره. (التهذيب ج2 ص118 ح443) (الاستبصار ج1 ص279 ح 1013).
2347- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَيْنِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِيهِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ عَمِّهِ عليه السلام أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ رحمهم الله قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ آبَائِهِ قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ الرَّيَّانِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ عليه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: شِيعَةُ عَلِيٍّ هُمُ الْفَائِزُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
2348- طلي رأسه بالخلوق بعد الحلق، تأسيا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، حيث فعل ذلك بالحسنين عليهما السلام. وورد لطخه بالزعفران.
2349- روي أن الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال: (ما آمن بي من بات شبعانًا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم).
2350- عنه صلى الله عليه وآله: موت الفجأة راحة للمؤمن، وأخذة أسف للفاجر.
2351- عن أبي جعفر الباقر عليه السلام في قصة جويبر وإرساله النبي إلي بعض رؤساء القبائل وأمره بتزويج ابنته من جويبر. قال فيه: إنّ رجلاً كان من أهل اليمامة يقال له جويبر: أتى رسول الله صلى الله عليه وآله منتجعاً للإسلام، فأسلم وحسن إسلامه وكان رجلاً قصيراً دميماً محتاجاً عارياً وكان من قباح السودان إلى أن قال: وإن رسول الله نظر إلى جويبر ذات يوم برحمة له ورقة عليه فقال: لو تزوجت امرأة فعفّت بها فرجك وإعانتك على دنياك وآخرتك.فقال له جويبر: يا رسول الله بأبي أنت وأمي من يرغب فيّ فو الله ما من حسب ولا نسب ولا مال ولا جمال، فأيّة امرأة ترغب في ؟فقال له رسول الله: يا جويبر إن الله قد وضع بالإسلام من كان في الجاهلية شريفاً، وشرّف بالإسلام من كان في الجاهلية وضيعاً وأعزّ بالإسلام من كان في الجاهلية ذليلاً، وأذهب بالإسلام ما كان من نخوة الجاهيلة وتفاخرها بعشائرها وباسق أنسابها، فالناس اليوم كلهم أبيضهم وأسودهم وقرشيّهم وعربيّهم وعجميّهم من آدم، وأنّ آدم خلقه الله من طين وأن أحب الناس إلى الله أطوعهم له وأتقاهم وما أعلم يا جويبر لأحد من المسلمين عليك اليوم إلاّ لمن كان أتقى لله منك وأطوع.ثم قال له: انطلق يا جويبر إلى زياد بن لبيد فإنّه من أشرف بني بياضة حسباً فيهم، فقل له: إنّي رسول الله إليك وهو يقول لك: زوج جويبراً ابنتك الدلفاء.قال: فانطلق جويبر برسالة رسول الله إلى زياد بن لبيد وهو في منزله وجماعة من قومه عنده، فاستاذن فأذن له، وسلم عليه، ثم قال: يا زياد بن لبيد، إنّي رسول رسول الله إليك. في حاجة لي فأبوح بها أم أسرّها إليك؟ فقال له زياد: لا بل بح بها، فإنّ ذلك شرف لي وفخر. فقال: إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لك: زوّج جويبر ابنتك الدلفاء. فقال له زياد: أ رسول الله أرسلك إليّ بهذا يا جويبر ؟ فقال: نعم، ما كنت لأكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فقال له زياد: إنّا لا نزوّج فتياننا، إلاّ أكفاءنا من الأنصار. فانصرف جويبر وهو يقول: والله ما بهذا نزل القرآن ولا بهذا ظهرت نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم.فسمعت مقالته الدلفاء بنت زياد وهي في خدرها، فأرسلت إلى أبيها أن أدخل إلي، فدخل إليها، فقالت: يا أباه ما هذا الكلام الذي سمعته منك تحاور به جويبر ؟فقال لها: ذكر لي أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أرسله وقال: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: زوّج جويبر ابنتك الدلفاء.فقالت له: وما كان جويبر ليكذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بحضرته، فابعث الآن رسولاً يرد عليك جويبراً، فبعث زياد رسولاً فلحق جويبراً. فقال له زياد: يا جويبر مرحبا بك اطمئن حتى أعود إليك. ثم انطلق زياد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: بأبي أنت وأمّي إنّ جويبراً أتاني برسالتك وقال: أنّ رسول الله يقول لك: زوّج جويبر ابنتك الدلفاء، فلم ألن له في القول ورأيت لقاءك، ونحن لا نزوج إلاّ أكفاءنا من الأنصار. فقال له رسول الله: يا زياد جويبر مؤمن والمؤمن كفؤ المؤمنة والمسلم كفؤ المسلمة، فزوّجه يا زياد ولا ترغب عنه. قال: فرجع زياد إلى منزله ودخل على ابنته فقال لها: ما سمعه من رسول الله. فقالت له: إنّك إن عصيت رسول الله كفرت. فزوّج جويبر إبنته الدلفاء فخرج زياد فأخذه بيده جويبر ثم أخرجه إلى قومه فزوّجه لي سنة الله وسنة رسول الله وضمن صداقه.قال: فجهّزها زياد وهيأها، ثم أرسلوا إلى جويبر فقالوا له: ألك منزل فيسوقها إليك؟ فقال: والله ما لي من منزل. قال: فهيّؤا لها منزلاً وهيّؤا فيه فراشاً ومتاعاً وكسوا جويبر ثوبين وأدخلت الدلفاء في بيتها وأدخل جويبر عليها مغتمّاً، فلما رأها نظر إلى بيت ومتاع وريح طيبة، قام إلى زاوية البيت فلم يزل تالياً للقرآن وراكعاً وساجداً حتى سمع النداء، فخرج. فلما كانت الليلة التالية فعل مثل ذلك، وأخفوا ذلك من زياد، فلما كان اليوم الثالث فعل مثل ذلك وأخبر بذلك أبوها، فانطلق الى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال له: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أمرتني بتزويج جويبر، ولا والله ما كان من مناكحنا ولكن طاعتك أوجبت علي تزويجه. فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: فما الذي أنكرتم منه؟ فقال إنّا هيّأنا له بيتاً ومتاعاً وأدخلت بنتي البيت وأدخل معها مغتمّاً فما كلمها ولا نظر إليها ولا دنا منها، بل قام إلى زاوية البيت فلم يزل تالياً للقرآن راكعاً وساجداً حتى سمع النداء وخرج وفعل مثل ذلك في الليلة الثانية ومثل ذلك في الليلة الثالثة، فلم يدنوا منها ولم يكلمها إلى أن جئتك وما نراه يريد النساء. فانظر في أمرنا. فانصرف زياد، وبعث رسول الله إلى جوبير فقال له: أما تقرب النساء ؟ فقال له: جوبير بلى يا رسول الله إنّي لشبق منهم إلى نساء. فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:قد خبّرت بخلاف ما وصفت به نفسك وقد ذكر لي أنّهم هيؤا لك بيتاً وفرشاً ومتاعاً وأدخلت عليك فتاة حسناء عطرة وأتيت مغتمّاً فلم تنظر إليها ولم تكلمها ولم تدنوا منها، فما دهاك إذاً ؟ فقال له جويبر يا رسول الله: أدخلت بيتاً واسعاً ورأيت فراشاً ومتاعاً وفتاة حسناء عطرة، فذكرت حالي التي كنت عليها وغربتي وحاجتي ووضيعتي وكينونتي مع الغرباء والمساكين فأحببت إذ ولاّني الله ذلك أن أشكره على ما أعطاني، وأتقرب إليه بحقيقة الشكر، فنهضت إلى جانب البيت، فلم أزل في الصلاة تالياً للقرآن راكعاً وساجداً أشكر الله تعالى حتى سمعت النداء، فخرجت فلما أصبحت رأيت أن أصوم ذلك اليوم ففعلت ذلك ثلاثة أيام ولياليها ورأيت ذلك في جنب ما أعطاني الله عز وجل يسيراً ولكنيّ سأرضيه الليلة إن شاء الله تعالى، فأرسل رسول الله إلى زياد فأتاه فأعلمه بما قال جويبر. فطابت أنفسهم.قال: ووفى لهم جويبر بما قال.ثم إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج في غزوة له ومعه جويبر فاستشهد رحمه الله فما كان في الأنصار أيّم أنفق منها بعد جويبر.
https://telegram.me/buratha