لقد بين لنا الشارع المقدس الخطوط العريضة لتحديد بداية ونهاية الفرائض الشرعية من صلاة وصيام وحج وغيرها ، ففريضة الصيام تعتمد في انطلاقتها على بداية شهر رمضان ، لهذا السبب وجهنا الشارع المقدس الى تحري هلال شهر رمضان من أجل القيام بفريضة الصيام وكذلك انتهاء هذه الفريضة يرتبط ببداية شهر شوال ودفعنا للتحري أيضاً عن هلال شهر شوال حتى نتوقف عن فريضة الصيام التي حدد وقتها بشهر رمضان ، ولتحديد بداية الشهر وجهنا الشارع المقدس الى بعض الطرق لتحديد بداية أو انطلاقة الشهر ، قال رسول الله صلى الله عليه واله ( صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فأن غم عليكم فعدوا ثلاثين) (1) عن أبي عبد الله عليه السلام قال( الصوم للرؤية والفطر للرؤية وليس الرؤية أن يراه واحد ولا اثنان ولا خمسين)( 2) وهناك العشرات من الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه واله والمعصومين عليهم السلام التي تؤكد على عامل الرؤية لتحديد بداية شهر رمضان وكذلك شوال ، هنا سؤال يطرح نفسه وتطرحه الطبيعة الثابتة في حركة مكوناتها كالقمر والأرض حول الشمس ، السؤال يقول هل كان رسول الله صلى الله عليه واله يحرز بداية شهر رمضان وكذلك ليالي القدر والعيد بصورة واقعية مطابقة للواقع أم ظنية جائز بداية الشهر صحيحة أو غير صحيحة وبذلك تتبعها ليالي القدر ؟؟؟؟، لاعتبار كان يعتمد على الرؤية بالعين المجردة ، فإذا قلنا ظنية فهذا يطعن في نبوة الرسول صلى الله عليه واله وإذا قلنا يحرز بداية شهر رمضان بصورة واقعية مطابقة للوح المحفوظ وهو الذي يعتقد به جميع المسلمون في العالم باعتبار أحكام الرسول صلى الله عليه واله واقعية ، وكان الرسول صلى الله عليه واله يعتمد في تحديد بداية
الشهر على الرؤية بالعين المجردة وقد أثبتت ذلك السنة النبوية الشريفة ، وفي هذه الأيام هناك البعض من يعتمد على تحديد بداية الشهر من خلال الفلك الذي يحدد ولادة الهلال ، علماً أن رؤية الهلال بالعين المجردة تحتاج 18 ساعة لكي تستطيع العين رؤية الهلال بعد ولادته ، فلذلك نلاحظ الذين يعتمدون على الفلك في تحديد ولادة الهلال يسبقون الذين يعتمدون على العين المجردة بيوم كامل ، أي أصحاب مبدأ الاعتماد على الفلك في تحديد ولادة الهلال سيسبقون رسول الله صلى الله عليه واله بيوم فأي الطريقين أصح أهل الفلك أم رسول الله صلى الله عليه واله والأئمة الأطهار عليهم السلام علماً أن حركة الكواكب واحدة لم تتغير منذ بدأ الخليقة مروراً بزمن الرسول صلى الله عليه واله الى يومنا هذا ولكن اختلفت الأدوات ؟؟؟ .
(1) جامع أحاديث الشيعة – السيد البروجردي ج9ص125(2) تهذيب الأحكام – الشيخ الطوسي ج4ص156
خضير العواد
https://telegram.me/buratha