الدكتور فاضل حسن شريف
776- عن الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وآله: (عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء لكل داء إلا السام) السام اي الموت.
777- أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن إسحاق ابن عمار وعبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: قال الله عز وجل: إني جعلت الدنيا بين عبادي قرضا، فمن أقرضني منها قرضا أعطيته بكل واحدة عشرا إلى سبعمائة ضعف وما شئت من ذلك، ومن لم يقرضني منها قرضا فأخذت منه شيئا قسرا فصبر، أعطيته ثلاث خصال لو أعطيت واحدة منهن ملائكتي لرضوا بها مني، قال: ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام قول الله عز وجل: "الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ" (البقرة 156-157) } فهذه واحدة من ثلاث خصال "وَرَحْمَةٌ" (البقرة 157) اثنتان "وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" (البقرة 157) ثلاث، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: هذا لمن أخذ الله منه شيئا قسرا.
778- عن أبي ذر: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وآله طبق عليه تين، فقال لأصحابه: كلوا، فلو قلت: فاكهة نزلت من الجنة، لقلت هذه، لأنها فاكهة بلا عجم فكلوها، فإنها تقطع البواسير، وتنفع من النقرس.
779- قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ذِكرُ الله عزّ وجلّ عبادةٌ، وذكري عبادةٌ، وذِكرُ علي عبادةٌ، وذِكرُ الأئمة من ولده عبادةٌ)
780- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ مُوسَى بْنُ يُوسُفَ بْنِ رَاشِدٍ الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بَدِيعٍ الْخَرَّازُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ الْأَشْقَرُ عَنْ قَيْسٍ عَنْ لَيْثٍ عَنْ أَبِي لَيْلَى عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: الْزَمُوا مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ فَإِنَّهُ مَنْ لَقِيَ اللَّهَ وَ هُوَ يَوَدُّنَا دَخَلَ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِنَا وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يَنْفَعُ عَبْداً عَمَلُهُ إِلَّا بِمَعْرِفَةِ حَقِّنَا
781- عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله: (مَنْ أَذَاعَ فَاحِشَةً كَانَ كَمُبْتَدِئِهَا وَ مَنْ عَيَّرَ مُؤْمِناً بِشَيْءٍ لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَرْكَبَهُ)
782- خْبَرَنَا الشَّيْخُ الْأَمِينُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَهْرِيَارَ الْخَازِنُ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ وَ خَمْسِمِائَةٍ بِمَشْهَدِ مَوْلَانَا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام قَالَ: حَدَّثَنِي الشَّيْخُ الصَّدُوقُ أَبُو مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الكعبري الْعُكْبَرِيُّ الْمُعَدِّلُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِمَدِينَةِ السَّلَامِ مِنْ كِتَابِهِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رِزْقَوَيْهِ الْبَغْدَادِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ بْنُ أَحْمَدَ السَّمَّاكُ الدَّقَّاقُ قَالَ: حَدَّثَنِي شَرِيكٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: مَرِضَ رَسُولُ اللَّهِصلى الله عليه وآله وسلممَرْضَةً فَغَدَا إِلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فِي الْغَلَسِ وَ كَانَ يُحِبُّ أَنْ لَا يَسْبِقَهُ إِلَيْهِ أَحَدٌ قَالَ فَإِذَا هُوَ فِي صَحْنِ الدَّارِ رَأْسُهُ فِي حَجْرِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ قَالَ وَ عَلَيْكُمُ السَّلَامُ وَ رَحْمَةُ اللَّهِ وَ بَرَكَاتُهُ أَمَا إِنِّي أُحِبُّكَ وَ لَكَ عِنْدِي مَدِيحَةٌ أُلْقِيهَا إِلَيْكَ قَالَ لَهُ قُلْ قَالَ أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَ أَنْتَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ أَنْتَ سَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَ الْمُرْسَلِينَ لِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِكَ تُزَفُّ أَنْتَ وَ شِيعَتُكَ زَفّاً زَفّاً إِلَى الْجِنَانِ أَفْلَحَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَ خَابَ وَ خَسِرَ مَنْ تَخَلَّاكَ لِحُبِّ مُحَمَّدٍ أَحَبُّوكَ وَ لِبُغْضِ مُحَمَّدٍ أَبْغَضُوكَ لَنْ تَنَالَهُمْ شَفَاعَةُ مُحَمَّدٍ ادْنُ إِلَى صَفْوَةِ اللَّهِ أَخِيكَ وَ ابْنِ عَمِّكَ وَ أَنْتَ أَحَقُّ النَّاسِ بِهِ فَدَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام وَ أَخَذَ رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَخْذاً رَقِيقاً فَصَيَّرَهُ فِي حَجْرِهِ فَانْتَبَهَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ مَا هَذِهِ الْهَمْهَمَةُ فَأَخْبَرَهُ عَلِيٌّ بِالْحَدِيثِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ دِحْيَةَ بْنَ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيَّ ذَاكَ جَبْرَئِيلُ سَمَّاكَ بِأَسْمَاءٍ سَمَّاكَ اللَّهُ بِهَا وَ هُوَ الَّذِي أَلْقَى مَحَبَّتَكَ فِي قُلُوبِ وَ صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ وَ رَهْبَتَكَ وَ خَوْفَكَ فِي صُدُورِ الْكَافِرِينَ وَ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ أَضْعَافٌ كثرة كَثِيرَةٌ
783- جاء في كتاب الأسس المنهجية في تفسير النص القرآني للمؤلف عدي جواد علي الحجار: قوله تعالى: "وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ" (البقرة 228). وأصل القرء يحتمل وجهين متضادين هما الحيض والطهر في اللغة (ولمّا كان القرء مشتركاً بين الحيض والطّهر لإطلاقه عليهما اختُلف هل المراد هنا الطهر أو الحيض؟) فيتوقف في فهمه على القرينة فأن (اللفظ المشترك كالقرء متردد، فلا يجوز حمله على أحد الوجوه إلا بدليل زائد), فمن فسره بالحيض فقرينته ما ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: (دعي الصلاة أيام أقرائك) والصلاة إنما تترك في أيام الحيض. بينما استشهد من ذهب إلى أن القرء الطهر, بقوله تعالى: "فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ" (الطلاق 1) أي: في طهر لم تجامع فيه، وبقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لما طلق ابن عمر زوجته، وهي حائض: فليراجعها، فإذا طهرت فليطلق أو ليمسك وتلا النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ" (الطلاق 1) فأخبر صلى الله عليه وآله وسلم أن العدة الأطهار من دون الحيض، لأنها حينئذ تستقبل عدتها، ولو طلقت حائضاً لم تكن مستقبلة عدتها إلا بعد الحيض.
"784- عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، عن عاصم بن حميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: خطب رسول الله عليه السلام في حجة الوداع، فقال: يا أيها الناس والله ما من شيء يقربكم من الجنة ويباعدكم من النار الا وقد أمرتكم به وما من شيء يقربكم من النار ويباعدكم من الجنة الا وقد نهيتكم عنه، ألا وإن الروح الأمين نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحمل أحدكم استبطاء شيء من الرزق أن يطلبه بغير حله، فانه لا يدرك ما عند الله الا بطاعته.
785- النبي صلى الله عليه وآله: خمس خصال تورث البرص: منها والأكل على الشبع..
786- ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم: (اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل)
787- عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم: إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ لَأُعَذِّبَنَّ كُلَّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ أَطَاعَتْ إِمَاماً جَائِراً لَيْسَ مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهِمْ بَرَّةً تَقِيَّةً وَ لَأَعْفُوَنَّ عَنْ كُلِّ رَعِيَّةٍ فِي الْإِسْلَامِ أَطَاعَتْ إِمَاماً هَادِياً مِنَ اللَّهِ وَ إِنْ كَانَتِ الرَّعِيَّةُ فِي أَعْمَالِهَا ظَالِمَةً مُسِيئَةً.
788- عن سلمان الفارسيّ رحمه الله عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله أنّه قال في حديث: (وسيّد الأشربة اللّبن)
789- قال النبي صلى الله عليه وآله: (من حق المسلم على المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا مرض أن يعوده، وإذا مات أن يشيع جنازته)
790- علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي أيوب الخزاز ، عن محمد بن مسلم ، قال : أن العقرب لسعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : لعنك الله فما تبالين مؤمنا آذيت أم كافرا ثم دعا بالملح فدلكه فهدت ، ثم قال أبو جعفر عليه السلام : لو يعلم الناس ما في الملح ما بغوا معه درياقا.
791- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيِّ بْنُ الطُّوسِيِّ فِي التَّارِيخِ وَ الْمَوْضِعِ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهُمَا قَالَ: أَخْبَرَنَا السَّعِيدُ الْوَالِدُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْمُقْرِي قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَنَفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ هَاشِمٍ السَّمَّاكُ قَالَ: حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ شِمْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حِزَامٍ قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ وَصِيُّكَ قَالَ فَأَمْسَكَ عَشْراً لَا يُجِيبُنِي ثُمَّ قَالَ يَا جَابِرُ أَ لَا أُخْبِرُكَ عَمَّا سَأَلْتَنِي فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي أَمَ وَ اللَّهِ لَقَدْ سَكَتَّ عَنِّي حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّكَ وَجَدْتَ عَلَيَّ فَقَالَ مَا وَجَدْتُ عَلَيْكَ يَا جَابِرُ وَ لَكِنْ كُنْتُ أَنْتَظِرُ مَا يَأْتِينِي مِنَ السَّمَاءِ فَأَتَانِي جَبْرَئِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَبَّكَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ وَ يَقُولُ لَكَ إِنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ وَصِيُّكَ وَ خَلِيفَتُكَ عَلَى أَهْلِكَ وَ أُمَّتِكَ وَ الذَّائِدُ عَنْ حَوْضِكَ وَ هُوَ صَاحِبُ لِوَائِكَ يَقْدُمُكَ إِلَى الْجَنَّةِ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَ رَأَيْتَ مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَذَا أَقْتُلُهُ قَالَ نَعَمْ يَا جَابِرُ مَا وُضِعَ هَذَا الْمَوْضِعُ إِلَّا لِيُتَابَعَ عَلَيْهِ فَمَنْ تَابَعَهُ كَانَ مَعِي غَداً وَ مَنْ خَالَفَهُ لَمْ يَرِدْ عَلَيَّ الْحَوْضَ أَبَداً
792- عن سماحة الشيخ محمّد صنقور: ما هو رأي الاماميَّة في حديث: (إنِّي قد بعثتُ بالسيف وجُعل رزقي تحت ظلِّ رمحي)؟ الحديث المذكور لم يرد في شيءٍ من طُرق الامامية، ولذلك فهو فاقدٌ للاعتبار والحجيَّة، نعم قد ورد هذا الحديث في بعض طُرق العامة. والآيات التي تنصُّ على أنَّ الجهاد إنَّما شرع لردِّ الاعتداء ودحرِ المعتدين المحاربين كثيرةٌ لا يسعنا استيعابها في المقام، فلم تكن الغاية من تشريع الجهاد توسيع نطاق الدعوة بالسيف، فالدعوةُ إلى التوحيد إنَّما هو بالحكمة والموعظة الحسنة كما نصَّ القرآن على ذلك، والسيفُ إنَّما هو للساعين بالسيف والقوة إلى تصفية الدعوة وأتباعها والذين يقفون في طريق إيصال الدعوة إلى الناس، ويعملون بالقهر والغلبة على فتنهم عن دينهم لذلك قال الله تعالى: "وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا" (النساء 75). فالجهاد بالسيف إنَّما شُرِّع للدفاع وردِّ الاعتداء والحماية للدعوة وكيانها، وقد نصَّت على ذلك الكثير من الآيات كقوله تعالى: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُمْ مِنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ" (البقرة 190-191) وقوله تعالى: "وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" (التوبة 36)وقوله تعالى: "فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ" (البقرة 194) وقوله تعالى: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ .. وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ" (الانفال 60-62).
793- من معاجزه صلى الله عليه وآله وسلم معرفته بأسرار الناس واخبارهم بما فيهم وهي من الغيبات. ورد إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمّا بعث الجيش إلى مؤتة، كان ذات يوم على المنبر، فنظر إلى معركتهم فقال صلى الله عليه وآله وسلم: أخذ الراية جعفر بن أبي طالب فجاءه الشيطان فمنّاه الحياة، وكرّه إليه الموت، فقال: (الآن حين استحكم الإِيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا؟ ثمّ مضى قدماً حتّى استشهد) فصلَّى عليه، ودعا له. ثم قال: (استغفروا لأخيكم جعفر فإنّه شهيد، لقد دخل الجنّة، وهو يطير بجناحين من ياقوت حيث يشاء في الجنّة. ثمّ أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة، فاستشهد، ثمّ دخل الجنّة معترضاً) فشقّ ذلك على الأنصار، فقيل: يا رسول الله، ما اعترضه؟ فقال: (لمّا أصابه الجرح نكل، فغابت نفسه، فشجع، فدخل الجنّة) فسري عن قومه. قال صلى الله عليه وآله وسلم: (إنّ الله رفع لي الأرض حتّى رأيت معركتهم).
794- عَنْ مُحَمَّدٍ الْفَارِسِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرَانَ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ الْحَكَمِ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ الْأَحْمَرِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ عليه السلام: إِنَّ فِيمَا عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَ لَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ.
795- ومن سُبل تقليل وتهوين سكرات الموت قراءة سورة يس، كما ورد ذلك عن النبي الأكرم صلی الله عليه وآله وسلم حيث قال: من قرأ سورة يس وهو في سكرات الموت أو قرئت عنده جاء رضوان خازن الجنّة بشربة من شراب الجنّة، فسقاه إياها.
796- قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (إن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام، أن أردت أن أكون إليك أقرب من كلامك إلى لسانك ومن روحك لجسدك فأكثر الصلاة على النبي الأمي).
797- عن رسول الله صلى الله عليه وآله: ما زال جبرائيل يوصيني بالسواك حتى خفت أن أحفى وأدرد. وفي بعضها: حتى خفت أن يجعله فريضة.
798- عن ابن عباس قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان جالساً ذات يوم، إذ أقبل أمير المؤمنين علي عليه السلام فلما رآه بكى ثم قال: إلَيّ إلَيّ، يا أخي، فما زال يدنيه حتى جلس إلى جنبه الأيمن ثم قال صلى الله عليه وآله عن علي إِنَّهُ أخي وشَقيقي، وصاحِبُ الأَمرِ بَعدي، وصاحِبُ لِوائي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ، وصاحِبُ حَوضي وشَفاعَتي، وهُوَ مَولى كُلِّ مُسلِمٍ، وإمامُ كُلِّ مُؤمِنٍ، وقائِدُ كُلِّ تَقِيٍّ، وهُوَ وَصِيّي وخَليفَتي عَلى أهلي واُمَّتي في حَياتي وبَعدَ مَماتي، مُحِبُّهُ مُحِبّي، ومُبغِضُهُ مُبغِضي، وبِوِلايَتِهِ صارَت اُمَّتي مَرحومَةً، وبِعَداوَتِهِ صارَتِ المُخالِفَةُ لَهُ مِنها مَلعونَةً، وإِنِّي بَكَيْتُ حِينَ أَقْبَلَ لِأَنِّي ذَكَرْتُ غَدْرَ الْأُمَّةِ بِهِ بَعْدِي حَتَّى إِنَّهُ لَيُزَالُ عَنْ مَقْعَدِي وَ قَدْ جَعَلَهُ اللَّهُ بَعْدِي لَهُ ثُمَّ لَا يَزَالُ الْأَمْرُ بِهِ حَتَّى يُضْرَبَ عَلَى قَرْنِهِ ضَرْبَةً تُخْضَبُ مِنْهَا لِحْيَتُهُ فِي أَفْضَلِ الشُّهُورِ وَ هُوَ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ.
799- حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ عِيسَى الْجُهَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي مِسْمَعُ بْنُ سَتَّارٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَلَغَ مُعَاوِيَةَ أَنَّ عَلِيّاً عليه السلام يَسْتَنْفِرُ النَّاسَ بِالْكُوفَةِ لِلْمَسِيرِ إِلَيْهِ إِلَى الشَّامِ وَ ذَلِكَ بَعْدَ الْمُوَادَعَةِ وَ الْحُكُومَةِ فَبَلَغَ ذَلِكَ مِنْ مُعَاوِيَةَ الْمُبَالِغُ وَ جَعَلَ يَدُسُّ الرِّجَالَ إِلَى عَلِيٍّ عليه السلام لِلْقَتْلِ وَ يَعْمَلُ الْحِيلَةَ فِي ذَلِكَ إِلَى أَنْ كَاتَبَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ الْمَخْزُومِيَّ إِلَى الْكُوفَةِ فَقَدِمَ الرَّجُلُ إِلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ فَأَنْزَلَهُ فِي مَكَانٍ يَقْرُبُ مِنْهُ وَ كَانَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لَا يَرَى الْمَسْحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَ كَانَ يَجْلِسُ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ الْأَعْظَمِ يُفْتِي النَّاسَ وَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ حَتَّى تَجِبَ الصَّلَاةُ فَيَخْلَعُ الْخُفَّيْنِ وَ يُطَهِّرُ الرِّجْلَيْنِ وَ يُصَلِّي بِالنَّاسِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَنْصَرِفَ إِلَى أَهْلِهِ لَبِسَ خُفَّهُ وَ انْصَرَفَ فَأَجْمَعَ الرَّجُلُ أَنْ يُرْصِدَ عَلِيّاً عليه السلام فَإِذَا خَلَعَ خُفَّيْهِ جَعَلَ فِي أَحَدِهِمَا أَفْعًى أَوْ قَالَ ثُعْبَانٌ مِمَّا كَانَ مَعَهُ فَفَعَلَ ذَلِكَ وَ جَعَلَ الْأَفْعَى أَوْ قَالَ الثُّعْبَانُ فِي أَحَدِ الْخُفَّيْنِ فَلَمَّا أَرَادَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَلْبَسَ خُفَّهُ انْقَضَّ عُقَابٌ فَاخْتَطَفَ الْخُفَّ وَ طَارَ بِهِ فِي الْجَوِّ ثُمَّ طَرَحَهُ فَخَرَجَ الْأَفْعَى فَقُتِلَ قَالَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام لِلنَّاسِ خُذُوا أَبْوَابَ الْمَسْجِدِ فَأُخِذَتِ الْأَبْوَابُ وَ نَظَرُوا فَإِذَا رَجُلٌ غَرِيبٌ وَ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي أَرْصَدَ عَلِيّاً بِمَا صَنَعَ فَاعْتَرَفَ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَعَثَهُ لِذَلِكَ إِلَى عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ قَالَ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام جِيئُوا بِعَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ وَ لَا تَنَالُوهُ بِسُوءٍ فَانْطَلَقُوا فَجَاءُوا بِهِ تَرْتَعِدُ فَرَائِصُهُ فَأَرَادُوا قَتْلَهُ فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام دَعُوهُ فَلَيْسَ هُوَ وَ لَا مُعَاوِيَةُ بِقَاتِلِي وَ لَا يَقْدِرَانِ عَلَى ذَلِكَ إِنَّ قَاتِلِي رَجُلٌ مِنْ مُرَادٍ ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ أَعْسَرُ أَيْسَرُ أُصَيْفِرُ يَنْظُرُ بِعَيْنَيْ شَيْطَانٍ وَ جَعَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَصِفُهُ قَالَ يَقْتُلُنِي فِي الشَّهْرِ الْحَرَامِ لَا بَلْ فِي شَهْرِ الصِّيَامِ عَهْدٌ مِنَ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ صلى الله عليه وآله وسلم إِلَيَّ بِذَلِكَ وَ قَدْ خابَ مَنِ افْتَرى.
800- عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: حِينَ آخَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَصْحَابَهُ جَاءَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ تَدْمَعُ عَيْنَاهُ فَقَالَ مَا لِي لَمْ تُوَاخِ بَيْنِي وَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ إِخْوَانِي قَالَ أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ.
https://telegram.me/buratha