خضير العواد
لم يجتمع المسلمون على مسألة عقائدية كما اجتمعوا على مسألة خروج الامام المهدي عليه السلام في أخر الزمان وجميع الفرق تروي هذا الحديث قال رسول الله صلى الله عليه واله ( من كذب بالدجال فقد كفر ومن كذب بالمهدي فقد كفر) ( 1 )، ولكن الاختلاف الوحيد ما بين أتباع أهل البيت عليهم السلام وأهل السنة هو ؟؟ .
أتباع أهل البيت عليهم السلام ( الشيعة) يقولون أن الإمام المهدي عج قد ولد في 15 شعبان سنة 255 هجري وهو في غيبة الى أن يأذن الله سبحانه وتعالى في خروجه ويعتمدون على أحاديث الرسول صلى الله عليه واله وهذه منها قال رسول الله صلى الله عليه واله ( من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته مات ميتة جاهلية ) (2) وقال رسول الله صلى الله عليه واله ( والذي بعثني بالحق بشيراً ليغيبن القائم من ولدي بعهد معهود إليه مني حتى يقول الناس ما لله في آل محمد من حاجة ويشك آخرون في ولادته فمن أدرك زمانه فليستمسك بدينه ولا يجعل للشيطان إليه سبيلا بشكه فيزيله عن ملتي ويخرجه من ديني فقد أخرج أبويكم من الجنة من قبل وإن الله عز وجل جعل الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون) (3) ,اما اهل السنة فيقولون أنه سيولد في آخر الزمان ، وهنا السؤال يتبادر الى الذهن من هو المهدي عليه السلام الذي يؤمن به أهل السنة ، علماء اهل السنة يرون الكثير من الأحاديث حول المهدي عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله من خلالها يمكن لنا ان نعرف شخصية الإمام المهدي عليه السلام الذي يعتقدون فيه : قال رسول الله صلى الله عليه واله ( كيف أنتم إذا نزل أبن مريم وإمامكم منكم )( 4) ، قال رسول الله صلى الله عليه واله ( المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملئت ظلماً وجورا يملك سبع سنين )( 5) ، قال رسول الله صلى الله عليه واله ( المهدي من عترتي من ولد فاطمة )( 6) قال رسول الله صلى الله عليه واله ( المهدي من أهل البيت يصلحه الله في ليلة )( 7) ، عن حذيفة رضي الله عنه قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه واله بما هو كائن ثم قال ( لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يبعث في رجلا من ولدي أسمه أسمي ، فقام سلمان الفارسي رضي الله عته فقال : يا رسول الله من أي ولدك ؟ قال هو من ولدي هذا وضرب بيده على الحسين عليه السلام ) ( 8)
من خلال هذه الأحاديث نستنتج هذه المعلومات عن المهدي عليه السلام عند أهل السنة :
أنه من أهل البيت عليهم السلام ، من العترة ، من رسول الله صلى الله عليه واله ، من ولد فاطمة عليها السلام ، أسمه اسم الرسول صلى الله عليه واله ، من ولد الحسين عليه السلام ، وهو الإمام في آخر الزمان ويصلي خلفه عيسى عليه السلام .
ويروي أهل السنة عشرات الأحاديث التي تؤكد على عدد الخلفاء أو الأئمة بعد رسول الله صلى الله عليه واله : وهذه بعض الأحاديث روى البخاري عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه واله ( يكون اثنا عشر أميراً فقال كلمة لم أسمعها فقال أبي أنه قال كلهم من قريش)( 9) ، روى مسلم عنه ايضاً ، قال دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه واله فسمعته يقول أن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة ، قال ثم تكلم بكلام خفي علي ، قال فلت لأبي ما قال ؟ قال كلهم من قريش ) ( 10) وقد روى حديث الخلفاء الإثنى عشر أغلب علماء الحديث من أهل السنة ( أبو داود وأبن ماجة والنسائي وأحمد والترمذي والحاكم والسيوطي وغيرهم كثير وصححه الألباني ) .
ومن خلال حديث أثنى عشر خليفة أي يجب أن يكون هناك خليفة من هذه الإثنى عشر في آخر زمان وهو من قريش ، ولكن هنا يفرض نفسه السؤال الإمام المهدي الذي يصلي خلفه عيسى عليه السلام هل من هؤلاء الخلفاء الإثنى عشر أم لا : إذا قلنا لا ؟ هنا يصبح عندنا في آخر زمان خليفتان أو إمامان وهذا لا يمكن لأن لكل زمان خليفة أو إمام واحد وهذا يظهر جلياً من حديث رسول الله صلى الله عليه واله ( من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية (11) ، إذن الإمام المهدي عليه السلام الذي يعتقد به أهل السنة يجب أن يكون من الخلفاء الإثنى عشر ، وبما أن ألإمام المهدي عليه السلام الذي يعتقد به أهل السنة ( من رسول الله صلى الله عليه واله ، من أهل البيت عليهم السلام ، من العترة ، من ولد فاطمة ، إذن اباء الإمام المهدي عليهم السلام جميعهم من أهل البيت عليهم السلام ومن ولد فاطمة عليها السلام ومن العترة ومن رسول الله صلى الله عليه واله ومن الإمام الحسين عليه السلام ، وهذه الصفات لا تنطبق إلا على أئمة اهل البيت عليهم السلام فجميعهم من ولد الحسين عليه السلام ومن ولد فاطمة ومن العترة ومن أهل البيت عليهم السلام ومن رسول الله صلى الله عليه واله والإمام الثاني عشر أسمه أسم رسول الله صلى الله عليه واله .
قال رسول الله صلى الله عليه واله ( إن خلفائي وأوصيائي وحجج الله على الخلق بعدي الإثنا عشر أولهم علي وآخرهم ولدي المهدي )( 12) ، قال رسول الله صلى الله عليه واله ( يا جابر إن أوصيائي وأئمة المسلمين من بعدي أولهم علي ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فإذا لقيته فأقرأه مني السلام ثم جعفر بن محمد ثم موسى بن جعفر ثم علي بن موسى ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد ثم الحسن بن علي ثم القائم ، اسمه اسمي وكنيته كنيتي ، محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تبارك وتعالى على يديه مشارق الأرض ومغاربها ، ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبة لا تثبت على القول بإمامته إلا من أمتحن الله قلبه للإيمان ) (13) ، ومن هذا نستنتج أن المهدي عليه السلام الذي يعتقد به اهل السنة هو نفسه الإمام المهدي عج الذي يعتقد به أتباع أهل البيت عليهم السلام وهو الحجة ( أسم رسول الله) بن الإمام الحسن العسكري عج ، وهذا يثبته حديث الثقلين أيضاً الذي يثبت أن القرآن والعترة أو أهل البيت عليهم السلام لا يفترقوا أبداً أي ما دام هناك حياة وفيها قرآن إذن هناك إمام من أئمة أهل البيت عليهم السلام حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه واله عند حوض الكوثر قال رسول الله صلى الله عليه واله (إني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء الى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما)( 14) ، فمهما حاول المبغضون والجاهلون والحكام إخفاء حقيقة الإمام المهدي عج فأنهم ينصدموا بعشرات الأحاديث التي تؤكد على حقيقة الإمام المهدي عج وأنه من أئمة اهل البيت الإثنى عشر عليهم السلام وأنه سيخرج فيملأها عدل وقسطاً كما ملئت جورا وظلما.
(1) عقد الدرر ص209ب7، فرائد السمطين ج2ص334ح585(2) بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج51 ص 73(3) كمال الدين وتمام النعمة – الشيخ الجليل الأقدم الصدوق ج1ص79(4) صحيح الجامع – الألباني ص4591، صحيح البخاري- البخاري أحاديث الأنبياء رقم الحديث 3193 وصحيح مسلم – مسلم ، الإيمان رقم الحديث 222(5) عيون المعبود – العظيم آبادي ج11 ص239 ، ابن حجر العسقلاني – هداة الرواة ص 1205، صحيح أبو داود رقم الحديث 4285 والحاكم رقم الحديث 8670 وحسنه الألباني في صحيح الجامع(6) صحيح الجامع – الألباني الصفحة او الرقم 6734، صحيح ابو داود رقم الحديث 4284 ، أبن ماجة رقم الحديث 4086(7) رواه أحمد ج1ص84 ، وأبن ماجة رقم الحديث 4085 ، الحلية – ابو نعيم ج3ص177، وصححه أحمد شاكر والألباني في صحيح الجامع رقم الحديث 2371(8) المقدسي الشافعي السلمي – عقد الدرر في أخبار المنتظرج1ص83 ، ص 95، الطبري – ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى ج1ص137(9) صحيح البخاري ج9ص101 باب الأحكام الباب 551 ( باب الاستخلاف(10) صحيح مسلم – مسلم النيسابوري،ج6ص3 ، شرح النووي على مسلم – النووي ج12ص520(11) )( أبن حنبل – مسند الإمام احمد بن حنبل ج28ص88ص89(12) ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ج3 الباب السابع والسبعون ص 447(13) ينابيع المودة – القندوزي ج3 ص380 الباب 93 الحديث 2) (14) الجامع الكبير ج5ص329، فضائل الصحابة ص15، مسند أحمد – احمد حنبل ج3ص16ص27ص59ص183(15)
خضير العواد
https://telegram.me/buratha
