الدكتور فاضل حسن شريف
روى الحسن بن علي بن شعبة مرسلا عن الإمام السبط الأكبر سلام اللّه عليه أنه قال: ما تشاور قوم إلّا هدوا الى رشدهم. قال عليه السلام: اللؤم أن لا تشكر النعمة. قال عليه السلام لبعض ولده: يا بنيّ لا تواخ أحدا حتّى تعرف موارده و مصادره، فاذا استنبطت الخبرة و رضيت العثرة، فآخه على إقامة العثرة و المواساة في العسرة. قال عليه السلام: لا تجاهد الطلب جهاد الغالب و لا تتكل على القدر اتّكال المستسلم، فإنّ ابتغاء الفضل من السنّة و الاجمال في الطلب من العفة، و ليست العفّة بدافعة رزقا و لا الحرص بجالب فضلا، فانّ الرزق مقسوم و استعمال الحرص من استعمال المآثم. قال عليه السلام: القريب من قربته المودّة و إن بعد نسبه، و البعيد من باعدته المودّة و إن قرب نسبه، لا شيء أقرب من يد الى جسد، و إنّ اليد تقفل فتقطع و تحسم. قال عليه السلام: من اتّكل على حسن الاختيار من اللّه له لم يتمنّ، انّه في غير الحال الّتي اختارها اللّه. قال عليه السلام: الخير الّذي لا ضرّ فيه، الشكر مع النعمة و الصبر على النازلة. قال عليه السلام لرجل أبلّ من علة: إنّ اللّه قد ذكرك فاذكره و أقالك فاشكره. قال عليه السلام: العار أهون من النار. قال عليه السلام: ما أعرف أحدا إلّا و هو أحمق فيما بينه و بين ربّه. قال عليه السلام: عند صلحه لمعاوية: إنا و اللّه ما ثنانا عن أهل الشام بالسلامة و الصبر، فسلبت السلامة بالعداوة، و الصبر بالجزع، و كنتم في مبدإكم إلى صفّين و دينكم أمام دنياكم و قد أصبحتم اليوم و دنياكم أمام دينكم. قيل له: فيك عظمة، فقال عليه السلام: بل فيّ عزة قال اللّه "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ" (المنافقون 8). قال عليه السلام: من أدام الاختلاف إلى المسجد، اصاب إحدى ثمان، آية محكمة و أخا مستفادا و علما مستفرطا، و رحمة منتظرة و كلمة تدلّه على الهدى أو تردّه عن ردى، و ترك الذنوب حياء أو خشية. . رزق غلاما، فأتته قريش تهنيه، فقالوا: يهنيك الفارس، فقال عليه السلام: أي شيء هذا القول؟ و لعلّه يكون راجلا، فقال له جابر: كيف نقول يا ابن رسول اللّه؟ فقال عليه السلام: إذا ولد لأحدكم غلام، فأتيتموه، فقولوا له: شكرت الواهب و بورك لك في الموهوب، بلغ اللّه به أشدّه و رزقك برّه. سئل عن المروءة، فقال عليه السلام: شحّ الرّجل على دينه و إصلاحه ماله و قيامه بالحقوق. قال عليه السلام: إن أبصر الأبصار ما نفذ في الخير مذهبه و أسمع الأسماع ما وعى التذكير و انتفع به، أسلم القلوب ما طهر من الشبهات.
سأل رجل الامام الحسن عليه السلام أن يخيّله، قال عليه السلام: إياك أن تمدحني، فأنا أعلم بنفسي، منك أو تكذّبني فإنه لا رأي لمكذوب، أو تغتاب عندي أحدا، فقال له الرّجل: أ تأذن لي في الانصراف، فقال عليه السلام: نعم إذا شئت. قال عليه السلام: إنّ من طلب العبادة تزكّى لها. إذا أضرّت النوافل بالفريضة فارفضوها. اليقين معاذ للسلامة. من تذكر بعد السفر اعتدّ. قال عليه السلام: لا يغشّ العاقل من استنصحه. قال عليه السلام: بينكم و بين الموعظة حجاب العزّة. قال عليه السلام: قطع العلم عذر المتعلّمين. قال عليه السلام: كلّ معاجل يسأل النظرة و كلّ مؤجّل يتعلّل بالتسويف. قال عليه السلام: اتّقوا اللّه عباد اللّه، و جدّوا في الطّلب و تجاه الهرب و بادروا العمل قبل مقطعات النقمات و هادم اللّذات، فإنّ الدنيا لا يدوم نعيمها و لا تؤمن فجيعها، و لا تتوقّى في مساويها، غرور حائل و سفاد مائل. فاتّعضوا عباد اللّه بالعبر و اعتبروا بالأثر، و ازدجروا بالنعيم، و انتفعوا بالمواعظ، فكفى باللّه معتصما و نصيرا و كفى بالكتاب حجيجا و خصيما، و كفى بالجنة ثوابا، و كفى بالنار عقابا و وبالا. قال عليه السلام: إذا لقي أحدكم أخاه فليقبّل موضع النور من جبهته. مرّ عليه السلام في يوم فطر بقوم يلعبون و يضحكون، فوقف على رءوسهم فقال: إنّ اللّه جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه، فيستبقون فيه بطاعته الى مرضاته، فسبق قوم ففازوا و قصّر آخرون فخابوا، فالعجب كلّ العجب من ضاحك لاعب في اليوم الّذي يثاب فيه المحسنون و يخسر فيه المبطلون، و أيم اللّه لو كشف الغطاء لعلموا أنّ المحسن مشغول باحسانه و المسيء مشغول بإساءته ثم مضى. الشيخ أبو جعفر الطوسي أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن عليّ بن محمد العلويّ، قال: حدّثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري، قال: حدّثنا محمد بن يعقوب الكلينيّ، عن عليّ بن محمد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه: قال: حدّثنا الحسن بن عليّ عليهما السلام إنّ اللّه عزّ و جلّ بمنّه و رحمته لمّا فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه لا إله إلّا هو ليميّز الخبيث من الطّيب، و ليبتلي ما في صدوركم و ليمحّص ما في قلوبكم و لتتسابقوا الى رحمته و لتتفاضل منازلكم في جنته، ففرض عليكم الحجّ و العمرة و إقام الصلاة و ايتاء الزكاة و الصوم و الولاية. جعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحا الى سبيله، و لو لا محمد صلى اللّه عليه و آله و الأوصياء من ولده :، كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض و هل يدخل قرية إلّا من بابها، فلمّا منّ عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيّكم صلى اللّه عليه و آله قال: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً" (المائدة 3). فرض عليكم لأوليائه حقوقا و أمركم بأدائها إليهم ليحلّ لكم ما وراء ظهوركم، من أزواجكم و أموالكم و مآكلكم، و مشاربكم، و يعرفكم بذلك البركة و النّماء و الثروة، ليعلم من يطيعه منكم بالغيب، ثمّ قال عزّ و جلّ "قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى" (الشورى 23) فاعلموا أنّ من يبخل فانّما يبخل عن نفسه، إنّ اللّه هو الغني و أنتم الفقراء إليه. فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون ثمّ تردّون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلّا على الظالمين، سمعت جدّي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: خلقت من نور اللّه عزّ و جلّ، و خلق أهل بيتي من نوري و خلق محبّيهم من نورهم و سائر الخلق في النار.
قال عليه السلام: إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس، فاجهد أن لا يعرفك، فإنّ أشقى النّاس به معارفه. قال عليه السلام: عليكم بالفكر، فانه حياة قلب البصير، و مفاتيح أبواب الحكمة. قال عليه السلام: أوسع ما يكون الكريم بالمغفرة اذا ضاقت بالمذنب المعذرة. قال عليه السلام: صاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك. كان يقول عليه السلام: ابن آدم انك لم تزل في هدم عمرك، منذ سقطت من بطن امّك، فخذ ممّا في يديك لما بين يديك، فانّ المؤمن يتزوّد و الكافر يتمتّع و كان يتلو مع هذه الموعظة "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى" (البقرة 19عليه السلام). ورام بن أبي فراس مرسلا عن الحسن عليه السلام قال: أوصيكم بتقوى اللّه و إدامة التفكر، فإنّ التفكر أبو كل خير و أمّة. قال عليه السلام: من عرف اللّه أحبّه و من عرف الدّنيا زهد فيها، و المؤمن لا يلهوا حتّى يغفل، فاذا تفكر حزن. عنه، رأى الحسن عليه السلام ناسا يوم عيد فطر يضحكون و يلعبون، فقال: إنّ اللّه جعل الصوم مضمارا لعباده، ليستبقوا الى طاعته، و لعمري لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه و مسيء بإساءته عن تجديد ثوب أو ترجيل شعر.
https://telegram.me/buratha