الدكتور فاضل حسن شريف
جاء في كتاب البرهان في تفسير القرآن للسيد هاشم البحراني: قوله تعالى "خَتَمَ اللّٰهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ وَ عَلىٰ سَمْعِهِمْ وَ عَلىٰ أَبْصٰارِهِمْ غِشٰاوَةٌ وَ لَهُمْ عَذٰابٌ عَظِيمٌ" (البقرة 7) تَفْسِيرُ الْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ،قَالَ: (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: أَيُّكُمْ وَقَى بِنَفْسِهِ نَفْسَ رَجُلٍ مُؤْمِنٍ الْبَارِحَةَ؟ فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: أَنَا هُوَ-يَا رَسُولَ اللَّهِ-وَقَيْتُ بِنَفْسِي نَفْسَ ثَابِتِ بْنِ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيِّ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: حَدِّثْ بِالْقِصَّةِ إِخْوَانَكَ الْمُؤْمِنِينَ، وَ لاَ تَكْشِفْ عَنِ اسْمِ الْمُنَافِقِينَ الْكَائِدِينَ لَنَا، فَقَدْ كَفَاكُمُ اللَّهُ شَرَّهُمْ،وَ أَخَّرَهُمْ لِلتَّوْبَةِ،لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ أَوْ يَخْشَوْنَ. فَقَالَ عَلِيٌّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ فِي بَنِي فُلاَنٍ بِظَاهِرِ الْمَدِينَةِ، وَ بَيْنَ يَدَيَّ بَعِيداً مِنِّي ثَابِتُ بْنُ قَيْسٍ،إِذْ بَلَغَ بِئْراً عَادِيَةً عَمِيقَةً بَعِيدَةَ الْقَعْرِ، وَ هُنَاكَ رَجُلٌ مِنَ الْمُنَافِقِينَ فَدَفَعَهُ لِيَرْمِيَهُ فِي الْبِئْرِ،فَتَمَاسَكَ ثَابِتٌ،ثُمَّ عَادَ فَدَفَعَهُ، وَ الرَّجُلُ لاَ يَشْعُرُ بِي حَتَّى وَصَلْتُ إِلَيْهِ، وَ قَدِ انْدَفَعَ ثَابِتٌ فِي الْبِئْرِ،فَكَرِهْتُ أَنْ أَشْتَغِلَ بِطَلَبِ الْمُنَافِقِ خَوْفاً عَلَى ثَابِتٍ،فَوَقَعْتُ فِي الْبِئْرِ لَعَلِّي آخُذُهُ،فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا قَدْ سَبَقْتُهُ إِلَى قَرَارِ الْبِئْرِ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: وَ كَيْفَ لاَ تَسْبِقُهُ وَ أَنْتَ أَرْزَنُ مِنْهُ؟ وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ مِنْ رِزَانَتِكَ إِلاَّ مَا فِي جَوْفِكَ مِنْ عِلْمِ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ، أَوْدَعَهُ اللَّهُ رَسُولَه ُلَكَانَ مِنْ حَقِّكَ أَنْ تَكُونَ أَرْزَنَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ،فَكَيْفَ كَانَ حَالُكَ وَ حَالُ ثَابِتٍ؟ قَالَ:يَا رَسُولَ اللَّهِ،صِرْتُ إِلَى الْبِئْرِ،وَ اسْتَقْرَرْتُ قَائِماً،وَ كَانَ ذَلِكَ أَسْهَلَ عَلَيَّ وَ أَخَفَّ عَلَى رِجْلِي مِنْ خُطَايَ الَّتِي كُنْتُ أَخْطُوهَا رُوَيْداً رُوَيْداً، ثُمَّ جَاءَ ثَابِتٌ،فَانْحَدَرَ فَوَقَعَ عَلَى يَدَيَّ،وَ قَدْ بَسَطْتُهُمَا إِلَيْهِ، وَ خَشِيتُ أَنْ يَضُرَّنِي سُقُوطُهُ عَلَيَّ أَوْ يَضُرَّهُ، فَمَا كَانَ إِلاَّ كَطَاقَةِ رَيْحَانٍ تَنَاوَلْتُهَا بِيَدَيَّ.)
ويقول السيد هاشم البحراني عن الامام العسكري عليه السلام: وَ عَنْ مَوْلاَنَا الْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ،ع َنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ فِي حَدِيثِ سُجُودِ الْمَلاَئِكَةِ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ: (لَمْ يَكُنْ سُجُودُهُمْ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِنَّمَا كَانَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قِبْلَةً لَهُمْ يَسْجُدُونَ نَحْوَهُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ،وَ كَانَ بِذَلِكَ مُعَظَّماً مُبَجَّلاً،وَ لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ مِنْ دُونِ اللَّهِ، وَ يَخْضَعَ لَهُ كَخُضُوعِهِ لِلَّهِ، وَ يُعَظِّمَهُ بِالسُّجُودِ لَهُ كَتَعْظِيمِهِ لِلَّهِ. وَ لَوْ أَمَرْتُ أَحَداً أَنْ يَسْجُدَ هَكَذَا لِغَيْرِ اللَّهِ لَأَمَرْتُ ضُعَفَاءَ شِيعَتِنَا وَ سَائِرَ الْمُكَلَّفِينَ مِنْ شِيعَتِنَا أَنْ يَسْجُدُوا لِمَنْ تَوَسَّطَ فِي عُلُومِ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ مَحَّضَ وِدَادَ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ احْتَمَلَ الْمَكَارِهَ وَ الْبَلاَيَا فِي التَّصْرِيحِ بِإِظْهَارِ حُقُوقِ اللَّهِ،وَ لَمْ يُنْكِرْ عَلَيَّ حَقّاً أَرْقُبُهُ عَلَيْهِ قَدْ كَانَ جَهِلَهُ أَوْ أَغْفَلَهُ). قوله تعالى: "وَ إِذٰا قِيلَ لَهُمْ لاٰ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قٰالُوا إِنَّمٰا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلاٰ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لٰكِنْ لاٰ يَشْعُرُونَ" (البقرة 11-12) قَالَ الْإِمَامُ الْعَسْكَرِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (قَالَ الْعَالِمُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: إِذَا قِيلَ لِهَؤُلاَءِ النَّاكِثِينَ لِلْبَيْعَةِ فِي يَوْمِ الْغَدِيرِ "لاٰ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ" (البقرة 11) بِإِظْهَارِ نَكْثِ الْبَيْعَةِ لِعِبَادِ اللَّهِ الْمُسْتَضْعَفِينَ فَتُشَوِّشُونَ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ، وَ تُحَيِّرُونَهُمْ فِي دِينِهِمْ وَ مَذَاهِبِهِمْ "قٰالُوا إِنَّمٰا نَحْنُ مُصْلِحُونَ" (البقرة 11) لِأَنَّا لاَ نَعْتَقِدُ دِينَ مُحَمَّدٍ،وَ لاَ غَيْرَ دِينِ مُحَمَّدٍ، وَ نَحْنُ فِي الدِّينِ مُتَحَيِّرُونَ،فَنَحْنُ نَرْضَى فِي الظَّاهِرِ مُحَمَّداً بِإِظْهَارِ قَبُولِ دِينِهِ وَ شَرِيعَتِهِ،وَ نَقْضِي فِي الْبَاطِنِ إِلَى شَهَوَاتِنَا، فَنَتَمَتَّعُ وَ نَتَرَفَّهُ وَ نُعْتِقُ أَنْفُسَنَا مِنْ دِينِ مُحَمَّدٍ، وَ نَكُفُّهَا مِنْ طَاعَةِ ابْنِ عَمِّهِ عَلِيٍّ، لِكَيْ إِنْ أُدِيلَ فِي الدُّنْيَا كُنَّا قَدْ تَوَجَّهْنَا عِنْدَهُ،وَ إِنِ اضْمَحَلَّ أَمْرُهُ كُنَّا قَدْ سَلِمْنَا مِنْ سَبْيِ أَعْدَائِهِ. قال اللّه عزّ و جلّ: "أَلاٰ إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ" (البقرة 12) بما يفعلون من أمور أنفسهم، لأن اللّه تعالى يعرف نبيه صلّى اللّه عليه و آله نفاقهم،فهو يلعنهم و يأمر المسلمين بلعنهم، و لا يثق بهم أيضا أعداء المؤمنين، لأنهم يظنون أنهم ينافقونهم أيضا كما ينافقون أصحاب محمد،فلا يرفع لهم عندهم منزلة، و لا يحلون عندهم بمحل أهل الثقة).
ويقول السيد البحراني في كتابه البرهان: قوله تعالى: "وَ إِذْ أَخَذْنٰا مِيثٰاقَ بَنِي إِسْرٰائِيلَ لاٰ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّٰهَ وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً وَ ذِي الْقُرْبىٰ وَ الْيَتٰامىٰ وَ الْمَسٰاكِينِ وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ حُسْناً وَ أَقِيمُوا الصَّلاٰةَ وَ آتُوا الزَّكٰاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاّٰ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ" (البقرة 83) قَالَ الْإِمَامُ الْعَسْكَرِيُّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ: (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ:وَ اذْكُرُوا إِذْ أَخَذْنٰا مِيثٰاقَ بَنِي إِسْرٰائِيلَ عَهْدَهُمُ الْمُؤَكَّدَ عَلَيْهِمْ: لاٰ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّٰهَ أَيْ بِأَنْ لاَ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ، أَيْ لاَ تُشَبِّهُوهُ بِخَلْقِهِ، وَ لاَ تُجَوِّرُوهُ فِي حُكْمِهِ، وَ لاَ تَعْمَلُوا بِمَا يُرَادُ بِهِ وَجْهُهُ تُرِيدُونَ بِهِ وَجْهَ غَيْرِهِ. "وَ بِالْوٰالِدَيْنِ إِحْسٰاناً" (البقرة 83) وَ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ بِأَنْ يَعْمَلُوا بِوَالِدَيْهِمْ إِحْسَاناً، مُكَافَأَةً عَنْ إِنْعَامِهِمَا عَلَيْهِمْ، وَ إِحْسَانِهِمَا إِلَيْهِمْ، وَ احْتِمَالِ الْمَكْرُوهِ الْغَلِيظِ فِيهِمْ، لِتَرْفِيهِهِمَا وَ تَوْدِيعِهِمَا "وَ ذِي الْقُرْبىٰ" (البقرة 83) قَرَابَاتِ الْوَالِدَيْنِ بِأَنْ يُحْسِنُوا إِلَيْهِمْ لِكَرَامَةِ الْوَالِدَيْنِ "وَ الْيَتٰامىٰ" أَيْ وَ أَنْ يُحْسِنُوا إِلَى الْيَتَامَى الَّذِينَ فَقَدُوا آبَاءَهُمُ الْكَافِلِينَ لَهُمْ أُمُورَهُمْ،السَّائِقِينَ لَهُمْ غِذَاءَهُمْ وَ قُوتَهُمُ،الْمُصْلِحِينَ لَهُمْ مَعَاشَهُمْ. "وَ قُولُوا لِلنّٰاسِ" (البقرة 83) الَّذِينَ لاَ مَئُونَةَ لَهُمْ عَلَيْكُمْ "حُسْناً" عَامِلُوهُمْ بِخُلُقٍ جَمِيلٍ "وَ أَقِيمُوا الصَّلاٰةَ" الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ،وَ أَقِيمُوا أَيْضاً الصَّلاَةَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبِينَ عِنْدَ أَحْوَالِ غَضَبِكُمْ وَ رِضَاكُمْ،وَ شِدَّتِكُمْ وَ رَخَائِكُمْ، وَ هُمُومِكُمُ الْمُعَلَّقَةِ بِقُلُوبِكُمْ. "ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ" (البقرة 83) أَيُّهَا الْيَهُودُ عَنِ الْوَفَاءِ بِمَا قَدْ نُقِلَ إِلَيْكُمْ مِنَ الْعَهْدِ الَّذِي أَدَّاهُ أَسْلاَفُكُمْ إِلَيْكُمْ "وَ أَنْتُمْ مُعْرِضُونَ" (البقرة 83) عَنْ ذَلِكَ الْعَهْدِ،تَارِكُونَ لَهُ،غَافِلُونَ عَنْهُ).
وَ عَنِ الْإِمَامِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ الْعَسْكَرِيِّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، قَالَ:(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ لَمَّا عَرَّفَ اللَّهُ مَلاَئِكَتَهُ فَضْلَ خِيَارِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ(صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ)وَ شِيعَةِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ خُلَفَائِهِ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ، وَ احْتِمَالَهُمْ فِي جَنْبِ مَحَبَّةِ رَبِّهِمْ مَا لاَ تَحْتَمِلُهُ الْمَلاَئِكَةُ، أَبَانَ بَنِي آدَمَ الْخِيَارَ الْمُتَّقِينَ بِالْفَضْلِ عَلَيْهِمْ. ثُمَّ قَالَ: فَلِذَلِكَ فَاسْجُدُوا لِآدَمَ لِمَا كَانَ مُشْتَمِلاً عَلَى أَنْوَارِ هَذِهِ الْخَلاَئِقِ الْأَفْضَلِينَ.وَ لَمْ يَكُنْ سُجُودُهُمْ لِآدَمَ، إِنَّمَا كَانَ آدَمُ قِبْلَةً لَهُمْ يَسْجُدُونَ نَحْوَهُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ،وَ كَانَ بِذَلِكَ مُعَظَّماً مُبَجَّلاً وَ لاَ يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ مِنْ دُونِ اللَّهِ،يَخْضَعُ لَهُ خُضُوعَهُ لِلَّهِ، وَ يُعَظِّمُهُ بِالسُّجُودِ لَهُ كَتَعْظِيمِهِ لِلَّهِ. وَ لَوْ أَمَرْتُ أَحَداً أَنْ يَسْجُدَ هَكَذَا لِغَيْرِ اللَّهِ،لَأَمَرْتُ ضُعَفَاءَ شِيعَتِنَا وَ سَائِرَ الْمُكَلَّفِينَ مِنْ شِيعَتِنَا أَنْ يَسْجُدُوا لِمَنْ تَوَسَّطَ فِي عُلُومِ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ مَحَّضَ وِدَادَ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ، عَلِيٍّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ، وَ احْتَمَلَ الْمَكَارِهَ وَ الْبَلاَيَا فِي التَّصْرِيحِ بِإِظْهَارِ حُقُوقِ اللَّهِ،وَ لَمْ يُنْكِرْ عَلَيَّ حَقّاً أَرْقُبُهُ عَلَيْهِ قَدْ كَانَ جَهِلَهُ أَوْ أَغْفَلَهُ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ: عَصَى اللَّهَ إِبْلِيسُ،فَهَلَكَ لِمَا كَانَتْ مَعْصِيَتُهُ بِالْكِبْرِ عَلَى آدَمَ، وَ عَصَى اللَّهَ آدَمُ بِأَكْلِ الشَّجَرَةِ، فَسَلِمَ وَ لَمْ يَهْلِكْ لِمَا لَمْ يُقَارِنْ بمعصية التَّكَبُّرَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ. وَ ذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لَهُ:يَا آدَمُ، عَصَانِي فِيكَ إِبْلِيسُ، وَ تَكَبَّرَ عَلَيْكَ فَهَلَكَ، وَ لَوْ تَوَاضَعَ لَكَ بِأَمْرِي، وَ عَظَّمَ عِزَّ جَلاَلِي لَأَفْلَحَ كُلَّ الْفَلاَحِ كَمَا أَفْلَحْتَ، وَ أَنْتَ عَصَيْتَنِي بِأَكْلِ الشَّجَرَةِ، وَ بِالتَّوَاضُعِ لِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ تُفْلِحُ كُلَّ الْفَلاَحِ، وَ تَزُولُ عَنْكَ وَصْمَةُ الزَّلَّةِ ، فَادْعُنِي بِمُحَمَّدٍ وَ آلِهِ الطَّيِّبِينَ لِذَلِكَ.فَدَعَا بِهِمْ فَأَفْلَحَ كُلَّ فَلاَحٍ، لِمَا تَمَسَّكَ بِعُرْوَتِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ).
https://telegram.me/buratha