الصفحة الإسلامية

اشارات قرآنية من مسند الامام المجتبى الحسن للعطاردي (ح 15)


الدكتور فاضل حسن شريف

عن کتاب مسند الإمام المجتبى أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام للمؤلف عزيز الله عطاردي: قال أبو الفرج: فاجتمعت العساكر إلى معاوية بن أبي سفيان، و سار قاصدا إلى العراق و بلغ الحسن خبر مسيره و أنّه بلغ جسر منبج، فتحرّك لذلك و بعث حجر بن عديّ يأمر العمّال و الناس بالتهيّؤ للمسير، و نادى المنادي: الصلاة جامعة، فأقبل النّاس يثوبون و يجتمعون، فقال الحسن: اذا رضيت جماعة الناس فأعلمني و جاء سعيد بن قيس الهمداني فقال: اخرج فخرج الحسن عليه السلام، فصعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال: أمّا بعد: فإنّ اللّه كتب الجهاد على خلقه و سماه كرها. ثمّ قال لأهل الجهاد من المؤمنين‌ "وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" (الانفال 46) فلستم أيّها الناس نائلين ما تحبّون إلّا بالصّبر على ما تكرهون، إنّه بلغني أنّ معاوية بلغه إنا كنّا ازمعنا على المسير إليه فتحرّك لذلك فاخرجوا رحمكم اللّه إلى معسكركم بالنخيلة حتّى ننظر و تنظروا و نرى و تروا. قال: و انه في كلامه ليتخوّف خذلان النّاس إياه، قال: فسكتوا فما تكلّم منهم أحد و لا أجاب بحرف، فلمّا رأى ذلك عديّ بن حاتم، قال: أنا ابن حاتم سبحان اللّه، ما أقبح هذا المقام؟ أ لا تجيبون امامكم و ابن بنت نبيكم أين خطباء مضر؟ اين المسلمون؟ أين الخواضون من أهل المصر الّذين ألسنتهم كالمخاريق في الدّعة فاذا جد الجدّ فروّاغون كالثعالب أ ما تخافون مقت اللّه و لا عيبها و عارها. ثمّ استقبل الحسن بوجهه، فقال: أصاب اللّه بك المراشد، و جنّبك المكاره و وفّقك لما يحمد ورده و صدره، فقد سمعنا مقالتك و انتهينا إلى أمرك، و سمعنا منك و أطعناك فيما قلت، و ما رأيت و هذا وجهي إلى معسكري، فمن أحبّ أن يوافيني فليوافي، ثم مضى لوجهه، فخرج من المسجد و دابّته بالباب فركبها، و مضى إلى النخيلة و أمر غلامه أن يلحقه بما يصلحه، و كان عديّ أوّل الناس عسكرا.

جاء في باب العتق‌: الطوسي باسناده عن محمد بن علي بن محبوب، عن عليّ بن محمد بن يحيى، عن الحسن بن عليّ عن أبي إسحاق، عن فيض، عن أشعث، عن الحسن عليه السلام‌ في الرجل يموت و عليه دين، و قد أذن لعبده في التجارة و على العبد دين، قال: يبدأ بدين السيد. روى ابن شهرآشوب عن أنس، حيّت جارية للحسن بن عليّ عليهما السلام بطاقة ريحان، فقال لها: أنت حرّة لوجه اللّه، فقلت له في ذلك، فقال: أدّبنا اللّه تعالى فقال: "إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها" (النساء 86) و كان أحسن منها اعتاقها. الحاكم أبو عبد اللّه الحافظ، حدثنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة القاضي حدثنا محمد بن سعد الصوفي، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا شعبة، عن يزيد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء، عن الحسن بن علي، قال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: دع ما يريبك الى ما لا يريبك فان الصدق طمأنينة و أنّ الكذب ريبة.

عن ابن أبي شيبه حدّثنا عبد اللّه بن نمير، قال: حدّثني موسى الجهني، قال: سمعت سعيد بن أبي بردة، قال: حدّثني أبي أنّ أبا موسى أنطلق عائدا للحسن بن علي فقال له: أ عائدا جئت أو زائرا؟ قال: لا بل زائرا، قال: أما أنه لا يمنعني و ان كان في نفسك ما في نفسك، أن أخبرك أنّ العائد إذا خرج من بيته يعود مريضا كان يخوض في الرحمة خوضا. فاذا انتهى الى المريض، فجلس غمرته الرحمة حتى يرجع من عند المريض حين يرجع يشيعه سبعون ألف ملك، يستغفرون له نهارا أجمع و إن كان ليلا كان بذلك المنزل حتّى يصبح و له خريف في الجنة. عنه، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن حكيم بن جابر الأحمسيّ، قال: لمّا مات الأشعث بن قيس و كانت ابنته تحت الحسن بن علي، قال: اذ غسلتموه فلا تهيّجوه حتّى تؤذنوني، فاذناه، فجاء فوضأه بالحنوط و ضوءا. عنه، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن عمرو، عن الحسن‌، أنه كان‌ يرى أنّ المشاقة تجزي اذا لم يكن قطن للميت. عنه، حدثنا عباد بن العوام، عن عمر بن عامر، عن أبي رجاء، عن أبي الفهان الحذاء، قال: صلّيت خلف الحسن بن عليّ على جنازة، فلمّا فرغ، أخذت بيده، فقلت: كيف صنعت؟ قال: قرأ عليها بفاتحة الكتاب. عن الهيتمي باسناده عن الاصبغ بن نباتة، قال: دخلت مع عليّ بن أبي طالب الى الحسن نعوده، فقال له كيف أصبحت يا ابن رسول اللّه؟ قال: أصبحت بحمد اللّه بارئا قال كذلك إن شاء اللّه، ثمّ قال الحسن أسندوني، فأسنده عليّ إلى صدره. فقال: سمعت جدّي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول: إنّ في الجنة شجرة يقال لها شجرة البلوى يؤتى بأهل البلاء يوم القيامة، فلا يرفع لهم ديوان و لا ينصب لهم ميزان، يصبّ عليهم الأجر صبّا و قرأ "إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ" (الزمر 10).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك