الصفحة الإسلامية

اشارات قرآنية من مسند الامام المجتبى الحسن للعطاردي (ح 16)


الدكتور فاضل حسن شريف

روى الحسن بن علي بن شعبة مرسلا عن الإمام السبط الأكبر سلام‌ اللّه عليه أنه قال: ما تشاور قوم إلّا هدوا الى رشدهم. قال عليه السلام: اللؤم أن لا تشكر النعمة. قال عليه السلام لبعض ولده: يا بنيّ لا تواخ أحدا حتّى تعرف موارده و مصادره، فاذا استنبطت الخبرة و رضيت العثرة، فآخه على إقامة العثرة و المواساة في العسرة. قال عليه السلام: لا تجاهد الطلب جهاد الغالب و لا تتكل على القدر اتّكال المستسلم، فإنّ ابتغاء الفضل من السنّة و الاجمال في الطلب من العفة، و ليست العفّة بدافعة رزقا و لا الحرص بجالب فضلا، فانّ الرزق مقسوم و استعمال الحرص من استعمال المآثم. قال عليه السلام: القريب من قربته المودّة و إن بعد نسبه، و البعيد من باعدته المودّة و إن قرب نسبه، لا شي‌ء أقرب من يد الى جسد، و إنّ اليد تقفل فتقطع و تحسم. قال عليه السلام‌: من اتّكل على حسن الاختيار من اللّه له لم يتمنّ، انّه في غير الحال الّتي اختارها اللّه. قال عليه السلام‌: الخير الّذي لا ضرّ فيه، الشكر مع النعمة و الصبر على النازلة. قال عليه السلام‌ لرجل أبلّ من علة: إنّ اللّه قد ذكرك فاذكره و أقالك فاشكره. قال عليه السلام‌: العار أهون من النار. قال عليه السلام‌: ما أعرف أحدا إلّا و هو أحمق فيما بينه و بين‌ ربّه. قال عليه السلام‌: عند صلحه لمعاوية: إنا و اللّه ما ثنانا عن أهل الشام بالسلامة و الصبر، فسلبت السلامة بالعداوة، و الصبر بالجزع، و كنتم في مبدإكم إلى صفّين و دينكم أمام دنياكم و قد أصبحتم اليوم و دنياكم أمام دينكم. قيل له: فيك عظمة، فقال عليه السلام‌: بل فيّ عزة قال اللّه‌ "وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ‌" (المنافقون 8). قال عليه السلام‌: من أدام الاختلاف إلى المسجد، اصاب إحدى ثمان، آية محكمة و أخا مستفادا و علما مستفرطا، و رحمة منتظرة و كلمة تدلّه على الهدى أو تردّه عن ردى، و ترك الذنوب حياء أو خشية. . رزق غلاما، فأتته قريش تهنيه، فقالوا: يهنيك الفارس، فقال عليه السلام‌: أي شي‌ء هذا القول؟ و لعلّه يكون راجلا، فقال له جابر: كيف نقول يا ابن رسول اللّه؟ فقال عليه السلام: إذا ولد لأحدكم غلام، فأتيتموه، فقولوا له: شكرت الواهب و بورك لك في الموهوب، بلغ اللّه به أشدّه و رزقك برّه. سئل عن المروءة، فقال عليه السلام‌: شحّ الرّجل على دينه و إصلاحه ماله و قيامه بالحقوق. قال عليه السلام‌: إن أبصر الأبصار ما نفذ في الخير مذهبه‌ و أسمع الأسماع ما وعى التذكير و انتفع به، أسلم القلوب ما طهر من الشبهات.

سأل رجل الامام الحسن عليه السلام أن يخيّله، قال عليه السلام‌: إياك أن تمدحني، فأنا أعلم بنفسي، منك أو تكذّبني فإنه لا رأي لمكذوب، أو تغتاب عندي أحدا، فقال له الرّجل: أ تأذن لي في الانصراف، فقال عليه السلام: نعم إذا شئت. قال عليه السلام‌: إنّ من طلب العبادة تزكّى لها. إذا أضرّت النوافل بالفريضة فارفضوها. اليقين معاذ للسلامة. من تذكر بعد السفر اعتدّ. قال عليه السلام‌: لا يغشّ العاقل من استنصحه. قال عليه السلام‌: بينكم و بين الموعظة حجاب العزّة. قال عليه السلام‌: قطع العلم عذر المتعلّمين. قال عليه السلام‌: كلّ معاجل يسأل النظرة و كلّ مؤجّل يتعلّل بالتسويف. قال عليه السلام‌: اتّقوا اللّه عباد اللّه، و جدّوا في الطّلب و تجاه الهرب و بادروا العمل قبل مقطعات النقمات و هادم اللّذات، فإنّ الدنيا لا يدوم نعيمها و لا تؤمن فجيعها، و لا تتوقّى في مساويها، غرور حائل و سفاد مائل. فاتّعضوا عباد اللّه بالعبر و اعتبروا بالأثر، و ازدجروا بالنعيم، و انتفعوا بالمواعظ، فكفى باللّه معتصما و نصيرا و كفى بالكتاب حجيجا و خصيما، و كفى بالجنة ثوابا، و كفى بالنار عقابا و وبالا. قال عليه السلام‌: إذا لقي أحدكم أخاه فليقبّل موضع النور من جبهته. مرّ عليه السلام في يوم فطر بقوم يلعبون و يضحكون، فوقف على رءوسهم فقال‌: إنّ اللّه جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه، فيستبقون فيه بطاعته الى مرضاته، فسبق قوم ففازوا و قصّر آخرون فخابوا، فالعجب كلّ العجب من ضاحك لاعب في اليوم الّذي يثاب فيه المحسنون و يخسر فيه المبطلون، و أيم اللّه لو كشف الغطاء لعلموا أنّ المحسن مشغول باحسانه و المسي‌ء مشغول بإساءته ثم مضى. الشيخ أبو جعفر الطوسي أخبرنا الحسين بن عبيد اللّه، عن عليّ بن محمد العلويّ، قال: حدّثنا الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري، قال: حدّثنا محمد بن يعقوب الكلينيّ، عن عليّ بن محمد، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري، عن الصادق جعفر بن محمّد عن أبيه عن آبائه: قال: حدّثنا الحسن بن عليّ عليهما السلام‌ إنّ اللّه عزّ و جلّ بمنّه و رحمته لمّا فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه، بل رحمة منه لا إله إلّا هو ليميّز الخبيث من الطّيب، و ليبتلي ما في صدوركم و ليمحّص ما في قلوبكم و لتتسابقوا الى رحمته و لتتفاضل منازلكم في جنته، ففرض عليكم الحجّ و العمرة و إقام الصلاة و ايتاء الزكاة و الصوم و الولاية. جعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحا الى سبيله، و لو لا محمد صلى اللّه عليه و آله و الأوصياء من ولده :، كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض و هل يدخل قرية إلّا من بابها، فلمّا منّ عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيّكم صلى اللّه عليه و آله قال: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً" (المائدة 3). فرض عليكم لأوليائه حقوقا و أمركم بأدائها إليهم ليحلّ لكم ما وراء ظهوركم، من أزواجكم و أموالكم و مآكلكم، و مشاربكم، و يعرفكم بذلك البركة و النّماء و الثروة، ليعلم من يطيعه منكم بالغيب، ثمّ قال عزّ و جلّ‌ "قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى‌" (الشورى 23) فاعلموا أنّ من يبخل فانّما يبخل عن نفسه، إنّ اللّه هو الغني و أنتم الفقراء إليه. فاعملوا من بعد ما شئتم فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون ثمّ تردّون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلّا على الظالمين، سمعت جدّي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: خلقت من نور اللّه عزّ و جلّ، و خلق أهل بيتي من نوري و خلق محبّيهم من نورهم و سائر الخلق في النار.

قال عليه السلام‌: إذا سمعت أحدا يتناول أعراض الناس، فاجهد أن لا يعرفك، فإنّ أشقى النّاس به معارفه. قال عليه السلام‌: عليكم بالفكر، فانه حياة قلب البصير، و مفاتيح أبواب الحكمة. قال عليه السلام‌: أوسع ما يكون الكريم بالمغفرة اذا ضاقت بالمذنب المعذرة. قال عليه السلام‌: صاحب الناس بمثل ما تحبّ أن يصاحبوك. كان يقول عليه السلام‌: ابن آدم انك لم تزل في هدم عمرك، منذ سقطت من بطن امّك، فخذ ممّا في يديك لما بين يديك، فانّ المؤمن يتزوّد و الكافر يتمتّع و كان يتلو مع هذه الموعظة "وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوى" (البقرة 19عليه السلام). ورام بن أبي فراس مرسلا عن الحسن عليه السلام قال‌: أوصيكم بتقوى اللّه و إدامة التفكر، فإنّ التفكر أبو كل خير و أمّة. قال عليه السلام‌: من عرف اللّه أحبّه و من عرف الدّنيا زهد فيها، و المؤمن لا يلهوا حتّى يغفل، فاذا تفكر حزن. عنه، رأى الحسن عليه السلام ناسا يوم عيد فطر يضحكون و يلعبون، فقال‌: إنّ اللّه جعل الصوم مضمارا لعباده، ليستبقوا الى طاعته، و لعمري لو كشف الغطاء لشغل محسن بإحسانه و مسي‌ء بإساءته عن تجديد ثوب أو ترجيل شعر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك