الصفحة الإسلامية

صلح الإمام الحسن عليه السلام وتجنب عنوان الطلقاء ؟؟؟؟

1136 2023-10-07

كلمة طليق في اللغة من معانيها الكثيرة هو تحرير الاسير من اسره ، ولكن بعد ظهور الإسلام وفتح مكة أختص معنى كلمة طليق على الذي أطلقهم رسول الله صلى الله عليه واله ودخلوا للإسلام كرها حيث ذكر هذا المعنى أمير المؤمنين عليه السلام (ذكر الإمام علي في حرب صفين أن جيشه يقاتل الطلقاء وأبنائهم الذين اسلموا كرها وهم دائماً في حالة حرب مع الإسلام )(1) ومن اشهر من أطلقت عليهم كلمة الطلقاء هم ابو سفيان وأبنه كمعاوية وصفوان بن أمية ومطيع بن الأسود وغيرهم كثير ، وأخذت ابعاد كبيرة هذه الكلمة بحيث من تطلق عليه لا يمكن أن يكون خليفة للمسلمين او يشترك في شورى حيث ذكر الإمام علي عليه السلام هذا المعنى في أحد رسائله حيث قال ( الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ولا تعرض فيهم الشورى ) ( 2) ، بسبب خطورة معنى كلمة طليق وحساسيتها في قلب معاوية وشعوره بالدونية أمام الإمام الحسن عليه السلام ، فقد طرح أحد الفضلاء فكرة مفادها ان معاوية أراد ان يؤسر الإمام الحسن عليه السلام ويطلقه حتى يجعله من الطلقاء ومن ثم لا تليق به وبذريته الخلافة ؟؟؟؟ .

ولكن هذه الفكرة لا يمكن ان تجد اي مقبولية بسبب ارتطامها بعقبات كبيرة و كثيرة لا يمكن تجاوزها .

فالإمام الحسن عليه السلام سيد شباب اهل الجنة وهو إمام قام او قعد وهو سبط رسول الله صلى الله عليه واله وهو من أهل الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وهو ابن رسول الله صلى الله عليه واله بصريح القرآن في آية المباهلة وغيرها من فضائل الإمام الحسن عليه السلام التي يعرفها عموم المسلمين فلا يمكن ان يعنون الإمام الحسن عليه السلام بعنوان الطليق بالإضافة الى أن معاوية هو طليق أبن طليق فكيف يطلق عنوان أخذ أهميته وخطورته لأن مطلقه رسول الله صلى الله عليه واله ؟؟؟؟

كلمة طليق التي التصقت ببني أمية وفي مقدمتهم ابا سفيان وابنه معاوية ومن رافقهم ممن عفى عنهم رسول الله صلى الله عليه واله وقال كلمته المشهورة فيهم فأذهبوا فأنتم الطلقاء ( اغلب المصادر التاريخية تروي هذا الخبر ) ومعناها كما ذكره الإمام علي عليه السلام هم الذين دخلوا للإسلام كرها .

وبسبب الظروف التي أحاطت بالإمام حسن عليه السلام وجيشه بعد استشهاد الإمام علي عليه السلام والخيانات التي انتشرت ما بين قيادات جيشه وفي مقدمتهم عبيد الله بن العباس بالإضافة الى مجموعة المنافقين التي كان يقودها الاشعث بن قيس وتذبذب معنويات جيشه نتيجة توغل الجواسيس ونشرهم للأكاذيب والدعايات مما أدى الى طعن الإمام الحسن عليه السلام ونهب متاعه وقد ذكر ذلك الإمام الحسن عليه في بعض خطبه ( يا أهل العراق إنه سخى بنفسي عنكم ثلاث : قتلكم أبي وطعنكم إياي وإنتهابكم متاعي )(3) كل هذه العوامل أدت الى ضعف جيش الإمام الحسن عليه السلام ومعاوية على علم بها نتيجة كثرت عيونه وجواسيسه المنتشرين في جيش الإمام حسن عليه السلام وكان يستطيع أن يدخل في حرب مع الإمام عليه السلام وينتصر عليه ويأخذه أسيراً ؟؟؟؟ ولكن عندما قبل الإمام الحسن عليه السلام مهادنة معاوية عرض عليه معاوية ورقة بيضاء يكتب فيها الإمام الحسن عليه السلام ما يشاء من شروط وبعد المهادنة مباشرة وقف معاوية في منطقة النخيلة يخطب في أهل الكوفة ويبين غايته من قتال الإمام الحسن عليه السلام وهذه المهادنة (ما قاتلتكم لتصلوا ولا لتصوموا ولا لتحجوا ولا لتزكوا وقد أعرف أنكم تفعلون ذلك ولكن إنما قاتلتكم لأتآمر عليكم فقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون ) ( 4).

وقد أظهر معاوية بكلمات خطبته لأهل الكوفة الغاية من مقاتلة الإمام الحسن عليه السلام وهو السيطرة على رقاب المسلمين ولم يذكر قط كلمة طليق او عنوان طليق فإذا صاحب الأمر قد ذكر الغاية وبيّنها ووّضحها فكيف نقَّوله بما لم يقل أو يفكر به وحتى ان فكر به لدناءته وخسته ولكنه لم يستطع البوح به لعدم تقبل الناس للفكرة وقد ينقلب الأمر عليه ؟؟؟؟.

وأما غاية الإمام الحسن عليه السلام من مهادنة معاوية فقد صرح بها الإمام الحسن عليه السلام لأصحابه بعد أن رفضوا المهادنة ، وقد أعترض حجر بن عدي بعدما وافق الإمام الحسن على المهادنة قال له الإمام الحسن عليه السلام ( ..... وإنما فعلت ما فعلت أبقاء عليكم)(5)

وهناك تجربة أسر قد حدثت مع إمامين عليهم السلام وهم الإمام السجاد وأبنه الباقر عليهم السلام ، عندما اسر جيش يزيد الإمام زين العابدين والإمام الباقر وباقي بنات الرسالة وفي مقدمتهم سيد المخدرات زينب عليها السلام وقد أخذوهم الى دمشق حيث مركز حكم بني أمية وحيث قصر يزيد عليه لعنة الله ، ولكن كلمة طليق لم تطلق على الأئمة عليهم السلام على الرغم أن يزيد قد أطلقهم من الأسر ؟؟؟؟؟.

لأنه عنوان لايمكن ان يطلق على أصحاب الرسالة المحمدية ، وإذا كان بإمكان بني أمية وفي مقدمتهم معاوية أن يطلقوا هذا العنوان على أهل البيت عليهم السلام لما قصروا في الأمر وقد توفرت لهم جميع الظروف التي تدفعهم الى إطلاق هذا العنوان ( الطلقاء) ، ولكنهم يعلمون ان هذا الأمر ليس من قدراتهم أو استطاعتهم لأن هذا العنوان أخذ أهميته وخطورته من رسول الله صلى الله عليهم واله الذي أطلقها على مشركي مكة في يوم الفتح ، وقد بينت السيدة زينب عليها السلام للطاغية يزيد وهو جالس على عرشه لا يمكن له ان يفعل ما يريد إلا اذا خرج عن عنوان الإسلام ، قالت فاطمة بنت الحسين عليهما السلام : فلما جلسنا بين يدي يزيد رق لنا ، فقام اليه رجل من أهل الشام أحمر فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية - يعنيني - كنت جارية وضيئة فأرعدت وظننت أن ذلك جائز لهم فأخذت بثياب عمتي زينب وكانت تعلم أن ذلك لا يكون ، فقالت عمتي للشامي : كذبت والله ولؤمت والله ما ذلك لك ولا له فغضب يزيد وقال كذبت إن ذلك لي ولو شئت أن أفعل لفعلت ، قالت كلا والله ما جعل الله لك ذلك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغيرها ، فاستطار يزيد غضباً وقال : إياي تستقبلين بهذا ؟ إنما خرج من الدين أبوك وأخوك ، قالت زينب بدين الله ودين أبي ودين أخي اهتديت أنت وجدك وأبوك إن كنت مسلماً ، قال كذبت يا عدوة الله ، قالت له أنت أمير تشتم ظالماً وتقهر بسلطانك فكأنه استحيا وسكت ، فعاد الشامي فقال هب لي هذه الجارية ، فقال له يزيد أغرب وهب الله لك حتفاً قاضيا ...(6)، وهذه الرواية تثبت أن بني أمية وفي مقدمتهم معاوية ويزيد لا يمكنهم فعل كل شيء مع أهل البيت عليهم السلام ومن هذه الافعال عنوان الطليق فليس بمقدور معاوية ان يطلقه على أي مسلم وما بالك بسيد المسلمين وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسن عليه السلام لأنه عنوان أخذ أهميته وخطورته وحدوده ومحاذيره لأنه مطلقه رسول الله صلى الله عليه واله .

(1) ابن قتيبة الدينوري ، الامامة والسياسة ص178(2) المنقري ، وقعة صفين ص29(3) الكامل في التاريخ – أبن الأثير ج3 ص405(4) المصنف- بن أبي شيبة ج11 ص 93 (5) بحار الأنوار – العلامة المجلسي ج44 ص (57) الإرشاد – الشيخ المفيد- ج2-ص121

خضير لعواد

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك