علي بن ابي طالب خليفة رسول الله (صلى الله عليه واله) إن حدث الغدير ام لم يحدث
لقد وثَّقَ رسول الله صلى الله عليه واله في يوم الغدير شرعياً إمامة علي بن ابي طالب وولايته من خلال أخذ البيعة من المسلمين الذين حضروا في غدير خم وهم الأغلبية العظمى ممن اسلم في تلك الفترة وطلب منهم أن يخبروا بولاية علي ممن غاب عن غدير خم او سيولد في المستقبل .
ولكن قيادة الأمة وخلافة رسول الله صلى الله عليه واله لا تَترُك علي بن ابي طالب عليه السلام إن حدث الغدير ام لم يحدث ، إذا كانت الأمة تستجيب الى تحكيم العقل والمنطق ويسودها خطاب الحكمة والأخلاق النبيلة للوصول الى سعادة الدنيا والآخرة ، لأن القيادة الناجحة والمثالية للأمم كما علمنا التاريخ وتجارب الحضارات يجب أن تمتاز بمجموعة من الصفات حتى تقود الشعوب الى السعادة والسلام والأمان ، وهذه الصفات قد ذكرتها عقول العلماء و الحكماء والأدباء منها العدل والحكمة والعلم والشجاعة والأخلاق الحميدة وغيرها من الصفات التي إذا حملتها القيادة دفعت بالأمة الى طريق الهدى والسعادة في الدارين ، وهل توجد أمة فيها عقلاء وحكماء تختار لنفسها قائد وفيها أمير المؤمنين عليه السلام ، الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه واله .
(( أنت أول من آمن بي وأنت أول من يصافحني يوم القيامة وأنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل وأنت يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الكافرين)) ،
وقال رسول الله صلى الله عليه واله(( والذي نفسي بيده لأعطين الراية غداً رجلاً يحبُ الله ورسوله ويحبهُ الله ورسوله كرار ليس بفرار يفتح الله علي يديه فأرسل اليّ وأنا أرمد فتفل في عينيّ وقال اللهم أكفه أذى الحر والبرد فما وجدت حراً بعد ولا بردا)) وقال رسول الله صلى الله عليه واله (( علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة)) وقال رسول الله صلى الله عليه واله (( يا علي أنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم أنه يدخل المدينة بغير الباب)) وقال رسول الله صلى الله عليه واله (( أنا دار الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فآليات الباب)) وقال رسول الله صلى الله عليه واله (( أقضاكم علي)) وقال رسول الله صلى الله عليه واله (( علي بن أبي طالب اقدم أمتي سلماً وأكثرهم علماً وأصحهم ديناً وأكثرهم يقيناً وأكملهم حلماً واسمحهم كفاً وأشجعهم قلباً وهو الإمام والخليفة بعدي)) قال رسول الله صلى الله عليه واله (( أنا وعلي والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهرون معصومون)) وقال رسول الله صلى الله عليه واله (( من أراد أن ينظر الى إبراهيم في حلمه والى نوح في حكمته والى يوسف في جماله فلينظر الى علي بن أبي طالب)) . وقد كُتبت الكتب والمجلدات في فضائل علي عليه السلام ولم تقدر على جمعها أو إحصائها لكثرتها ، فشخصية بهذا الكمال والصفات النبيلة والأخلاق الحميدة قد وثقَّه الرسول صلى الله عليه واله قبل الناس فهل توجد أمةٌ عاقلة حكيمة تتركه وتذهب لغيره لقيادتها ، فقيادة علي بن ابي طالب عليه السلام فارضة نفسها على الأمة بل على الأمم ولا يوجد لها منافس او قرين إذا أختار الحكماء والعقلاء القيادة والغدير هو أختار الكامل والعالم والحكيم والقدير والعزيز هو الله سبحانه وتعالى لأمير المؤمنين عليه السلام ولكن الأمة تركت اختيار الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه واله واختيار الحكماء والعقلاء واتخذت لنفسها قيادة ليس عندها من صفات القيادة شيء فخسرت الدنيا والآخرة ، جعلنا الله وإياكم ممن يتمسك باختيار الله سبحانه وتعالى واختيار الرسول صلى الله عليه واله وهي ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ، فسلام عليك يا أمير المؤمنين حين ولدت في الكعبة وسلام عليك حين استشهدت في بيت الله وسلام عليك حين تقف على الحوض تشّرب شيعتك من ماء الكوثر .
خضير العواد
https://telegram.me/buratha