الدكتور فاضل حسن شريف
1576- جاء في شبكة المعارف الاسلامية الثقافية: النبي يدعو وقريش تراوغ: عرض رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم دعوته على زوجه خديجة رضي الله عنها وعلى ابن عمه علي بن أبي طالب، فآمنا بها، وتابع النبي دعوته، فآمن معه أربعون شخصاً، أغلبهم من الشباب. فاتخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم دار الأرقم المخزومي، مركزاً يعلّم فيه المؤمنين القرآن. وبعد ثلاث سنوات أمر الله سبحانه حبيبه محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بأن "أنذر عشيرتك الأقربين" (الشعراء 214) فدعا النبي عشيرته إلى طعام، وما أن أراد محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يحدثهم، وكانوا قد علموا بأمره، حتى قاطعه عمه أبو لهب، وحذره من الإستمرار في دعوته. وانفضّ الاجتماع، قبل أن يتم محمد كلامه، فعاد الأمر الالهي: "فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين" (الحجر 94) فأعاد صلى الله عليه وآله وسلم الكرة ثانية فدعا عشيرته وأولم لهم، وماكادوا يفرغون من الطعام، حتى بادرهم عليه الصلاة والسلام بقوله: (يابني عبد المطلب، إن الله قد بعثني إلى الخلق كافة، وبعثني إليكم خاصة. وأنا أدعوكم الى كلمتين خفيفتين على اللسان، ثقيلتين في الميزان، تملكون بهما العرب والعجم، وتنقاد لكم بهما الأمم، وتدخلون بهما الجنة، وتنجون من النار: شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأني رسول الله. أرأيتم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم، أما كنتم تصدقونني؟ قالوا: بلى. قال صلى الله عليه وآله وسلم: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. أنقذوا أنفسكم من النار). وقاطعة أبو لهب ثانية، وقال له: تباً لك، ألهذا دعوتنا فأنزل الله سبحانه على حبيبه: "تبّت يدا أبي لهبٍ وتب * ماأغنى عنه ماله وما كسب * سيصلى ناراً ذات لهب. وامرأته حمالة الحطب * في جيدها حبل من مسد" (المسد 1-5). دخل جماعة من قريش في الاسلام، واخذت الدعوة المحمدية تشق طريقها في المجتمع، وراح أنصارها يزدادون يوماً بعد يوم، فاعتبر زعماء قريش أنّ ذلك خطر يتهدد مصالحهم الذاتية وزعاماتهم، وجاهروا بعدائهم للنبي وللإسلام، وسلكوا سبيل الحطّ من شأن الرسول وتكذيب دعوته، وراحوا يهزؤون به قائلين: "لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً * أو تكون لك جنة من نخيل وأعناب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا * أو تأتي بالله والملائكة قبيلا * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء" (الاسراء 90-93). ولم يكن هذا الأسلوب اللئيم في المحاربة، ليثني النبي العظيم عن تبليغ رسالة ربه، وواصل دعوته بإصرار غير مكترث بسخرية زعماء قريش، فعمدوا، كما يعمد أعداء الله اليوم، إلى التضليل الاعلامي، وترويج الاشاعات الكاذبة، ضد النبي وأتباعه، فمرة يصفونه بالكذاب، وأخرى بالشاعر، وثالثة بالساحر، حتى بلغت إشاعاتهم الحبشة وسواها، وهم يهدفون إلى عزل جبيب الله عن المجتمع، وإبعاد القاعدة الشعبية عنه وعن الدين الجديد. ولم تنفع كل تلك الإشاعات والإفتراءات وأساليب التضليل، وظلَّ الناس يتهافتون على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تهافت الفراش على النور، فلجأ زعماء قريش إلى أسلوب الإغراء والمساومة، فأرسلوا عتبة بن ربيعة ليقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: يابن أخي، إن كنت تريد بما جئت به مالاً، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالاً، وإن كنت تريد بما جئت به شرفاً، سودناك علينا، حتى لاينقطع أمراً دونك، وإن كنت تريد ملكاً ملّكناك علينا. وجاء الردّ من النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: (أفرغت يا أبا الوليد؟ قال: نعم. فقال صلى الله عليه وآله وسلم: فاسمع مني: "حم * تنزيل من الرحمن الرحيم * كتاب فصلت آياته قرآناً عربياً لقوم يعلمون * بشيراً ونذيراً فأعرض أكثرهم فهم لايسمعون * وقالوا قلوبنا في أكنة مما تدعونا إليه، وفي آذاننا وقر ومن بيننا وبينك حجاب فاعمل فاننا عاملون" (فصلت 1-5). وتابع النبي صلى الله عليه وآله وسلم حتى بلغ موضع السجدة فسجد، وعتبة يسمع ويرى، ثم قال عليه الصلاة والسلام: قد سمعت يا أبا الوليد ماسمعت، فأنت وذاك). عاد عتبة مرتبكاً، فرآه أصحابه فقالوا: لقد عاد أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به، فقال لهم: (إني قد سمعت وقولاً، والله ماسمعت مثله قط والله ماهو بالشعر ولا بالسحر ولا بالكهانة). وراح عتبة يدعوهم إلى التخلي عن مواجهة النبي، وتركه وشأنه، فقالوا له: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه. ثم إنّ زعماء قريش أرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وفداً منهم، ليعرضوا عليه المغريات فما كان قوله إلا أن قال: (ماجئتكم بما جئتكم به أطلب أموالكم، ولا الشرف فيكم، ولا الملك عليكم، ولكن الله بعثني إليكم رسولاً، وأنزل عليَّ كتاباً، وأمرني أن أكون لكم بشيراً ونذيراً، فبلغتكم رسالات ربي، ونصحت لكم، فإن تقبلوا ما جئتكم به فهو حظكم في الدنيا والآخرة، وإن تردوه عليَّ أصبر لأمر الله، حتى يحكم الله بيني وبينكم).
1577- جاء في کتاب الحديث النبوي بين الرواية والدراية للشيخ جعفر السبحاني: الاِرجاء في حديثه: أخرج أبو داود، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: أُمّتي هذه أُمّة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة، عذابها في الدنيا: الفتن و الزلازل والقتل. أقول: إنّ فكرة الاِرجاء وإن ظهرت في أواخر القرن الاَوّل، فادّعت المرجئة أنّ الاِيمان عبارة عن الاِقرار بالقول واللسان وإن لم يكن مرافقاً للعمل، فأخذوا من الاِيمان جانب القول وتركوا جانب العمل، فكأنّهم قدّموا الاَوّل وأخّروا الثاني واشتهروا بمقولتهم (لا تضر مع الاِيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة). لكن الحديث يدعم تلك الفكرة فيبشِّـر الاَُمّة المرحومة بالنجاة في الآخرة، وإن كان يصيبهم في الدنيا ببعض الجزاء، ولكن كتبت النجاة على الجميع، حتى الطواغيت والمجرمين والظالمين العتاة، ومن الواضح انّ الحديث مخالف للقرآن الكريم والسنّة النبوية واتّفاق المسلمين، فأين قوله سبحانه: "وَمَنْ يَقْتُلْ مُوَْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاوَُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها" (النساء 93) وقوله سبحانه: "وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها فِي سَبِيلِ اللّهِفَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ * يَومَ يُحْمى عَلَيْها في نارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِها جِباهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هذا ما كَنَزْتُمْ لاََنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا ما كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ" (التوبة 34ـ35) إلى غير ذلك من الآيات العامة لجميع الاَفراد خصوصاً الاَُمّة المرحومة التي جاءهم نبيهم بهذه الآيات والاَحكام.
1578- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أحبنا أهل البيت فليحمد الله على أول النعم، قيل: وما أول النعم؟ قال: طيب الولادة، ولا يحبنا إلا من طابت ولادته.
https://telegram.me/buratha