الجزء الاول
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
لقد خط لنا الإمام الحسين عليه السلام طريق الإصلاح وكيفية مواجهة الباطل وتغير السلبيات في المجتمعات وإرجاعها الى طريق الهدى والحق ، وقد ذكر الإمام الحسين عليه السلام سبب ومنهج ثورته والطريق الذي يسير عليه في تحقيق هذا المنهج من خلال وصيته لأخيه محمد بن الحنفية وتعتبر هذه الوصية البيان الأول للثورة الحسينية حيث قال فيها ( ... وأني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي صلى الله عليه واله أريد أن أمر بالمعروف وأنهى عن المنكر وأسير بسيرة جدي وأبي علي) فكانت فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المحور الذي أرتكز عليه طريق الإصلاح الذي من أجله فجر الإمام الحسين عليه السلام ثورته العاشورائية ، ولو كانت هناك وسيلة أخرى أكثر فعالية من الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر في دفع الناس الى طريق الهدى لأتخذها سيد الأحرار الإمام الحسين عليه السلام .
وهذه المجالس الحسينية تقام من أجل تخليد ثورة الإمام الحسين عليه السلام وتعظيماً لتلك المواقف التي لم ولن يكن لها مثيل في التاريخ الإنساني ، فعلينا أن نقتدي بسيد الشهداء عليه السلام وندفع الناس الى تفعيل هذه الفريضة التي ركَّز عليها رسول الله صلى الله عليه واله وأمير المؤمنين عليه السلام وجميع المعصومون عليهم السلام ، التي تعتبر الواقي والحامي والمدافع عن تعاليم الإسلام والحصن الذي يتحَّصن به الناس من أدواة الشيطان وأفكاره الملعونة وإذا أبتعد عنها الناس أو تركوها سقطوا في مصائد الشيطان وخدعه المموهة بألاعيبه الخدّاعة وأصبحوا متفرقين مشتتين ضعفاء تذروهم الرياح أينما تريد وتصبح حياتهم كالجحيم نتيجة سيطرة الاشرار على قيادة المجتمع ، قال رسول الله صلى الله عليه واله ( لتأمرنَّ بالمعروف ولتنهنَّ عن المنكر أو ليستعملنَّ عليكم شراركم فيدعوا خياركم فلا يستجاب لهم) وقال أمير المؤمنين عليه السلام ( وما أعمال البر كلها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كنفثة في بحر لجيّ) ، فعلى هذه المجالس الحسينية أن تنشر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبذل الجهد في توضيح وتبين منافع التمسك بهذه الفريضة والمفاسد التي تنتج من تركها والعزوف عنها ، وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الفلتر الذي من خلاله يحلل كل جديد يطرأ في المجتمع فإذا كان خيراً فينشر وأن كان باطلاً وفاسداً فيرفض ، وفي هذه المرحلة فأن المجتمعات الإسلامية تعاني من الهجمة الشيطانية التي تروج الى المثلية وإباحة المفاسد بكل أنواعها ونشر التبرج والخلاعة وغيرها من الأفكار الهدامة التي تريد أبعاد البشرية عن عبادة الله سبحانه وتعالى ، فلا توجد وسيلة تواجه هذه الهجمة الشيطانية كالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وهل يوجد شيء يتحمل المسؤولية في هذا الكون كالمنبر الحسيني في التصدي لمثل هذه الهجمات الشيطانية من خلال توعية المجتمعات وجعلها متحصنةِّ من هذه الأفكار الهدامة عن طريق السير على منهج الإمام الحسين عليه السلام في دفع الناس وترغيبهم في تطبيق فريضة الأمر والمعروف والنهي عن المنكر ، وهذه الفريضة تحتاج بعض الظروف من أجل ترويجها ونشرها ، ولا يوجد ظرف ولا وقت كأيام عاشوراء التي تعتبر مثالية لدفع الناس للتأسي بسيد الشهداء عليه السلام وتقبل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ومن خلال نشر وترسيخ فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع فقد غرسنا البذور الصالحة لبناء مجتمعاً إسلامياً متمسكاً بولاية أمير المؤمنين عليه السلام ومتحصناً من كل الفتن والأفكار الشيطانية وبذلك حققنا الهدف الذي من أجله ثار أبا اللأحرار الإمام الحسين عليه السلام على واقعه الفاسد .
خضير العواد
https://telegram.me/buratha